أيقونة الرّوح 81 – آلهة العشق

الدّكنور سامي الشّيخ محمّد
تنادي آلهة العشقِ ، الخصبِ
ربّات الحُسنِ والجمال :
عشتار تمّوز بابل
إنانا دوموزي سومر
عناة بعل كنعان
أوفروديت إيدون فينيقية
بأعلى الصّوت :
يا البعلُ أطلنا الانتظارُ لهَطلكَ الهامي
جفّت ينابيعُنا
نضبت آبارُنا
انقَطَعت جداولُنا السريّة عن صرف مائِكَ الكوثرِ
أوقَفَت أنهارُنا جريانها ماء عطركَ القُراح
أينَ غيومكَ الخصيبة ؟
بروقكَ ؟.. رعودكَ ؟
هطلكَ المبارك ؟
أنا البعلُ
أفضتُ كرمتي
شهداً لم يتغيّر طعمه فيه لذّةٌ للشّاربين
هميتُ هطلي وطلّي
ندىً على أوراقِ حدائق بابل المعلّقة في الهواء
سوسنةٌ ورودِ النهرين
قبيلَ الطّوفانِ وبعده
الفوّاحةُ عطرها الّليليّ
ملء المُدُنِ العتيقة
سومر ..أكد .. بابل .. أور كلدان
أنا غيثُكِ المُباركُ من سّماء الطّهرِ
استقي غيثكِ
حدَّ الارتواء
جفّت ينابيعُكِ
فاملئي آبارك .. وديانك .. أنهاركِ تُخمَ الامتلاء
تقولُ سيّدةُ النّهرين :
يا المحفور على جدران كهوفي
في قلبي وعقلي
أفضتُ دمع الشّوق في كؤوس الهوى
المترعة بالحنين
أيُّها الهامي
جرت ودياني وأنهاري
بماء الحياة
في بلادِ الخصبِ العشيقة بعلها
يا البعلُ :
من دونكَ قحطٌ وجفاف
تموتُ أزهاري
وأشجاري
تختفي سنابلُ قمحي
وزيتوني
***
أنتَ نعمائي
أفض سماءَكَ على تربتي الجديبة
لتُنبتَ حقولي نبتها
قمحها الطّعيمِ
لتُزهِر بساتيني أزهارها الزّهيرة
بألوانِ قوسِ قُزَح
لتفوحَ ورودي عطرَ مائكَ الزّمزمي
لتحيا أشجاريَ الفكيهة
لتورق من جديد
زيتوناً .. رمّاناً
نخلاً جنيّاً .. صبّارا شهيّاً
تيناً .. لوزاً وجوزاً طيّبَ المذاق
***
للتوِّ أبلغتني السّماءُ
بقدومكَ الكريم
أيُها العزيزُ
طال انتظاري
ذبُلت ورودي.. رياحيني
جفّت مآقي العيون في العيون
***
يا لطلّتِكَ البهيّة
تعال أبني لك بيتاً
باركهُ الإلهُ الأعلى
إيلُ أبي في السّماء
***
أنا عناتُكَ المُشتهاة
بعلي سيّد كنعان
أذودُ عنك الأشرار بعصاي النّاريّة
ورمحي الصّقيلِ
أنتَ حبيبي
زوجي
روحي فداك
مدى الحياة
***
أنا أفروديت سيّدة بيبلوس (بنت جبيل )
آدوني الحبيب
أهيمُ في هواك مع :
طلّةِ القمرِ.. النجوم
إشراقة الشّمس
خيوط الفجرِ الأولى
***
لكَ أنا في الانتظار
عند الغسق
أوّلِ فلقِ النّهار
وقت الشّفق
وضح النّهار
عندَ الظّهيرةِ
العصيرةِ
المساء
في الّليل
وقت السّحر
***
أنتِ مُنيةُ المُنى
سيّدةُ الشّآم والنّهرين
تودة الوجيدة
في سجن بوسيدون ملك البحار السّبعة
سيّدة توبقال
أنا القادِمُ من سماء الطّهر السّابعة
من سدرة المُنتهى
إلى أرضكَ الخصيبة
مملكة العشقِ البكرِ
***
أنا في الانتظار
تعالَ نبني بيتنا القُدسيّ
نصنَعُ حبّاً
يملأ الأرضَ غمراً
يُنبتُ زهراً
ورداً
ثمراً