أرجوك لا تأتي معي إذا قصدتُ مضجعي يا كل ألمٍ موجعِ أو كل فكرٍ مفزعِ يا كلَ غالٍ في الحياةِ فقدتُه يا كلَ ألمٍ في العيونِ قرأتُه و كلَ شوقٍ في الفؤادِ دفنتُه أتعودُني حتى تثيرَ مواجعي في كلِ ليلٍ حين أبلغ مرقدي تلهو بيَ الأفكارُ عندَ الموعدِ فإذا فلولُ النومِ تفلتُ من يدي كالماءِ يُفلتُ من ثنايا اصابعي لا تطرد النومَ الرحيمَ من العيون و تحوِل الحلمَ الجميلَ الى جنون فتضُجُ رأسي بالكثيرِ من الظنون نبضي طبولُ الحرب بينَ الأضلعِ تنَحَ في صمتٍ بركنِ الذاكرة هيهات أغفو بذكرياتٍ ساهرة شُقَ الظلامُ بنورِ ذكرى باهرة تدُقُ ناقوساً يصمُ مسامعي النومُ عزَ كأنهُ كنزُ ثمين العمرُ مرَ يجرُهُ حبلُ السنين العيشُ مُرٌ في نهارِ الساهرين يُطاردُ المهمومَ حتى المخدعِ كيفَ الفرارُ من الهمومِ إلى المنام كيف الهروبُ من الحروبِ إلى السلام أم أن للمحزونِ لا نومٌ يُرام مادامَ يصحو في كابوسٍ مزعجِ ويحي لوطنٍ فيه أصلُ جدودِنا مهدُ الطفولةِ ملتقى أحلامِنا عمرُ الشقاوةِ في صبانا كلِنا أمل الشبابِ فيكَ نعمَ المرتعِ (يأيها الليلُ الطويلُ ألا انجلي) عن موطنِ العشاقِ في العهدِ الخلي إن كان وطني بالخيانةِ مبتلِ نحنُ الجنودُ نردُ كلَ مطمعِ يا همَ وطني كيف يبدو منتهاك أغمضتُ عيني لم أرَ وطناً سواك دعني لأحلمُ بالأمانِ في حِماك و أراكَ وحياً للخيالِ المُبدعِ