من الجامكية للعيدية ……………………………… والعيديه كلمة عربية منسوبة الي العيد بمعني العطاء أو العطف وهى عبارة عن مبلغ مالي يتم توزيعه علي الأطفال فى العيدين الفطر والأضحى …. وترجع هذه العادة الي عصر الفاطميين ومن ورائهم المماليك الذين كانوا يسمونها (الجامكية) وكلمة جامكي من جامة اى ثوب، لباس. ومعناها الأصلي: المال المخصص للملابس , ثم استخدم المصطلح بمعنى ذلك الجزء من الراتب الذي يُمنحه رئيس الدولة بمناسبة العيد لموظفي الدولة من الجنود والأمراء وأرباب الوظائف, كما كان يوزع علي الفقهاء وقراء القرآن الكريم بمناسبة ختم القرآن ليلة الفطر , ثم حرفت الكلمة الى العيدية. وتتفاوت قيمة العيدية تبعاً للراتب فكانت تقدم للبعض علي شكل طبق مملوء بالدنانير الذهبية وآخرين تقدم لهم دنانير من الفضة والي جانب الدنانير كانت تقدم المأكولات الفاخرة. …. فى العصرين الفاطمى والمملوكى كانت الاحتفالات تبدأ في أول أيام العيد حيث يخرج الوزير من منزله ومعه كبار رجال الدولة في ملابسهم الجديدة الي قصر الخليفة للانضمام لموكبه حيث يظهر الخليفة في موكب مهيب مرتديا ملابس بيضاء موشاة بالفضة.وسط عدد هائل من الجند والعسكر والأجناد والركبان والمشاة. بالإضافة الى الامراء والوجهاء حيث ينتظم الجند للخليفة في صفين من باب القصر ليخرج الموكب من باب العيد الي المصلي. …. يدخل الخليفة ورجال دولته للمصلى فيستريح فيه بعض الوقت ثم يخرج ومعه الوزير وقاضى القضاة خلفه ليصلى صلاة العيد، وعقب الانتهاء منها يصعد المنبر لخطبة العيد التي اعدها ديوان الإنشاء وسبق عرضها علي الخليفة. …………… يبدأ الخليفة في قراءة النص الذي قدم له فإذا فرغ من الخطبة هبط من المنبر ودخل المكان الذي خرج منه ليعود بموكبه الى القصر يتقدمه الوزير ليمهد له الطريق ه الى ان يصل الى الديوان الكبير فيجلس امام سماط فيه أنواع الكحك المختلفة ليأكل من يأكل وينقل من ينقل وذلك حتى صلاة الظهر …… وبعد صلاة الظهر تبدأ الاحتفالات الشعبية فى الشوارع ومن أهم مظاهرها كانت طائفة تعرف بصبيان "الخف" يقدمون الألعاب البهلوانية واستعراضا للخيول وفى أيديهم الرايات وكانت تستمر الاحتفالات فى شوارع القاهرة طول أيام العيد الثلاثة. ……… ومن أ مظاهر العيد أيضا توزيع الحلوى على جميع موظفى الدولة، وإقامة الموائد الضخمة التي تحوى كل ما لذ وطاب. ………….. أما في عصر الدولة العثمانية فكان الاحتفال بالعيد عقب أداء صلاة الفجر حتى يصعد أمراء الدولة والقضاة في موكب إلى القلعة ويتوجهون إلى جامع الناصر محمد بن قلاوون داخل القلعة لأداء صلاة العيد، ثم يصطفون لأداء التهنئة للباشا. ……. كان الباشا يحضر الاحتفال الرسمى بالعيد في الجوسق المعدلة بميدان الرملية (القلعة) حاليا والذي كان يفرش بأفخر الوسائد ويتقدم للتهنئة الأمراء وكبار البكوات والمماليك وكبار الضباط وتقدم القهوة والحلوى والشربات وتفوح روائح المسك والبخور. ثم يخلع الباشا على أرباب المناصب والأمراء ويأمر بالإفراج عن بعض المساجين ويسهر الناس في ابتهاج وسرور وقد أعدوا الكعك والحلوى لتقديمها للأهل والزوار ويأخذ رب الأسرة زينة ويصطحب أولاده إلى المسجد لأداء صلاة العيد. ….. وفي هذا العصر أخذت العيدية أشكالا اخري حيث كانت تقدم نقوداً وهدايا للأطفال ., حيث يطوف الصغار علي البيوت يهنئون أصحابها بقدوم العيد ويقفون في انتظار العيدية وهم فى قمة السرورمما يضفي على أجواء العيد جمالا وروعة …. وبعزقنا الماهية ووزعنا العيدية وكل عام وحضراتكم بألف خير . أميمه حسين