من اجندتي الخاصة : كما ذكرت في السابق فبلاد النوبة لم تكن كل قاطنيها من النوبيين فقد عاش بين ظهرانينا من غير النوبيين أفارقة وصعايدة والبدو الرحل وكما ذكرت فعبقرية المكان كانت لها التأثير الواضح فيهم حتي أصبحوا نوبيين ويتحدثون بالنوبية بطلاقة … واذكر أن البدو الذين كانوا يعيشون بيننا في النوبة الغريقة كانوا يقومون برعي الإبل والأغنام حيث الأعشاب الطبيعية التي كانت تكسو الاراضي الغير زراعية بعد انحسار مياه الفيضان وكان يكثر نبات (العاقول) الشوكي والذي يعتبر مرعي طبيعي للإبل وكذلك بالعشب الذي يعرف ب (المانغسي) مرعي الأغنام .. والبدو الرحل الذين يعيشون بيننا الآن من قبائل البشارية والعبابدة التي تعيش بين مصر والسودان وأغلبهم من منطقة حلايب وشلاتين . وفي النوبة الغريقة كانوا يقيمون في خيام مصنوعة من شعر الماعز المضفور أما الآن في النوبة المستنسخة لهم بيوت وأراضي ..وسبحان الله الذين كانوا يمتلكون البيوت والاراضي حرموا منها بحجة انهم مغتربون في القاهرة والاسكندرية .. ولا يزالون يحتفظون ببعض عاداتهم وتقاليدهم وخاصة في الزواج وهناك تقليد ضرب العريس بالكرباج ليلة الحناء ثم يقوم العريس بضرب الشباب الذين جاءوا لتحيته ليلة الدخلة وقد يبالغ احدهم في هذه المجاملة الغريبة لدرجة نزف الدماء من ظهر المضروب ولقد رأيت ذلك بعيني في النوبة الغريقة وحينما استفسرت عن هذا التقليد عرفت أنه لا يزال متبعا في النوبة المستنسخة أيضا. ولهم شيخ وكلمته مسموعة وحكمه بما يقضي نافذ علي الجميع وذلك فيما بينهم أما إذا كان الخلاف مع أحد النوبيين فالعمدة هو المختص . وفي النوبة الغريقة أيضا كانوا يقومون بعمليات التهريب بين مصر والسودان حيث كانوا يشترون من مصر الملابس الرجالية الداخلية وخاصة فنايل الحمالات الشبكية وكذلك الكلونيا 555 واللبان وخاصة لبان ايكا التي كانت علي شكل بلي . وقد كان جدي يستورد كميات كبيرة من تلك ويبيعها لهم وكانوا يأتون من السودان بالدخان الأخضر والشاي الفرط الذي كان يأتي معبأ في صناديق خشبية مغلفة بالالمنيوم الورقي المعروف باسم (الفويل) وكان الوزن الصافي تسع وقات اي حوالي عشرة كيلوجرامات. وكذلك الاشياء التي كانت ممنوع استيرادها في مصر في فترة الستينات مثل اقلام الحبر التروبن ونظارات البيرسول الشمسية وأذكر أن قلم التروبن كان بخمسة وعشرون قرشا والنظارة البيرسول كانت بجنيهين …