نهاد … أيامي في إنتظارك للكاتب / مدحت هاشم " كان حكيما كاتبنا وصادف توفيقا حين اغفل عامدا – مع الناشر – في عدم وضع تصنيفا لمحتوي الكتاب ، مكتفيا بعنوان جذاب مأخوذا من متن ما كتبه ولإدراك مغزاه ، عليك ان تمضي لأخر سطر و حتي اخرصفحة في الكتاب ! *** يدرك الكاتب – بقدراته وعلمه وقراءاته – ان ما كتبه لا يرقي إلي تصنيفه علي انه شعر ، رغم براعته في إستحضار كثير من عوامل ومكونات البيت الشعري من جرس موسيقي ، وصورا من مخيلة قارئ جيد للشعر ، ومتمكن في إنتقاء الكلمات والحروف ذات الوقع لتحقيق بعض من الأوزان والقوافي الشعرية المعروفة ، وهذا يحسب له علي اي حال . يأخذنا الكاتب من بدايات الكتاب وبوضوح في فقرته وتقديمه للكتاب وتحت كلمة ..إليك حبيبتي نهاد تلك أيامي في إنتظارك .. وأيامي في بعادك .. وأيامي في جوارك .. وايامي التي خاصمتك فيها .. وايامي التي حكيت حبي فيها .. وأيامي التي شكوتك فيها .. وايام الهجر والخصام .. وايام العشق الصافي وايام العتاب والتجافي .. نثرا .. وشعرا .. حكوت ما لدي طوال خمسة وثلاثين عاما جميلة عشناها معا.. بحلوها ومرها .. بيسرها وعسرها .. لم تزداد إلا حبا وإرتباطا وتضحية وإمتزاجا .. كنت العمر كله .. ومعك سأعيش ما بقي لي من العمر .. إذا كان في العمر يقية .. فقد مضيت، وأخذت معك ما بقي من العمر .. " مدحت إذن ندرك مما سبق إنه يتكلم عن غائبة رحلت عنه ، وايامه القادمة هي فقط في إنتظارها عودتها مع ذكرياته ، ولا شئ غير الذكريات ، كل شئ في إنتظارها حتي ايامه نفسها في إنتظارها . بهذا ايضا ندرك أن ما سيصادفنا تجربة إنسانية بوجه عام وهي تجربة ( فراق ) اعز الناس ، ولكن براعة الكاتب هنا أنه حول بصورة جديدة ومختلفة وغير مسبوقة تجربته الشخصية والغارقة في خصوصيتها إلي تجرية يمكن تناولها من خلال معالجة جيدة إختار لها شكل النثرالمقفي احيانا ، والشعر العامي احيانا اخري ، متمثلا ايضا بعض ما يفضله من رباعيات جاهين ، وفي كل الأحوال كانت إنطلاقاته نابعة من بوح لمشاعر وأحداث لا زال يحتفظ بدفئها ، فهي لم تغادره بقت داخله كصاحبتها ، وبقت هي مدادا لقلمه ، ومنها سطر صفحاته . ففي سطور اخري يكتب : .. " وفي العاشرة صباح الأربعاء 4 / 7 / 2011 م ملخصا لنا أحداثا من ايام الخطوبة ، بمشاعرهما الخجلي ووسائلهم الطفولية في التعبير عن طفولة حبهما ، وحتي الزواج ، وشهر العسل ثُم رحلة العمر بعد الزواج من إلإنجاب والأولاد والتربية والتعليم وما بينهما من نجاحات وإخفاقات ، وسفر وترحال وغربة وبعاد ، حتي السنوات الأثني عشر الأخيرة من بدايات المرض الذي جاء بمستحدث حاد في العلاقات التي تحيط بالمريض وما يحمله المرض من أجواء عصية علي الجميع في إستيعابها والإقرار والعيش تحت سدولها ، وذلك التأرجح الحاد بين الأمل والياس ، ولحظات الرجاء قبل أن يأتي يوم الرحيل الموعود ، فتنطفئ كل الشموع ، وتنهمر الدموع من كل العيون ، ويتوسد الرجاء مكانه ايضا في المقبرة مع مَن رحل فحل من بعده الظلام في قلب ونفس كاتب يجيد الكتابة والتعبير ليكون هذا الكتاب " أثرت أن اضع في نهاية هذه الإطلالة والقراءة السريعة بعضا من الفقرات وخياراتي من الكتاب لنري معا ما جعل"ايام " كاتبنا في إنتظار … نهاد .. " س ج كتب تحت عنوان … بعد ا لر حيل .. 1 / 9 / 2012م حبيبتي نهاد بعد رحيلك لم أعد بحاجة للكتابة إليك .. فقد كنت أكتب لأحكي لك ما بداخلي فتعرفيه .. أما الن بعد رحيلك فقد اصبتعيشين داخلي ، فتدركين ما أحسه بدون ان اكبه . ولكن رغما عني .. يأبي القلم إلا ان يكتب لك .. ربما لأنه اعتاد ذلك .. ربما لأن الحروف اشتاقت إليك ..ربما لأن اوراقي تأبي إلا ان يكون لها حق تسجيل اللحظة والمشاعر لتضمن إستمرار وجودك فيها .. إلي ما شاء الله .. لذلك حبيبتي .. كتبت مشاعري بعد الرحيل في السطور التاليات . مدحت .. 1 / 9/ 2012 نهاد احبك يا من سكنتي الحنايا احبك يا من ملكت الفؤاد احبك يا من سقتني الحياة ومن لقنتني معاني الوداد حبك حتي الأقيك يوما بيوم وفاتي او يوم التناد وكتب تحت عنوان .. كذ بة إبر يل حبيبتي نهاد " حين ولدت في اواخر مارس 1956 ، خشيت أمك – رحمها الله – أن تثبت تاريخ ميلادك بحقيقته في شعادة الميلد ، وتكبرين ، وتتزوجين فينفد مرتب زوجك قبل اخر الشهر فلا يقدر علي شراء هدية عيد ميلادك . فآثرت أن تثبت تاريخ ميلادك اول إبريل 1956 م وهكذا حبيبتي بدأت حياتك بكذبة لا يد لك فيها . فأنتي في اول ابريل كل عام كذب إبريل وبذلك كنت أحمل كذبة في اول إبريل ولذلك أحببتك يا كذبة إبريل . مدحت 1 / 4 / 1979 م نهاد هل حلو فيك شقائق النعمان أم أن لؤلؤك هو الاسنان ام أن خداك بإشراقاتهم قد خالطوا نورا مع نيران أم أن عينيك بحور واسعة لاتنهاها أرضا ولا شطأن أم أن عين محبتي قد صورتك كي تغني عن ريشة الفنان فإذا بصورتك الأثيرة بخاطري دوما لأحظي بلحظك الفتان وفي 1 / 4 / 1984 م كتب نهاد انا كنت فاكرك ملاك اتريك ياواد جزار دبحتي برمش عينيك من اول المشوار في همس صوتك سر والصمت فيه اسرار وف قربك القي الجنة وفي بعدك القي النار وفي 1 / 4 / 1994م كتب نهاد وتبقي الحروف رسولي لنبض فؤادك في كل حين رسولا أبثه سر فؤادي فيبقي وفيا صدوق امين اسوقه بالشع حينا … ونثرأ لعله يحكي غرام السنين رسولا يترجم دقات قلبي ويحكي إشتياقي ويحكي الحنين وتبقي القوافيخير دليل علي فيض حبك فلا تسألين سؤلا عن الحب والبوح فيه لسان المحب الحقيقي ضنين فكل الذي قد حكته سطوري قليلا .. قليلا .ز فهل تعلمين ؟ و كتب تحت عنوان … أيامك في دبيّ حبيبتي نهاد " حين سافرت لأحمد في دبيّ، وكان لزاما عليك السفر إليه لتخففي عن كاهله محنة الإغتراب وحيدا لأول مرة ، كانت هذه اول مرة نفترق منذ سفري للحج عام 1984م وكان امتزاجنا معا طوال عمرنا من دواعي اشتياقي الجارف إليك .. وداهمتني صبابة موجعة دفعتني للكتابة إليك فكانت القصائد التالية لتحكي ضعفي بدونك .. وحاجتي لك .. وإشتياقي إليك ". مدحت بعيدا عنك ارتشف المنايا وأقضي كل يوم الف مرة مضيت لحضن إبنك في الخليج فضاعت مني اسباب المسرة بدونك لا تشرق الشمس بحياتي وينسي البدر أفلاك المجرة لعل البدر يدرك في علاه حقيقة بدريّ الغالي وسره ويمضي ظلام عمري في غيابك ليحكي العمر ألامه وضره وأبقي في إنتظار عطاء قلبك وحلو مودته ودوام بره وأبقي في إنتظارك يا عيوني وفرحة مهجتي يا أغلي درة وكتب تحت … رباعيات العودة من دبيّ نهاد دول ميت رباعية يا ام العيون ديّ اللي حفونها امان ورموشها حنية كتبتها فرحان برجعتك ليّ بعد إنتظار اسابيع كان كلها أسية لما سافرت لإبني وسبتيني وحديّ كل الحبايب معايا والدنيا حواليا لكن بدونك حياتي ماتسوي ياعنية كأني عايش لوحدي في الصحرا ما ليّا احضان تدفي فؤادي غير نظرتك ليّ خبيت من الرباعيات اللي كتبته وقريته لأن كان فيه بعض المعاني الشقية مدحت من هذه الرباعيات اختار بعضا منها نهاد قولي يا ام احمد لأحمد يبعت تروحي دبيّ عشان يزيد شوقك .. ده باقي العمر لسه جايّ من يوم ما سافر ورجعتي نور الشمس ازداد ضيّ حتي اللعب اخر الليل .. اصبح ما له زيّ ! 22/ 03 / 2004 م ياللي عرفتو الحريم.. والعشق والأشجان قولو لي فين القي .. سوق الصبايا الحسان عشان اروح اقول لهم .. سوقكم جبر من زمان من يوم ما اخدت النقاوة .. ماعدش في نسوان ! **** يا ناس معانا الفراولة .. والتفاح وفوقها اهو النبق الأحمر .. بانت بشايره ولاح اموت شهيد المحبة.. في عشق ست الملاح وفي الجنة افضل ببابها .. أستني منها السماح 23 / 04 / 2004 م وأختم بسطوره تحت العنوان . وعنوان الكتاب أ يا مي في إ نتظا رك كتب يقول " حبيبتي نهاد منذ لقاءنا بمصر لأول مرة وسفري عائدا للغربة أبقي بها لنحو عام انتظارا لإنتهاءك من دراستك حتي نرتبط معا ، بدات معاناتي في إفتقادك لنحو عام فسطرت لك من الشعر ما يحكي " أيامي في إنتظارك ". فكانت هذه القصائد لتؤرخ بدايات حكايتنا معا .. حكاية العمر كله . مدحت نهاد ( 5 / 10/ 1977 م ) وأمضي .. ويمضي العذاب معي كظفر يشدوه من إصبعي فطيفكدوما بين حفوني وصوتك دوما في مسمعي وانت بعيدة.. قريبة .. بقلبي أنا جيك دوما .. فهل تسمعي ؟ نهاد أحبك حبا يفوق الحقيقة ويلقي الخيال إلي المصرع احبك عطرا يملأ صدري ففوحي اريجا وتضوعي احبك لكن يعجز شعري عن التعبير فلست الكسائي.. ولا المتنبي .. ولا الأصمعي ! نهاد ( 13 / 11/ 1977 م ) عيناك علمتني حقائق كثيرة اولها : أن الصدق هو قائد المسيرة ثانيها : أن الرؤية تكون بالبصيرة ثالثها: ان الحب حكاية أثيرة رابعها: ان المسافات بيننا قصيرة خامسها : ان المشاق لأجلك يسيرة سادسها: أن العمرقد صار ملك طيفك.. يا خلة ، وسميرة سابعها: أن قلبي قد صار طوع امرك.. وهذا هو مصيره حقائق كثيرة .. حقائق كثيرة .. عيناك علمتني حقائق كثيرة ! س ج