1 تعريف العروض: العروض في اللغة : جاءت كلمة " العَرُوض "بفتح العين في اللغة علي عدة معانٍ, ومن معانيها الناحية, ومن ذلك قولهم:" أنت معي في عروضٍ لا تلائمني"؛ أي: في ناحيةٍ, ومن ذلك قول الشاعر: فَإِنْ يُعْرِضْ أَبُو العَبَّاسِ عَنِّي وَيَرْكَبُ بِي عَرُوْضًا عَنْ عَرُوْضِي ومن معاني الكلمة أيضًا : الطريق الصعبة أو الطريق في عرض الجبل في مضيق , و الخشبة المعترضة وسط البيت من الشعر ونحوه . ومن معانيها أيضًا: مكة والمدينة وعُمان, والغيم والسحاب الرقيق وفحوى الكلام, …. الخ . العروض في الاصطلاح : هو علم بقوانين يعرف بها صحيح وزن الشعر العربي من مقصوره, أو هو العلم الذي يدرس موازين الشعر, فيغير الوزن لا يسمى الشعر شعرًا. سبب التسمية: اختلف علماء العربية في معنى كلمة (العَرُوض)، وسبب تسمية هذا العلم بها على أقوال: 1- يذكر ابن منظور صاحب لسان العرب: أنه(علم العروض) سمي عروضا لأن الشعر يعرض عليه- أي يوزن بواسطته. 2- ومن قائل: إنه سمي عروضا باسم ( عمان) التي كان يقيم فيها واضعه و مخترعة الخليل بن أحمد، أو لانحداره منها(الأزدي). 3- ومن قائل: " إن معاني العروض(مكة) لاعتراضها وسط البلاد (أم القرى) " ومن ثم أطلق الخليل على علم ميزان الشعر الذي اخترعه اسم المكان الذي ألهم فيه قواعده وأصوله، حيث يذهب بعضهم أن الخليل بعد أن قضى مناسك الحج رفع يديه إلى السماء في طواف الوداع سائلا الله جل وعلا أن يهبه علما لم يسبقه أحد إليه، ولا يؤخذ عن غيره، ففتح الله عليه ووهبه علم العروض فجاء متكاملا على يديه. (1) فقيل: هي مشتقة من العَرْض؛ لأن الشعر يُعرضُ ويقاس على ميزانه. وإلى هذا الرأي ذهب الإمام الجوهري. ويعزِّز هذا القولَ ما جاء في اللغة العربية من قولهم :(هذه المسألة عَروض هذه )؛ أي: نظيرها. (2) وقيل: إن الخليل أراد بها (مكة)، التي من أسمائها (العَرُوض)، تبركًا؛ لأنَّه وضع هذا العلم فيها . (3) وقيل:إن معاني العَروض الطريق في الجبل، والبحور طرق إلى النظم. (4) وقيل: إنها مستعارة من العَروض بمعنى الناحية؛ لأن الشعر ناحية من نواحي علوم العربية وآدابها. (5) وقيل: إن التسمية جاءت تَوَسُّعًا من الجزء الأخير من صدر البيت الذي يسمى (عَروضًا). وأقرب هذه الأقوال إلى الصواب – والله أعلم – الرأي الأول، فالكلمة مشتقة من العَرْض؛ لأن الشعر يُعرَض ويقاسُ على ميزانه. ".. ولكن تعريف الخليل للعروض يستحق منا وقفة للتأمل. في تعريفه للعروض قال الخليل: "العروض: عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه، ويجمع أعاريض، وهو فواصل الأنصاف، والعروض تؤنث، والتذكير جائز". والعروض التي يعنيها الخليل في تعريفه هذا هي التفعيلة الأخيرة في الشطر الأول، أي أن علم العروض هو آخر تفعيلات الشطر الأول، كما أن علم القافية هو علم يتعلق بآخر تفعيلات الشطر الثاني (الضرب). فتفعيلة العروض عند الخليل هي التي تحدد البحر ، تحدد باقي تفعيلات الشطر إذا ما عرضت عليها، والتحويرات فيها كما نعرف أقل بكثير من تحويرات الضرب، فإذا ما اختلفت التفعيلتان استشرنا العروض أولا عند تحديد البحر، وعولنا على تفعيلة الضرب في تحديد القافية". أ.ه 2 واضع علم العروض: هو الخليل بن أحمد الفراهيدي, ولد في عُمان عام ( 100 ه ), وتوفي بالبصرة عام ( 175 ه ).والخليل من أكبر عظماء أمتنا وأجل علمائها العباقرة ؛ فهو أول من سارع لضبط ألفاظها باختراع النقط والشكل. وهو من كبار علماء اللغة العربية وعلومها في القرن الثاني الهجري له العديد من الإسهامات في نشأة علوم كثيرة وتطورها؛ كعلم النحو، وعلم المعجم العربي؛ فهو أول من فكَّر في صون لغتنا، فألف معجمَه المسمَّى بكتاب (العين). وللخليل كتب نفيسة، منها: كتاب العَروض، وكتاب النغم، وكتاب الإيقاع، وكتاب النقط والشكل. ومعظم ما في (الكتاب) الذي جمعه تلميذه سيبويه منقول عنه بألفاظه. واستقرى الخليل الشعر العربي، فوجد أوزانه المستعملة أو بحوره خمسة عشر بحرًا، ثم جاء الأخفش الأوسط فزاد عليه بحرَ (المتدارك).