الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
عميد طب قصر العيني يتفقد امتحانات البكالوريوس بالكلية (صور)
مدبولي: زخم غير مسبوق في المشروعات القومية، والجمهورية الجديدة تتحول إلى واقع ملموس
التضامن تطلق أول منظومة متكاملة لتسجيل أبناء مؤسسات الرعاية
أوقاف شمال سيناء تحذر من "حرمة التعدي على الجار" فى ندوة تثقيفية
753 فرصة عمل فى مجال الأمن بمرتبات تصل ل9500 جنيه.. التفاصيل
أزمة مياه أم ضعف كفاءة الصرف الزراعي؟!
سعر الجنيه الاسترلينى يواصل التراجع بمنتصف تعاملات اليوم الخميس
يضيف 3 آلاف برميل يوميًا ويقلل الاستيراد.. كشف بترولي جديد بخليج السويس
البنك القومي للجينات يستقبل وفد صيني لتعزيز التعاون البحثي
محافظ القليوبية يُهدى ماكينات خياطة ل15 متدربة من أوائل خريجات دورات مهنة الخياطة
وزير الأوقاف ومفتي الجمهورية يعزيان وزير التموين في وفاة والدته
وزير الأوقاف ينعى والدة وزير التموين والتجارة الداخلية
ترحيب سودانى بالجهود الأمريكية لإحلال السلام العادل والمنصف فى السودان
ولي عهد السعودية يشكر ترامب ويؤكد على متانة العلاقات مع أمريكا
الهلال الأحمر المصري يطلق «زاد العزة» ال77 محمّلة بأكثر من 11 ألف طن مساعدات
نادي جديد يدخل حلبة سباق ضم رودريجو
اتحاد الكرة يوضح إجراءات شراء الجماهير لتذاكر مباريات كأس العالم FIFA 2026
كونسيساو في مهمة جديدة مع الاتحاد.. والنصر يطارد الانتصار التاسع أمام الخليج
طارق السيد: ما يتعرض له حسام حسن يشبه أجواء المنتخب مع «المعلم»
السجن 3 سنوات لسائق توك توك بتهمة قتل طفل بالخطأ في الشرابية
وزارة التضامن تحسم إجراء القرعة الإلكترونية لاختيار حجاج الجمعيات فى هذا الموعد
تفاصيل صادمة في واقعة تشويه وجه عروس مصر القديمة.. المتهمة أصابتها ب 41 غرزة وعاهة مستديمة.. وهذا سبب الجريمة
اكتشاف 225 تمثالا من الأوشابتي للملك شوشنق الثالث بمنطقة صان الحجر الأثرية
بالصور.. احتفاء كبير برواية شغف ومشروع رشا عدلي الروائي في ندوة دار الشروق بوسط البلد
كشف أثري بالشرقية.. 225 تمثالا من الأوشابتي الخاصة بالملك شوشنق الثالث
عرض عربي أول ناجح لفيلم اغتراب بمهرجان القاهرة السينمائي
حكم صلاة الجنازة والقيام بالدفن فى أوقات الكراهة.. دار الإفتاء توضح
رئيس أزهر سوهاج يتفقد فعاليات التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم
أمين الفتوى يوضح حكم غرامات التأخير على الأقساط بين الجواز والتحريم
أكلة الترند، طريقة عمل دونر الكباب في المنزل على الطريقة التركية
«التعليم العالي»: صدور قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية جديدة
انطلاق مباريات الجولة ال 13 من دوري المحترفين.. اليوم
تقارير: تعديل مفاجئ في حكم مباراة الأهلي والجيش الملكي
ضبط (139) ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة
تأثير الطقس البارد على الصحة النفسية وكيفية التكيف مع الشتاء
استشاري صحة نفسية توضح سبب ارتفاع معدلات الطلاق
تموين القليوبية: جنح ضد سوبر ماركت ومخالفي الأسعار
التخطيط تبحث تفعيل مذكرة التفاهم مع وزارة التنمية المستدامة البحرينية
إندونيسيا: إجلاء أكثر من 900 متسلق عالق بعد ثوران بركان سيميرو
عاجل - اتجاهات السياسة النقدية في مصر.. بانتظار قرار فائدة حاسم ل "المركزي" في ظل ضغوط التضخم
جثة طائرة من السماء.. مصرع شاب عثروا عليه ملقى بشوارع الحلمية
وكيل صحة الأقصر يتفقد التطعيمات ورعاية صحة التلاميذ والطلبة بمدارس مدينة الطود.. صور
وزارة «التضامن» تقر قيد جمعيتين في محافظة الغربية
مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى: سنفرض عقوبات على عدد من الجهات السودانية
"الشباب والرياضة" تدشن "تلعب كورة" لاكتشاف 2000 موهبة في دمياط
مواقيت الصلاه اليوم الخميس 20نوفمبر 2025 فى المنيا..... اعرف مواعيد صلاتك بدقه
«السماوي يتوهج في القارة السمراء».. رابطة الأندية تحتفل بجوائز بيراميدز
سعر الريال السعودى مقابل الجنيه اليوم الخميس 20-11-2025
محمد صبحى يكشف أسباب التوسع الدولى لجامعات مصر وزيادة الطلاب الوافدين
وزير الصحة يوجه بتشكيل لجنة للإعداد المبكر للنسخة الرابعة من المؤتمر العالمي للسكان
نصائح هامة لرفع مناعة الأطفال ومجابهة نزلات البرد
سعر الدولار اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025
حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025
حبس 3 متهمين بحوزتهم 11 كيلو حشيش فى سوهاج
أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله
مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لاستقالة محمد سليم من حزب الجبهة الوطنية
خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو
عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
زياد خداش القاتل
مصطفى عيد
نشر في
شموس
يوم 15 - 07 - 2014
(أخطأ نادل مقهى بيت الدرج برام الله، حين تجاوزنا على غير عادته ليعطي فنجاني قهوتنا لعجوزين ثمانيين يجلسان على الطرف الآخر من دوار الساعة، وحين سألناه محتجين على فعلته الغريبة، ابتسم بهدوء وواصل طريقه الى زبائن آخرين. مشيت باتجاه العجوزين، المنهمكين في حوار هامس بلا أسنان، ألقيت عليهما سلام دهشتي وارتجاف قلبي،طويلا وقفت أمامهما مصدوما، أخرس القدمين ولا أعرف إن كان صديق دواري و قهوتي وذكرياتي وسرّي ومساءاتي قد صدّقني حين عدتُ اليه: لم يخطىء النادل يا صديقي، لم يخطىء، لقد أعطانا قهوتنا بعد ثلاثين عاما من الآن..للكاتب الفلسطيني / زياد خداش)
القراءة/ مصطفي عيد
يقولونَ: عليكَ أنْ تقابلَ شخصًا؛ ليشعرَكَ أنكََّ لسَت أذكي رجلٍ في العالمِ، وأنا أقولُ: عليكَ أنْ تقرأَ ل(زياد خداش)؛ لتشعرَ أنَّ هناكَ دروباً في الأدبِ، أكثرَ جمالًا، أنت َ-الأديبَ- لم يخطَّها وعيُكَ بعدُ.
قرأتُ هذا النصَ لزياد خداش مراتٍ ومراتٍ، مثلَ غيري، كلَّ مرةٍ أستمتعُ بالنصِ يزدادُ غضبي منْ (زياد خداش)، غضبٌ منْ كاتبٍ هدمَ سقفَ غرفةِ نومي، غضبٌ منْ زياد خداش لأنَّني أري الجمالَ يغمرُ جنباتِ النصِ، ولا أدري تحديدًا، ما سرُّ هذهِ الدهشةِ، وهذا الجمالِ؟ وكانَ عليَّ -ككاتبٍ يحترمُ نفسَهُ، وأقسو علي نفسي في الكتابة؛ كأنَّ قلبي صخرةٌ- أنْ أعرفَ ما سرُّ هذا النصِ؟ ما سرُّ الدهشةِ المفرطةِ لهذا النصِ؟ هذا النصُ أصبحَ أيقونةَ المبدعينَ في المحافلِ الأدبيةِ؟ هل هذا النصُ قفزةٌ أدبيةٌ هائلةٌ؟ حجرٌ كبيرٌ في مياهِ الإبداعِ؟ أمْ أنَّ الدهشةَ في النصِ جاءتْ منْ مفارقةٍ، زمانيةٍ، فلسفيةٍ، صادمةٍ، أشبهَ (بفزورةٍ) ورياضةٍ عقليةٍ، تتلخصُ في هذهِ الجملةِ الفلسفيةِ: (لمْ يخطئْ النادلُ يا صديقي، لمْ يخطئْ، لقدْ أعطانا قهوتَنا بعدَ ثلاثينَ عامًا من َالآنَ.)؟
أنا أقفُ أمامَ هذا النصِ، حاسرَ الرأسِ، مُقطبَ الجبينِ، كأنَّني في غبارِ المعركةِ، لاستكناهِ بناءِ النصِ، بلاغتهِ، أدواتِه، روحِه، لا يعنيني( زيادُ خداش)، ولا يعنيني القارئُ، بل يعنيني روحُ الأديبِ داخلي: أريدُ الإجابةَ عنْ سؤالٍ: (زياد خداش) يكتبُ بأدواتٍ مختلفةٍ؟ ما حقيقةُ هذهِ الأدواتِ؟ ما هذا البريقُ؟ أهوَ ذهبٌ حقيقيٌّ؛ أم نحاسٌ؟
إسقاطُ النصِّ علي القضيةِ الفلسطينيةِ هوَ الحلُّ المريحُ، سريعُ التناولِ، لكلِّ الأطرافِ! هناكَ فارقٌ زمنيٌّ ثلاثونَ عاماً، سياسةُ الأمرِ الواقعِ التي مارسها الاحتلالُ، تمحو الزمنَ، الحقيقةَ، التاريخَ، الأرضَ، التراثَ. ويبدو تفسيرًا معقولًا لهذهِ الجملةِ المرهقةِ في تفسيرِها (لم يخطئِ النادلُ يا صديقي، لم يخطئْ، لقدْ أعطانا قهوتَنا بعدَ ثلاثينَ عامًا منَ الآنَ.) ولكنْ ما تفسيرُ، أنَّ النادلَ المبتسمَ الودودَ (علي غيرِ عادتِهِ)، يتخطاهُمْ ليعطيَ فنجاني قهوتِهما لعجوزينِ ثمانيينِ؟ تمشيًا معَ تفسيرِ (الرمزِ) لمن يحبُّ الإسقاطَ علي القضيةِ الفلسطينيةِ، نتساءلُ: منِ النادلُ؟ أهوَ الخادمُ؟ وهل يملكُ الخادمُ أنْ يتخطاهم؟ أهوَ المحتلُ؟ فلماذا يبتسمُ لهما؟ والنصُ يقولُ (علي غيرِ عادتِه) فالنادلُ معروفٌ لهما، ويبتسمُ، فكيفَ يكونُ المحتلَ الغاصبَ؟
ولمنْ يريدُ إسقاطَها علي القضيةِ الفلسطينيةِ؟ هل نعتبرُ أنَّ فنجانَ القهوةِ هنا تعبيرٌ عنِ الأرضِ المغتصبةِ؟! أنا لا أستريحُ إلي إسقاطِ النصِ علي القضيةِ الفلسطينيةِ، لأنَّ عناصرَ النصِّ لا تساعدُني في هذا التفسيرِ. هلِ النصُ نبوءةُ كاتبٍ يؤمنُ برجوعِ الأرضِ بعدَ ثلاثينَ عامًا؟ وإنْ كانتْ نبوءةً أنَ النادلَ أعطاهما قهوتَهما (الأرض) بعدَ ثلاثينَ عامًا؟ أليستْ نبوءةَ فرحٍ؟ وإنْ كانتْ كذلك فلماذا جاءتْ تلكَ الصياغةُ (مشيتُ باتجاهِ العجوزينِ، المنهمكينِ في حوارٍ هامسٍ بلا أسنانٍ، ألقيتُ عليهما سلامَ دهشتي وارتجافِ قلبي، طويلًا وقفتُ أمامهما مصدومًا) فلماذا كانَ الكاتبُ مصدومًا؟ لماذا لمْ يكنْ فرحًا؟
سأعودُ إلى البدايةِ: منَ النظرياتِ الأصيلةِ في الصياغةِ الأدبيةِ: قدرةُ الكاتبِ علي ابتكارِ (تشبيهاتِه) وألَّا يقتاتَ علي فُتاتِ الآخرينَ، وهنا سرٌّ منْ أسرارِ جمالِ هذا النصِّ ، الصياغةُ مبتكرةٌ، تصلُ إلى المعني من أقصرِ الطرقِ. (...حوارٌ هامسٌ بلا أسنانٍ، سلامُ دهشتي، أخرسُ القدمينِ... أعرفُ إنْ كانَ صديقُ دواري و قهوتي وذكرياتي وسرّي ومساءاتي قدْ صدّقَني حينَ عدتُ إليهِ) البساطةُ، والجملُ التي تعبرُ عن المعني بجمالٍ مدهشٍ، لا تمسكهُُ، ولكنْ تشعرُ بهِ يملأُ روحَكَ. الصياغةُ المبتكرةُ، والقدرةُ علي ابتكارِ أدواتٍ جديدةٍ للتعبيرِ عن المعني؛ فكانتْ تلكِ الجملةُ المدهشةُ، المحيرةُ، المثيرةُ للخيالِ، والمتحديةُ لعقلكَ (لم يخطئِ النادلُ يا صديقي، لمْ يخطئْ، لقدْ أعطانا قهوتَنا بعدَ ثلاثينَ عامًا منَ الآنَ.) إنَّها دعوةٌ لكلِّ الكتابِ: احفرْ في الأرضِ لتجدَ أدواتِكَ الخاصةَ بكَ في التعبيرِ، ولا تكنْ كسولًا باستعارةِ فأسِ غيرِكَ، أو حمارِ جارِكِ.
الحماسُ الزائدُ، مثلُ الحرصِ الزائدِ يفسدُ الأشياءَ، إنَّنا نتصورُ أنّنا ننصفُ الكاتبَ، بأنْ نقولَ: إنَّه يرمزُ للقضيةِ الفلسطينيةِ،( زياد خداش) كاتبٌ فلسطينيٌّ، وإنسانٌ، يعيشُ الهمَّ الفلسطينيَّ، العربيَّ، ولكنَّه يعيشُ الهمَّ الإنسانيَّ بالدرجةِ الأولي، مَنْ منكمْ يقتربُ منْ (زياد خداش) الإنسانِ، ليراه وهوَ يضحكُ، يبكي، يطربُ لنكتةٍ، أوْ حديثٍ عابرٍ معَ امرأةٍ جميلةٍ، إنَّهُ الإنسانُ الذي يعيشُ الضعفَ والخوفَ، اليأسَ، المللَ، الفرحَ أحيانا، وربَّما الإحساسَ بالضياعِ، في متاهةِ الكونِ والحياةِ، وهذا الإحساسُ المريرُ بينَ منْ يراه ملاكًا، يخلو منْ أيِّ عيبٍ، وبينَ منْ يراه شيطاناً، أو مغرورًا علي أبسطِ تقديرٍ، أعتقدُ أنَّ (زياد خداش)، يعيشُ الهمَّ الإنسانيَّ الذي يواجهُنا في لحظاتِ (المكاشفةِ)، الحياةِ، الموتِ، وتلكَ الأسئلةِ الوجوديةِ التي أرهقتِ الإنسانَ، حولَ أسرارِ الحياةِ، وأسرارِ الموتِ،
في تقديري هذا النصُّ إنسانيٌّ، في لحظةِ مكاشفةٍ هادئةٍ، يري الإنسانُ مصيرَهُ، وجهًا لوجهٍ، عجوزانِ ثمانيّانِ يديرانِ حوارًا هامسًا بلا أسنانٍ، لحظةُ المكاشفةِ عندما نلتقي معَ ذواتِنا الحقيقيةِ، عندما نري النهايةَ عاريةً، بوجهٍ كئيبٍ، نحدقُ فيها؛ ونحنُ في كاملِ لياقتِنا الصحيةِ، الذهنيةِ، ومازالتْ مباهجُ الحياةِ بينَ أيدينا. (زياد خداش) كتبَ هذا النصَّ، في لحظةِ مكاشفةٍ استثنائيةٍ، شفَّتْ روحَهُ وحلقتْ، فتعانقتْ هناكَ في الأفقِ المجهولِ معَ روحِ النصِّ، فكتبَ هذا النصَّ وهو يري نفسَهُ في الثمانينَ، وقدْ تجردَ منَ الصحةِ، والأحلامِ، والشبابِ، والمتعةِ، نهايةِ حياةِ الإنسانِ المليئةِ بالصخبِ والعنفِ، و لمْ يبقَ في حضرةِ الموتِ، إلَّا الهمسُ، السكونُ، التسليمُ المريحُ للنهايةِ الطبيعيةِ. فجاءَ هذا النصُّ الهامسُ الساحرُ.
يبقي السؤال: لماذا ألقي لنا زياد خداش هذا النص بدون عنوان؟ هل كاتب كبير بحجم زياد خداش يسقط منه العنوان سهوا؟ أم أسقطه عمدا؟
هناك تلال من الكتب النقدية، وألاف المقالات تتحدث عن (العنوان) (عتبة النص)! وأن العنوان جزء أصيل متواز مع النص، العنوان مفتاح النص، فلماذا ترك الكاتب النص بدون عنوان؟ وهل هذا يعد عيبا كبيرا بحجم كاتب كبير؟
في اعتقادي، أن أي عنوان كان سيضعه زياد خداش، كان سيجعل الجملة الآخيرة للنص فاقدة لسحرها الغامض ( لم يخطىء النادل يا صديقي، لم يخطىء، لقد أعطانا قهوتنا بعد ثلاثين عاما من الآن).
أنا ككاتبٍ، ربَّما أصابُ بالهلعِ والرعبِ، إذا كتبتُ مثلَ هذا النصِّ؛ لأنَّني لنْ أكونَ علي يقينٍ منْ قدرتي علي الكتابةِ مرةً أخري، كتابةِ مثلِ هذا النصِّ الساحرِ.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
عَلى خَدِّ زَيْتونِكِ دَمْعُ حَمَامِى.."سيرة ذاتية لجرح عربى"
آخر عمود
سؤال لا يحتاج جواباً
بهاء طاهر: الملاك الذى جاء
الكذاب الجاهل " يوحنا الدمشقى " رائد الكتابات التشنيعية ضد الإسلام / د. ابراهيم عوض
قصة قصيرة
الثالثة آه
أبلغ عن إشهار غير لائق