ذكرى وفاة محمد على باشا -بانى نهضة مصر الحديثة – الثانى من أغسطس ولد محمد علي في سنة 1769م في مدينة «قولة» من ثغور مقدونيا حيث كان والده «إبراهيم أغا» رئيسا للحرس المنوط بخفارة الطريق في البلدة وكان له سبعة عشر ولدا لم يعش منهم سوي محمد علي وصار يتيم الأبوين وهو في الرابعة عشرة من عمره فكفله عمه طوسون الذي مات أيضا فكفله «الشوربجي» صديق والده، فأدرجه في سلك الجندية فأبدي محمد علي شجاعة وبسالة وحسن نظر وتصرف. ….. حين قررت الدولة العثمانية إرسال حملة لمصر لانتزاعها من أيدي الفرنسيين 1799 كان هو نائب رئيس الكتيبة الألبانية والتي كان قوامها ثلاثمائة جندي، برئاسة علي أغا، ابن حاكم قولة،الذي لم تكد تصل كتيبته ميناء أبو قير في مصر حتى قرر أن يعود إلى بلده فأصبح هو قائد للكتيبة. …… وخلال معركة «أبي قير» البرية انتصر الفرنسيون على الإنجليز والعثمانيين، وتعرض محمد على لحادث غرق وأوشك أن يموت غرقًا، لولا السير سيدني سميث الإنجليزي الذي انتشله، فعاد إلى بلدته . … عاد محمد علي مرة أخري إلي مصر مع الجيش العثماني سنة 1801 م الذي جاء لمعاونة الإنجليز علي إجلاء الفرنسيين عنها و مكث محمد علي بها منذ ذلك الحين حتي أصبح والياً عليها لتبدأ قصة صعود أعظم حاكم عرفته مصر في التاريخ الحديث … اعتلى حكم مصر فى الفترة من 1805 إلى1848 ، بعد أن بايعه أعيان البلاد ليكون واليًا عليها، بعد أن ثار الشعب على سلفه خورشيد باشا، ومكّنه ذكاؤه واستغلاله للظروف المحيطة به من أن يستمر في حكم مصر على مدى ثلاثة واربعين عاما ليكسر بذلك العادة التركية التي كانت لا تترك واليًا على مصر لأكثر من عامين . خاض محمد علي في بداية فترة حكمه حربًا داخلية ضد المماليك والإنجليز وبعد نخلصه من الزعامة السعبية خضعت له مصر واستطاع أن ينهض بمصر عسكريًا وتعليميًا وصناعيًا وزراعيًا وتجاريًا فجعل من مصر دولة عصرية، ذات ثقل على الصعيدين الاقليمى والدولى,فاستحق بجدارة لقب يانى نهضة مصر الحديثة ……… وخاض الباشا حروبًا خارجيه باسم الدولة العثمانية في جزيرة العرب ضد الوهابيين فى اليونان وضد ا اليونانيين الثائرين على الحكم العثماني في المورة. كما وسع دولته جنوبًا بضمه للسودان. وبعد ذلك تحول لمهاجمة الدولة العثمانية حيث حارب جيوشها في الشام والأناضول، وكاد يسقط الدولة العثمانية، لولا تعارض ذلك مع مصالح الدول الغربية التي أوقفت محمد علي وأرغمته على التنازل عن معظم الأراضي التي ضمها. … في آخر سنوات العمر اعتلت صحة محمد على باشا، وأُصبح مشوش التفكير ، ويُعاني من صعوبة في التذكّر، وبضعف في قواه العقلية، وضعفت ذاكرته، ولم يعد في استطاعته الاضطلاع بأعباء الحكم، ولم ينجح الأطباء في علاج هذا المرض الذي بدا طبيعيا بحكم التقدم في السن. … عقد إبراهيم باشا مجلسا خاصا برئاسته واستقر رأي المجلس علي أن يتولي إدارة شؤون الحكومة بدلا من أبيه فتولي الحكم في أبريل سنة 1847م، وأرسل للباب العالي الذي أصدر فرمان التقليد …………… لم يستمر حكم إبراهيم باشا لمصر اكثر من سته أشهر فقط، قبل أن يتمكن منه مرض السل وتوافيه المنيّة في العاشر من نوفمبر1848 ، فخلفه عبّاس حلمي ابن أخيه طوسون. ………. عاش محمد علي بضعة شهور بعد وفاة ولده، وتوفي في قصر رأس التين بالإسكندرية فى 2 اغسطس1849 م ، الموافق 13ر مضان سنة 1265ه ونُقل جثمانه إلى القاهرة حيث دُفن في جامعه الذي كان قد بناه قبل زمن في القلعة بالقاهرة . بعد رحلة كفاح طويلة اصبحت فيها المحروسة درة الشرق عن جدارة ………………….. رحمك الله فكم كنت عظيما با باشا