بواسطة الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق " علياء الدسوقى " https://www.facebook.com/king.farouk.faroukmisr علي خليل سالم»فهو من ملوك الكوميديا فى تاريخ السينما المصريه استطاع بموهبته الفريدة أن يرسم البسمة على كل شفاه.ولكن كما قال شارلي شابلن: «لقد أضحكت العالم ولم أعش يومًا سعيدًا» فالصورة ليست دائمًا كما نراها من الخارج، فالواقع مؤلمًا، والنهاية غير متوقعة، فالنجومية والشهرة لم تمنع القدر من الوصول الى نجم الكوميديا المصرى على الكسار فهزمه الفقر والعوز ولم ينظر إليه أحد...ولكن التاريخ اثبت بالفعل أن الواقع مختلف وأن النهاية ربما تكون أبشع مما نتصور، وأن الثروة ليست صديقًا دائمًا للفنان. ذكر ماجد على الكسار في كتابه عن والده الذي حمل اسم « بربري مصر الوحيد» أن أبيه من مواليد حي السيدة زينب بالقاهرة.في يوم 13 يونيو عام 1887.. وأخذ اسم شهرته «الكسار»من والدته التي كان يدين لها بفضل كبير في تربيته وإيمانها بموهبته ومساندتها له بعد أن توفى والده واسمها «زينب علي الكسار» وكان الكسار يذكرها دائما ويذكر فضلها عليه وإنفاقها كل ثمين ورخيص حتى تجعله يحقق أحلامه وطموحاته الفنية.. لم يحظ الكسار على قدر كبير من التعليم فهى سنوات قليله قضاها فى أحد الكتاتيب التي كانت منتشرة في حي السيدة زينب..ثم عمل لفتره مع والده السروجى وهى صناعة الاحذيه ولم ترق له هذه المهنه لوقت طويل وانتقل ليعمل مع خاله سفرجيأ في أحد قصور أثرياء تلك الفترة وخلال ممارسته لهذه المهنة ومن خلال احتكاكه بالطهاة الذين كان معظمهم من أهل النوبة وكان لهذه الفترة وهذه المهنة تأثير كبير في حياته ومشواره الفني في هذه الأثناء بدأ الكسار يتعرف على ميوله الداخلية للفن وحب التمثيل وبدأ يتردد على الفرق الصغيرة التي تقدم عروضها في حي السيدة زينب والحسين ومن كثرة مشاهدته لهذه العروض تأكد أن الفن والتمثيل هو طريقه.أنضم إلى فرقة «الأوبريت الشرقي»وكانت الفرقة يرأسها مصطفى أمين وبعد انضمام الكسار إليها تحول اسمها إلى فرقة «مصطفى أمين وعلي الكسار»عام1916م..وقدم الكثير من الاعمال المسرحيه وقدم شخصية الخادم النوبى فى احد العروض المسرحيه واطلق على الشخصيه اسم عثمان عبد الباسط وكانت هى الناقله الحقيقيه فى مشوار الكسار الفنى...وفى عام 1920 شارك مع أمين صدقي شريكه في فرقته المسرحية في فيلم قصير حمل اسم « الخالة الأميركانية»وقدم دور امرأه..أخرجه الإيطالي بونفيللي وكان هذا الفيلم القصير مأخوذ عن رواية إنجليزية وهي العمة تشالي»...كان الفيلم صامتا وهذا لم يكن يرضي طموح الكسار الذي يعتمد في أدائه على المسرح على الحوار واللغة المباشرة بينه وبين جمهوره. وتوالت اعمال الكسار السينمائيه والمسرحيه بعد ذلك.ولكن دوام الحال من المحال انحسرت الاضواء عن الكساء فى بداية الاربعينات وظهور نجوم جدد من نجوم الكوميديا ودخول السينما في نوعية مختلفة من أفلام الكوميديا بعد الحرب العالمية الثانية وهذه النوعية من الأفلام جاءت بنجوما جدد يقدمون الكوميديا بشكل مختلف أمثال إسماعيل ياسين وعبدالفتاح القصري ومحمود شكوكو وزينات صدقي وماري منيب وحسن فايق وغيرهم. وسبب آخر مهم جدا كان له تأثير كبير في تراجع مكانة الكسار السينمائية وهو أنه لم يجدد في مشواره ومسيرته السينمائية فقد ظل ثابتا على نمط واحد في كل أفلامه وهي شخصية «عثمان عبدالباسط»ومع تكرارها ونمطيتها سئمها الجمهور. وبدأ يظهر في الأدوار السينمائية المساعدة التي أثرت بالطبع على مكانته كرائد من رواد ونجوم الكوميديا بل وفن التمثيل،وفي عام 1953 توقف تماما عن السينما وكان قبلها قد توقف عن المسرح وأغلق فرقته المسرحية وبدا الكسار كأنه دخل مرحلة النهاية فقد بدأ المخرجون يتجاهلونه ولا يرشحونه لأعمالهم سواء مسرحيا أو سينمائيا وأثر هذا كثيرا على حالته النفسية. ومما زاد من آلامه ومعاناته أنه لم ينضم لهذا المسرح كممثل أو بطل لمسرحياته بل كموظف في مسرح تابع للدولة يؤدي من حين لآخر بعض الأدوار الصغيرة في بعض المسرحيات وبدأ وقتها يتحسر على الأيام الخوالي وأيام المجد والشهرة والتألق الآن أصبح يعاني من التجاهل والنكران والجحود. ولم يستمر طويلا على هذا الحال فسرعان ما أصابه المرض واشتدت عليه آلامه مما اضطر أسرته أن تدخله مستشفى القصر العيني لكن أيامه في المستشفى أيضا لم تكن طويلة حيث لقى ربه في 15 يناير عام 1957. لفظ علي الكسار أنفاسه الأخيرة فوق سرير متواضع في غرفة درجة ثالثة بالقصر العيني بعد أن عاش سنواته الأخيرة يعاني من التجاهل والجحود، مات فقيرا ولم يملك من الدنيا شيئا يورثه لزوجته وأبنائه، وهكذا كانت النهاية الحزينة لواحد من رواد فن الكوميديا فى مصر، مات الرجل البسيط التلقائي «عثمان عبدالباسط»بربري مصر الوحيد الذي أضحك الدنيا. رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته.....