p style=\"text-align: justify;\"كتبت / جيهان السنباطى p style=\"text-align: justify;\" للعيد بهجة .. نرسم ملامحها على جدران منازلنا .. ويرتدى كل كائن على هذه الأرض ثوب الفرحة .. فيه نُعيد نثر بذور الود والمحبة بين الأهل والاصدقاء .. ونستعيد جمال وروعة الصحبة .. تلك البهجة رغم أننا نراها فى عيون كل المارة فى الشوارع كبار وصغار حيث يرسم الجميع على وجهه السعادة .. ورغم الإبتسامة التى تعلو الشفاة .. واللسان دائم النطق بعبارات المعايدة .. وبعثرة الأمنيات الجميلة على الجميع بان يعود عليهم هذا العيد بالخير واليمن والبركات .. p style=\"text-align: justify;\" p style=\"text-align: justify;\"وبرغم كل تلك المظاهر الإيجابية إلا أنه يبقى داخل كل منا مايجعله يُعيد التفكير فى سنوات حياته الماضيه وطعم العيد .. ومايجعله بدون أن يشعر يقيم مقارنة بين إحساسه بالعيد حالياً وإحساسه به وهو مازال فى عمر الزهور .. وفجأة تلوح فى ذهنه كلمة "ياخسارة" وتنهيدة بمرارة .. وهمهمة تقول "ليتنى مازلت صغيراً" .. ويتسائل لماذ إختلفت رؤيته وإحساسه بالعيد ؟؟ .. لماذا كلما مرت بنا السنوات نشعر أن العيد أصبح يوماً عادياً مثله كمثل باقى ايام السنة ؟؟ .. أين ذهبت البهجة بيوم العيد ؟؟ p style=\"text-align: justify;\" أتذكر فى طفولتى أنه كان للعيد مذاق خاص .. ليس فقط لفرحتى بكل ماهو جديد .. الملابس والألعاب والهدايا وإضافة روح التجديد فى بيت العائلة وفرحتى بزيارة الاقارب وحصولى على العيدية .. ولكن فرحتى بالعيد كانت وكأنها عدوى تصيب كل أفراد الأسرة فى هذا اليوم فلا تجد وجهاً عبوساً ولا تجد عصبية ولاعنف كلنا كنا نتشبع بالفرحة من إبتسامة أمى وحنان ابى والكلمات العطوفة والتدليل الصادق من الأهل والاصدقاء والجيران .. كان الجميع يتسارع فى بث روح المودة والفرحة وإسعاد الأطفال بكل الطرق. p style=\"text-align: justify;\" أما الآن فلم يعد العيد فى تلك الايام مثل السابق مجمع الأهل والأحبة .. بعد أن فقدنا مع مرور الزمن الشعور بالحب والأمان والإبتسامة العفوية .. وأصبحت اللقاءات العائلية لقاءات باردة روتينية مصطنعة يقوم بها البعض مكرهاً تحت مسمى فقدنا معناه هو "لم الشمل" .. وأصبحت العائلة الواحدة تعانى من خلافات وإنشقاقات بين أفرادها .. ورغم وجود رب الأسرة على قيد الحياة ماتجمعوا على مائدة واحدة .. وفى حال فقدانهم لهذا العنصر جامع الشمل يصبح كل فرد من تلك الأسرة وحيداً منبوذاً فى معزل عن باقى أعضاء أسرته . p style=\"text-align: justify;\" العيب فينا وليس فى العيد .. فالعيد كما هو فرحة وبهجة لم يتغير ومازال هكذا فى عيون أطفالنا .. ولكن نفوسنا هى التى تغيرت .. تعكرت بعدما اصبحت لغة العنف والتجريح وعدم التسامح هى اللغة السائدة بيننا .. بعدما تناسينا الحب والود والترابط وإستبدلناهم بحب النفس والأنانية والحقد والغل والحسد .. نحتاج الى إعادة النظر فى أسلوب حياتنا وطريقة تعاملنا مع الآخرين حتى تكون حياتنا أكثر تنظيماً ويسراً وبهجة وحتى نشعر بفرحة العيد ونستعيد أجمل لحظات فى حياتنا حينما كان الصفاء عنواننا .