عبدالحسيب الخناني هناك شعراء يحتلون مساحات واسعة من الانتشار الإعلامي غير أنهم يقعون في أخطاء عروضية لايقع فيها شاعر موهوب, وهناك من جانب آخر شعراء بعضهم طبقت شهرته الافاق ويكتب الشعر كمن يغترف من نهر ومع ذلك لايعرف ما هي عروض الشعر ولا ما هي أوزانه ويكتب علي مختلف البحور الخليلية دون خطأ.. موهبة تغزل علي أنوال الشعر دون ان تدري مسمياتها. ولأن العروض والقوافي هما معايير البناء الشعري وهما ادوات الشعر الهندسية وقد كتب فيها كثير من المؤلفين والمعنيين بعضهم من النقاد والعلماء والآخر من الشعراء بل وفريق من الرياضيين باعتبار ان التعبير الشعري تحليق هائم وقائم علي ارقام وحسابات وادوات رياضية فقد أتحفنا الشاعر المهندس أحمد غراب بإبداع هندسي شعري نهديه للفريقين السابقين من الشعراء حيث قدم لنا دراسة جديدة تضاف إلي قائمة الدراسات السابقة غير انها تحلل الي جانب الشعر الخليلي بعض قصائد الشعر التفعيلي المعاصر, وما تخللته من تجارب المعاصرين من الكتابة علي بحور الخليل بن احمد منفلتة من زمام القافية. والكتاب الجديد الذي يعزفه غراب تحت عنوان موسيقي الكلمات يكشف الغيوم التي تسببت في اثارتها بعض الكتابات في سماء الشعر مما يشتت ذهن القارئ في مصطلحات لا أول لها ولا آخر ويأتي مؤلفه بأمثلة عديدة لكل بحر تحفر قالبه الموسيقي في ذهن المتلقي مراعيا في اختيارها الاشتراطات الفنية التي تخضع لها النماذج الشعرية فيأتي بعد تعريف مصطلحات العروض بنماذج من اعمال عمالقة الشعر العربي قديما وحديثا من شعره ايضا شارحا بأسلوب يسير البحور الخليلية المشهور منها والمهجور وفي موضع آخر كالفصل السادس يتناول علم القافية ويشرح انواع القوافي وحركات حروفها واسمائها وعيوبها والضرورات الشعرية وما استحدث من أوزان الشعر وقوافيه, ويعطي نماذج من إبداعات شعر التفعيل الذي لايتعدي جيده النذر اليسير, الامر الذي يدعو كما يقول احمد غراب الخليلي للتشكيك في صدق نوايا الصخب الاعلامي وفي صدق الحركة النقدية التي واكبت هذا اللون من الشعر الذي فتح الباب علي مصراعيه لأرباع وانصاف المواهب.