p style=\"text-align: justify;\"بقلم فاضل السباعى : p style=\"text-align: justify;\"فتح المسلمون الأندلس، وأقاموا فيها حضارة زاهية تَشارَك في بنائها الفاتحون العرب والمغاربة وكذلك أبناء البلاد الأصليين الذين اعتنقوا الإسلام وغدوا الشريحة الأكبر في نسيج المجتمع الأندلسي، إلى أن آذنت شمسهم، بعد ثمانية قرون، بالمغيب، وللدول أعمار، فرحلوا، وقد خلّفوا وراءهم الصُّروح المجيدة وكنوزا من الكتب والأسفار التي خطّتها أناملهم بماء الذهب. p style=\"text-align: justify;\" هل نسي العرب، بعد سقوط غرناطة في العام 1492م، الأندلس، فإن هم ذكروها بدَوا كمن يقول: وكان لنا هناك بلد اسمه الأندلس! والصروح لم يعرفوها إلا بالسمع، والتراث المخطوط لم يصل إليهم منه إلا النَّزر اليسير! p style=\"text-align: justify;\" ثمّ إنه قدِّر لشاعر عربي مرموق أن يقضي هناك أيام نفي عاناها، فكان أن تذكّر الذي كان من تاريخ، ولم يغرب عن باله الشاعر ابن زيدون: p style=\"text-align: justify;\" أضحى التنائي بديلا عن تلاقينا * وناب عن طيب لقيانا تجافينا p style=\"text-align: justify;\" فعارضها بصدته التي مطلعها: p style=\"text-align: justify;\" يا نائح الطلح أشباهٌ أعادينا * نشجى لواديك، أم نأسى لوادينا p style=\"text-align: justify;\" وعارض في قصيدة أخرى سينية البحتري: p style=\"text-align: justify;\" صنت نفسي عمّا يدنّس نفسي * وترفّعت عن ندى كل جبس p style=\"text-align: justify;\" p style=\"text-align: justify;\"بسينيته اليت مطلعها: p style=\"text-align: justify;\" اختلاف النهار والليل يُنسي * صُوِّرت من تصوُّراتٍ ومسِّ p style=\"text-align: justify;\" وقد سارت هاتان القصيدتان بين مثقفى عصره... هل نقول: قد ذَكَّر الشاعر وهو في منفاه (1914-1919) معاصريه بأنّ لهم بلدا فيه من الصروح والآثار ما يجذب السياح من كلّ أقطار العالم ويأخذ بمجامع القلوب؟ p style=\"text-align: justify;\" وأما كنوز المخطوطات فقد التفت إليها الباحثون، وليس أولَهم الأمير شكيب أرسلان في كتابه \"الحُلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية\" (عام 1939)، فقد سبقه مَن استحقّ أن يسمّى رائد الدراسات الأندلسية محمد عبد الله عنان، الذي تأتّى له أن يؤلّف \"موسوعة\" كاملة شاملة في هذا التاريخ الذي استهواه، وما وضع القلم من يده إلا حين وفاته في 1986. p style=\"text-align: justify;\" ثم كرّت السُّبْحة، فتزايد عدد المهتمّين بتاريخ هذا البلد، ومن ذلك أنّ طه حسين، بصفته وزيرا للمعارف في عام 1950، قرر افتتاح ما سمّاه \"المعهد المصري للدراسات الإسلامية\" في العاصمة الإسبانية، يوفَد إليه الطلاب ليدرسوا التاريخ الأندلسي عبر مصادره اللاتينية أيضا. وظهر أكابر الباحثين في مصر والبلاد العربية، وأخصّ المملكة المغربية التي تَعُدّ نفسها الوريثة الأحقّ بهذا التراث للمجاورة وللاحتضان. p style=\"text-align: justify;\" أكتب هذا، وأنا في منفاي الاختياري في فلوريداالأمريكية، في هذا اليوم الذي يصادف الذكرى الثانية والثمانين لرحيل أمير الشعراء أحمد شوقي.