بقلم هدى عبد الله جواد قراءة في كتاب "الأمير " ل "نيكولا مكيافللي" كتاب الأمير" ترجمة "اكرم مؤمن" سنة 1531 بعد وفاته بخمس سنوات ضمن فيه "مكيافللي "افكاره وتجاربه السياسية مع مجموعة من النصائح للحاكم "لورنزو " حيث ان الكتاب كان موجه له بصفة رسمية، فهو سرد لتاريخ العديد من الدول ،و كتاب ابسط ما يقال عنه او يميزه سهولة مفرداته وحياكتها بجدارة على الرغم من كثرة المعلومات التي يحتويها ، ووضوحه يعطيه أهمية كبرى لدى أغلبية من قراءه من أمراء وملوك ك"هتلر" الذي نفذ ما فيه بكل حذافيره و"نابليون بونابرت" الذي قام بالاحتفاظ به في مكتبته المتنقلة البعض رفض هذا الكتاب لاعتباره يلغي الاعتبارات الأخلاقية والدينية، والعديد من وضع هذا الكتاب في جيبه لاعجابه به وللاستعانه به لحكم بلادهم دون الاعتراف بذلك بشكل الرسمي. على ما يبدو أن أغلبية الطبقة السياسية العاملة في الوطن العربي قد قرأت الكتاب ، واستعانت ليس بأغلب ما فيه بل بكل تفصيلة موجودة فيه . نيكولا مكيافللي (3/5/1469_21/6/1527) هو الفيلسوف،السياسي ،المؤرخ،الموسيقي،والشاعر ولد في فلورنسا في ايطاليا اشتهر بعبارة "الغاية تبرر الوسيلة" تحدث في هذا الكتاب عن أهم صفات الأمير الحاكم في نظر" مكيافللي" حيث اعتبر ان على الأمير المثالي هو من يوجد الدولة ويحافظ عليها في شتى الوسائل لاغيا الاعتبارات الاخلاقية والدينية معتبرا أن مفهوم الدين يجب أن يكون في خدمة السياسة، فهو "آداة ملكية" "فهو دين للدولة التي يجب أن تستغله لأغراض سياسية بحتة واعتبارية ويفرضها الأمير للوصول على موافقة الشعب العامة. "اعتمد في نصائحه المعطاة على التاريخ حيث كان مرجعه بكل الحوادث التي ذكرها ، فكرته الأساسية المتكررة تقريبا في كل الابواب "ان أفعال البشر تؤدي الى نفس النتائج دوما" فاعتبر ان البشرية بصفة عامة "هم متقلبون ، منافقون ، جشعون للربح " ولذلك لا بد للأمير ان يعمل على كسب ثقة شعبه لنجاحه، فبتسليحهم يكون للأمير جيش عندما يحتاجه يقف جنبه ذاكرا بوضوح ان كل من اشتري بالمال فلا يوثق به لان هناك " متعة مزدوجة بأن تخدع وتخادع " لهذا كله لايجدي ان يكون المرء شريفا دائما" معتبرا بذلك أن " الحاكم الحكيم ينبغي أن لا يحافظ على الايمان عندما يكون ذلك ضد مصلحته.كما واعتبر أن لغة الواحدة أساس لنجاح الأمير، فان الدولة التي تتكلم اكثر من لغة من الصعب أن لا يحدث فيها انقلاب. الا في حال عاش الأمير بينهم كي يكسب ثقتهم فعلى صعيد المثال بحسب" ميكافيللي" أن " تيتوس كونتيوس" لم يكن يملك دولة بل كان رجل حرب، فاستطاع ان يمتلك مساندة الشعب فهزموا " فيليب المقدوني " الذي لم يكن يكترث للشعب معتبرا ان لديه جنود فأضاع ايطاليا من بين يديه. رغم اني لا اتفق مع أغلب ما ذكر في هذا الكتاب الا أن البعض الآخر منه أوافقه موافقة تامة فعلى سبيل المثال " ليست الالقاب هي التي تكسب الناس المجد، بل الناس هم الذين يكسبون الألقاب مجدا " على الأمير أن يكون غير ما يقول وأن يقول غير ما يكون هذه هي اللعبة التي اعتمدها ميكافيللي الذي بالرغم من انه لم ينل رضا الميديشي. الا انه نال رضا السياسيين الذين اتجهو الى الفكرة الميكيافلية فنراهم ، يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون. هم السياسييون الذين سلحو الشعب لكسب ثقتهم . هم السياسييون الذين تخلو عن الاخلاق. كما واحتفظوا بالدين كواجهة لكسب عطف الناس أكثر ومن ثم أعود فأقول ان لكل قاعدة استثناءو ليس بالمطلق العام بل بشكل جزئي... على امل ان يعترف السياسيين بعبقرية ميكيافللي بالحكم بدل لومه ومن الاسفل تنفيذ وصيته للوصول الى الكرسي