الاستعمار والتحرير في العالم العربي كتاب للدكتور جمال حمدان

" الاستعمار والتحرير في العالم العربي " ، كتاب للدكتور جمال حمدان كتاب مُهم ، وقيم صدر ضمن سلسلة "المكتبة الثقافية " التي تصدرها الدار المصرية للتأليف والترجمة التابعة لوزارة "الثقافة والارشاد القومي" بالجمهورية العربية المتحدة 15 ديسمبر –كانون الاول 1964 .
يقول الدكتور جمال حمدان : إذا عُد القرن التاسع عشر قرن الاستعمار فإن القرن العشرين هو بلا ريب قرن التحرير .ومنذ الخمسينات من القرن العشرين شهدنا إنقلابات هائلة في موازين القوة في العالم وشهدنا التفجر القومي العربي وكان بإمكان القارئ العربي ان يجد كما كبيرا من المصادر عن تاريخ الاستعمار في معظمها تعبر عن وجهة نظر الاستعمار ومصالحه لكنه لايجد الا القليل من المصادر عن حركات التحريربل بالعكس يجد تعتيما على ماحصل وتشويها وتشهيرا. ويتساءل المؤلف :"هل يُنتظر الان ممن كتبوا جغرافية الاستعمار وتاريخه ان يكتبوا اليوم عن جغرافية التحرير أو تاريخه ؟
وكتاب الدكتور جمال حمدان ، وهو الكاتب الاستراتيجي المصري البارز وصاحب كتاب " شخصية مصر :دراسة في عبقرية المكان " ، محاولة جادة من المؤلف لبسط الحقائق التاريخية والسياسية ، ورسم صورة جديدة لموجة التحرير :مراحلها ومحركاتها ،إتجاهاتها ومُثلها ،نقاط قوتها .. ومواطن ضعفها .كيف دفن الوليد الجديد جثة الاستعمار العجوز .ثمة مسألة ركز عليها المؤلف، وهو المعروف بتحليلاته الاستراتيجية ، وهي ان الغرب خلق اسرائيل لتحل محله ، وتدافع عن مصالحه ، وتنفذ مؤامراته ، وتفكك الدول العربية وتدمر مقوماتها ، وتثير القلاقل وتعمد الى نشر الفوضى وافتعال الحروب لكي يظل العرب في حالة من التخلف وهذا ما حصل ويحصل للاسف الشديد ومما ساعدها على ذلك ويساعدها انظمة الحكم المتهرئة المستبدة وممارساتها التعسفية بحق شعوبها وهذا ما نلمسه اليوم لمس اليد .