كتبت إيمان ذهنى: أوجه مقالِى هذا الى :. من يهمه الأمر .. من أول مسئول الى أدنى مسئول فى الدولة .. تعلمون سيادتكم ما وصل إليه حال المجتمع المصرى من حيث ثقافته وقيمه بعد أن واجهت الثقافة فى مصر مجموعة توجيهات نعلمها جميعاً وكلنا نعرف من وراء ذلك فقد قامت بالتحريض والتفعيل للتأثير على منظومات القيم وتفاعل المجتمع فأطاحت وبدأت بالأسرة ، ثم المدرسة ، ثم الإعلام وبذلك زعزعت منظومة القيم فتدانة المعارف والمعلومات والدراسة بأكملها وكانت النتيجة إنهيار الثقافة ومنظومات القيم وقل دورها فى ضبط التفاعل الأجتماعى من خلال التشكيك فى العناصر الرمزية التى توجه التفاعل الأجتماعى بدايةً بالأسرة ثم التعليم ثم الهبوط الإقتصادى واللجوء إلى الأقتصاد الأستهلاكى الغير بناء مع بث وترويج منظومة عدم الأمانة فى تصنيع السلع وأرتفاع أسعارها بحجة الغلاء وعدم توفير الخامات اللأزمة بنفس الجودة التى كانت عليها وعدم الصدق فى القول والفعل والحق ، وتحقيق العدل وعمل الخير . فقد تغيرت الأشكال المعنوية بالكامل التى تتولى ضبط التفاعل الأجتماعى لتتحول الى تقاليد وأعراف ومعايير منبوذه بما يضمن عدم وجود قواعد نرتكذ عليها وهبوط فى السلوكيات ، فأختفا الضمير الفردى الذى يوجه السلوك من الداخل عند المواطن وأنتهى التبادل الأجتماعى الذى كنا نتميز به فى الماضى ومن هنا لعبت عناصر الهدم على إضعاف بنية ثقافة المجتمع المصرى وفقدت تماسكها وتآكل منظومات قيم المجتمع من حيث الثقافة ودور مؤسسات الثقافة ، وأصبح يوجد خلل فى مؤسسات التعليم ، والتهاون فى تغذية الثقافة الفكرية الراقية ونَمت الثقافات العشوائية وتأسست ثقافة الانتهازية والفوضى الثقافية والأجتماعية ، والإقتصادية . وأصبح يوجد تدهورأخلاقى أجتماعى رهيب ملموس داخل المجتمع وفوضى عارمة فى كل مؤسسات ومنظومات التعليم فى مصر مع دعم وانتشار الجماعات الطائفية المتطرفة ، وانتشار الفقر والجهل والمرض ووجود العشوائيات التى ساعدت أيضاً على ذلك الهبوط الأخلاقى والقيمى مع أنتشار الثقافة الأستهلاكية وخلخلة ثقافة المجتمع بالقيم الأنتهازية وفوضى الوصولية عن طريق تحليل وأخذ الرشوة على أنها " كمشن أو عمولات "والأنحراف الأخلاقى والتهميش وعدم الإنتماء وإضافة الى ذلك تأثير العولمة وتطور تكنولوجيا المعلومات والأتصالات . ساهمت العوامل المتعددة التى أشرت اليها فى إضعاف منظومات القيم وتأسيس نظم فاسدة آخرى تتثم بالأنانية والفردية فى ظل غيبة الإصلاح والتغيير وفقد المشروع القومى الذى كنا نعمل من أجله وأصبحنا ننشغل بالقضايا الجانبية الجدلية وغيبة التمييز بين الخطأ والصواب مع تبديد خبرات المجتمع والاستغلال وعدم المساواة وإضعاف عمق التاريخ وجذور المجتمع . وقد أضاف النظام الدكتاتورى الى المجتمع العجز وإدمان الأنتظار وسلبيات التعدد والتناقض مع اختلال منظومة القيم التى تشكل المرجعية الأصلية للمجتمع والتشكيك فيها وعدم الثقة بها وجلب قيم خارجية آخرى بالتحديث والحداثة بحجة التطوير والتقدم مع السحق والتدهور الأقتصادى والأجتماعى للطبقة الوسطى فى المجتمع الذى دفعها دفعاً إلى الهجرة إلى الخارج والهجرة داخل المجتمع بالخروج عن التألف والترابط الأسرى الذى كنا نتميز به . مع وجود إعلام هابط يهدم القيم والثقافة وينشر ثقافة وقيم الآستهلاك والأنحراف ببث برامج التوك شو الهزيلة . هكذا اصبح المجتمع المصرى فى خلل ثقافى وأخلاقى وقيمى . فقد قال أمير الشعراء أحمد شوقى: " أنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا " ولكن الأمل فى الله وفى رئيسنا العادل ومسؤولينا الجدد لعودة هيكلة منظومة الأخلاق والقيم مرة آخرى إلى مجتمعنا المصرى بطرقاً عديدة سوف أطرحها على سيادتكم فى المقال المقبل بأذن الله إيمان ذهنى