سؤال وجه لي من ضمن حوار شامل أجرته معي الشاعرة البحرينية أحلام الحسن الشاعرة البحرينية أحلام الحسن: @-ما هو السّر الخفي وراء الكاتب والباحث أحمد محمود القاسم في دعمه الدؤوب للأدب النسوي العربي وتسليط الأضواء عليه وإبرازه للمجتمع ؟ وما سبب اتخاذك شعار: (وراء كل عذاب إمراة رجل) ؟! ليس لدي هناك أسرار او أسباب خفية، لانحيازي هذا، أنا أدافع عن حقوق المرأة، وإنسانيتها بشكل عام، واحترم حقوقها وعقليتها، وإعطائها الفرصة كي تعبر عن مكنونات نفسها بكل حرية، حتى تثبت جدارتها، حيث كانت محرومة من الكتابة منذ مئات السنين، ولا احد يهتم بكتاباتها، حتى لو كتبت، باعتبارها ناقصة عقل ودين، وهي كلمة حق يراد بها باطل، لهذا قلت، أنه يجب على الرجل العربي، رفع يده عن المرأة ووصايته عليها، فهي كفيلة بحماية ذاتها، وكيانها، وتحقيق أهدافها والنجاح، حتى بدون مساعدة الرجل لها، وعلى الرجل المؤمن بقضيتها، أن يكون الداعم لها بكافة المجالات، فالأنثى هي الأصل، وهي من أنجبتْ الرجال، وصنعتهم قادة، ورؤساء دول، وعلماء، وكُتاب وباحثين، وعباقرة وخلافه، وعلمتهم، وأعطتهم كل احتياجاتهم، بصبر وثبات، وتحدي لكل الصعوبات، التي كانت تواجهها، فلا يجوز للرجل التخلي عنها، ومحاربتها، وطمس حقوقها، واستعبادها، وإذلالها، وهذا يعتبر نكران للجميل، كمثل من يقابل الإحسان بالأساة. أما ما يتعلق بحواراتي، فبالحقيقة، كلها كانت حوارات هامة جداً، حيث كانت مع سيدات عربيات من معظم الدول العربية، وان اختلفت قليلاً في نوعيتها وطبيعتها ومضامينها، حسب جنسية من أتحاور معها، ومدى عمق ثقافتها، ودرجة تعلمها، وطبيعة عملها، وقوة الحوار وعمقه، وما به من قوة تأثير، كان يعتمد على بلد من أجريت معها حواري، وعلى ثقافتها ووضعها الاجتماعي، ودرجة تعليمها، سأقول لك أسماء لبعض من نلن إعجابي وتقديري العميقين، وهذا لا يعني بالمطلق، أن باقي من أجريت معهن حواراً، لسن مهمات او أن حواراتهن ليست بالمستوى المطلوب، فهناك العراقية رفاه توفيق وفتوش الجنابي وآمال السعدي، واللبنانيات هدى المهتدي وعواطف الزين وسميرة البتلوني، وندى نعمة بجاني، والفلسطينية نسرين فاعور، هبة ألقدومي والتونسيات عفاف المصلوحي وآمنة الرميلي وجميلة غلالة، والمغربيات مالكة عسال ونجاة التمسماني، والسوريتان غادة اليوسف وغادة المصفي واليمنيتان الهام المانع، وغالية العيسى، والمصريتان وفاء العمري وفريدة عاشور وغيرهن الكثيرات، وكن رائعات، ولا يمكن ذكرهن جميعاً هنا. تمكنت من معرفة أهم شخصية تعاملت معها بحواراتي من كل بلد عربي، وتكاد تكون هي أفضلهن في مجتمعها، وهذا لا يعني أن حواراتي مع الأخريات لا قيمة لها، بل بالعكس، فهناك سيدات من لبنان وتونس ومصر والأردن وموريتانيا ومع سيدات عربيات مقيمات في المهجر فكل هذه الحوارات، كانت رائعة حقاً، وأثبتت المرأة العربية من خلالها، عظمتها وروعتها ورقيها. نحن نعيش بعصر الانفتاح المطلق، ولم يعد هناك أسرار مخفية، فكل شيء أصبح معروف للجميع، في نفس اللحظة، الذي يحدث بها، فليس لدي ما أخبؤه، خاصة أنني منفتح على الجميع، وأتعامل بكل الصراحة والثقة. هذه حقيقة لمستها بنفسي، من خلال تنقلاتي بين عدد لا بأس به من الدول العربية، من خلال ما قرأته من معاناة المرأة العربية من الرجل، وتسلطه عليها، وتحكمه بها، وإذلالها، هذا يعود أساساً، من مشاهداتي واطلاعي على أوضاع الكثيرات من النساء العربيات، في المجتمعات العربية التي زرتها، سواء في فلسطين او الأردن او سوريا او لبنان او مصر او العراق او الكويت او الإمارات العربية او عمان او اليمن وغيرها من الدول، والشكاوي التي كنت اسمعها منهن، سواء بشكل مباشر او غير مباشر، وكنت ألاحظ، واشعر، واقرأ، وأشاهد، مدى الظلم والتخلف الواقع على المرأة العربية في هذه الدول، ومدى معاناتها وتخلفها، إضافة إلى إن حواراتي المتعددة، التي أجريتها مع مئات السيدات العربيات، في معظم الدول العربية، تمكنت من خلالها، من اخذ فكرة وصورة واضحة، عن وضع المرأة في تلك البلدان، من خلال من تحاورت معهن، وأدلين لي باعترافات، خاصة بهن، او بصديقات لهن، كذلك من خلال ما اقرأه وأتابعه، عن مشاكل ومعاناة الكثيرات منهن عبر الوسائل الإعلامية المتاحة بكافة أنواعها. أنا أتعامل بكل حواراتي مع المرأة بشكل خاص، ولا أتحاور مع الرجال، فبرنامجي ومهمتي هو المرأة فقط، فالرجل بشكل عام في المجتمعات العربية، هو السيد، وهو الآمر الناهي، وهو لا يحتاج للتعريف به، أو إشهاره، أو من يسانده، فهو بشكل عام، مستبد ودكتاتور، ويقول ليس احد مثلي، والمرأة لا قيمة لها بحياته، إلا في حالتين، الأولى والأهم، عندما يفكر الرجل بالنوم وبالسرير، والثانية عندما يفكر بمعدته، وما يهمني بحواراتي بالأساس، هو المرأة، وجيل الشابات الصاعدات. أما معشر الرجال ففي معظمه، يحمل الثقافة الذكورية المستبدة والظالمة، التي تهمش المرأة، وتستبد بها، ولا يعطيها احترام يذكر، إلا في الحالتين السابقتين، التي ذكرتهما لك. ومن خلال تنقلاتي في الكثير من البلدان العربية، ومن خلال مطالعاتي المكثفة، عن المرأة العربية بشكل عام، لمست بكل ثقة، أن المرأة العربية بشكل عام، مأساتها، وعذاباتها، وجهلها، ومرضها، وكل تعاستها، متأتية من الرجل، سواء كان الزوج، او الأب، او الأخ، او الابن، وهذا لا يعني أن كل الرجال هم سيئين، وان كل النساء جاهلات، ويتعذبن، ولكن هذه الفكرة هي بصفة عامة، فمعظم الرجال ظالمين للمرأة، ومستبدين بحقوقها، واحترام إنسانيتها، وشخصيتها وفكرها، فهم لا يعرفون إلا جسدها وتضاريسه، ويحفظونه عن ظهر قلب، وكما قلت سابقاً، أنا لا أعمم بأن كل الرجال، هم من نفس العقلية، ولكن الغالبية العظمى منهم، فعلاً ظالمين للمرأة، ويعملوا على وأدها فكرياً، ومحو شخصيتها ووجودها. لهذا ارتأيت أن أقف إلى جانبها، مدافعاً عنها، لأنها هي زوجتي، وأمي، وأختي، وابنتي، وصديقتي وهكذا. فحجم الظلم الواقع على المرأة، اثَّر بفكري وقناعاتي، ودفعني أن أقف إلى جانبها، سواء ظالمة او مظلومة، لأن المرأة قليل ما تظلم أحداً، وان ظلمتْ، فان هذا ردة فعلها لمن ظلمها من الرجال.