101** المطارق تدق .. صوت تناثر الحجارة يسمع بوضوح .. بائع متجول ينادي على بضاعته .. الزقاق يبدو شبه خالي .. في نهايته اطفال يتراكضون بصراخ .. الدراجة الهوائية التي مرت مسرعة .. تحمل خبزا ساخناً .. رائحته اشعرتني بالجوع .. جاري الذي باع داره قبل اسبوع .. جلب لي الصداع .. من كثرة الطرق الذي لايتوقف .. 103** الحديقة الامامية للدار مضاءة بمصابيح لاحصر لها .. تطلعتُ الى السماء المعتمة .. قررتُ ان اُطفىء النجوم باصايعي .. لانها حضرت جالبةً معها القمر .. لتُخبرني : انها لم تجد انساناً .. يضيء المساء مثله .. وأشارت صوب نافذة لم تغلق رغم انقضاء الليل .. 105** في نقطة التقاطع ثمة نشرات ضوئية .. تتمهل العربات بالعبور .. نظرات الاشخاص الجالسين باهمال على الرصيف .. تترصد العابرين بحسدٍ مقرف .. ريثما أمر من هناك .. يكون لصوتك الخافت داخلي حضور .. مع زعيق الابواق المزعجة .. فتصمت كل احتجاجاتي .. 107** صياح الديّكة .. الرابضة فوق الاسيجة .. ينبىء بحضور الصباح .. علامات المرور تضيء فجاة .. تتحرك السيارات في الجانب المقابل .. ابقى منتظراً ريثما ينزل المطر .. يتبلل الهواء بعطر البارحة .. يستمر بائع الجرائد مهرولا .. بينما يظل شرطي المرور يحرك يديه بلا توقف .. عندها تستفيقين داخلي سوط ضوء مُحَيّر .. 109** صوت الدراجة البخارية يزعق في الشارع الفرعي .. سائقه يبدو منتشياً .. النسمات الباردة تعطيني شعوراً بالراحة .. افكك غيمة تهيوءات ساخنة .. وجنة الساحة الواسعة تغازل شاشات الاعلانات المضيئة .. ما بين ان اقتنص فكرة الوصول اليكِ .. وان اعبر الى الضفة الاخرى .. عالمان تفصلهما نجمة لاتخبو .. ترفل بانفاسٍ مدهشة .. تتمايل الاغصان .. لتعاود العصافير بالطيران مفزوعة .. في البيت اسمع زوجتي وهي واقفة أمام باب المطبخ تقول : هذه الغيمة ماطرة .. مرة ثانية يعود صوت الدراجة ينفجر في وجه هواء مبلل .. ليتركني وسط انفعالات مضطربة .. فيما السقسة تملء الاجواء بدون كلل .. 111** البارحة اكتشفت فكرة .. دارت في رأسي كذبابة تطُن بلا توقف .. الشاشة الزرقاء مفتوحة .. نقرات الاصابع تحيل بياض الصفحة حروفاً سوداء .. الشاي الساخن يفتح في تجو يف الرأس فتحات متشظية .. الولد الصغير يطلب الطعام .. تسهو الاصابع فتمحو كل الكلمات .. 113** السماء تهمي .. الاحلام تتقافز مثل الكرات .. سيول المياه الصغيرة تحمل اوراق الجرائد .. في الطرف الاخر عرق ينبض بالتودد .. تختفي الطيور من الساحات .. ليس هناك سوى بوق سيارة تمضي نحو المجهول .. وتكونين انتِ اختصار لكل الوجع ..