انتقد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي خروج بعض الدعاة عن كلام الله عز وجل وتعاليم رسوله الأكرم صلى الله عليه وسلم والتحزب لجهات وأغراض خاصة حيث يكفرون كل من يخالفهم الرأي دون وجه حق. وقال البوطي في خطبة الجمعة: إن الآفة التي ابتليت بها أمتنا الإسلامية في هذا العصر أن البعض ممن ينهضون اليوم بواجب التعريف بالخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يعلم الحق إلا ذاك الذي هدته إليها عصبيته أو طالعه عليه مزاجه أو اقتضاه تحزبه أو دعته إليه مصالحه ذلكم هو الحق فيما يعرفون الناس به وفيما يدعون إليه فإن تنكب متنكب عن الذي يدعونهم إليه اتهموه بالفسوق أو الابتداع وربما بالتكفير وقد يهدرون دمه مخالفين قوله الله سبحانه وتعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون). وأضاف العلامة البوطي.. إن ميزان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنما هو الثوابت المستقرة في كتاب الله سبحانه وتعالى وهدي محمد عليه الصلاة والسلام ولكننا ننظر فنجد في هذا العصر أناسا وأسال الله عز وجل أن يكونوا قلة يرون أن الحق ما تسكن إليه أمزجتهم وما يتعلق بمصالحهم ما تدعوهم إليه تحزباتهم فإذا تعارضت هذه مع صريح كتاب الله وكلام رسول الله فإن الغلبة ويا للأسف تكون للأمزجة وللمصالح الشخصية وللأنانيات الحزبية وقد رأينا في هوءلاء الناس من يوزعون تهم الفسق والابتداع والتكفير والفجور على كثير من الناس دون أي تبيان ودون استثناء. وتساءل العلامة البوطي قائلا لماذا تدعون أيها الناس إلى الله عز وجل بقلوب مليئة بالضغائن والأحقاد وسوء الظن وأنتم موقنون بأنكم أنتم وحدكم على حق وإنكم من الفئة الناجية وأن كل من خالفكم اجتهادكم ومنهجكم الذي تتبعوه فهو ضال وربما كان كافرا وربما أهدرتم دمه .. فإذا خالفني زيد من الناس في أمزجتي التي نشئت عليها وفي مصالحي الذاتية ومصالحي الحزبية أصنفه من أجل ذلك في التائهين والبعيدين عن رحمة الله سبحانه وتعالى. ولفت العلامة البوطي إلى أن علماء الشريعة الإسلامية عندما وصفوا الناس الذين ينبغي أن ينهضوا بهذا الواجب وصفوهم بصفات في مقدمتها الرحمة بعباد الله وأن يكونوا ربانيين وأن تكون قلوبهم أوعية لمحبة الله لتعظيم حرمات الله في مقدمتها أن تكون لهم ساعات عهد ولقاء مع الله في الأسحار تلك هي صفات الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى فلماذا ننظر فنجد أن في الدعاة من يتصفون بنقائض هذه الصفات ننظر إلى كتاب الله فنجده يبشر عباد الله سبحانه وتعالى بالمغفرة وننظر إلى أحاديث رسول الله وإذا هي الأخرى تبشر بالمغفرة. وأشار العلامة البوطي إلى أن العلاج الذي يجعل الإنسان قائما بواجب التعريف بالخير والأمر به والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دون أن يقع في هذا الحضيض هذه الافة.. هو أن نزكي قلوبنا وأن نبذل كل ما نملك من جهد لغرس محبة الله بين جوانحنا التي إذا غرست في أفئدتنا طردت حظوظ النفس والشهوات والأهواء والأنانية الشخصية والحزبية ليتحول القلب إلى وعاء نقي صاف من الأدران ينبض بحب واحد لا ثاني له الا وهو الله عز وجل. المصدر : دمشق - سانا