جالسة بالمقعد المقابل لمقعد كنت عادة تجلس فيه أنت قبل زمن قليل مقعدك الآن شاغر ومقعدي بالمقاييس وثير ولكني أحس بتعب كأني روح مريض عليل أنظر إلي الهواء وكأنة ملئ بالأحياء أتحدث أشير بيدي أجادل الفضاء أو ابتسم في هناء ألمس بيدي زجاج المنضدة ترتد في الحال فالبردوة صاعقة أحملق فيمن حولي كأن الحياة قد صدر ضدها أمر اعتقال و الكائنات في سبات عظيم تختال كأن الناس صاروا تماثيل من شمع أذيب وسال علي الوجوه قد خرس الابتسام وتجمد الكلام والفعال وصار الهدوء منتشر والضجيج محال الطيور أجنحتها معلقة الورود أوراقها مغلقة الأضواء بعيدة شاهقة والنجوم في بحر السماء غارقة عندما انتهيت من الحملقة قتلني سهم البرد و احتواني قلب الصقيع مددت يد مرتجفة أصلح من شملتي احتوي بها كتفي ذو الرداء الرفيع نظرت في كفي أين خطي؟ أو خط الحب البديع أين خطك؟ أو خط العمر المريع من التقي وصفا وعفا ومن فارق و لم يبرقا علي وجهي أخليط من حزن وشجن أم شبح من وهن الابتسام أمازال في القلب أمل أم هو و اليأس في ساحة الاعتصام هل في العمر متسع أو وقت أو فوت لأموت ثم ابعث ثم أحيا بين عينيك الكرام و تأتي كل الحالات متحدات لي في صمت هل من لجنة رأفة أو طلب التماس للأقدار هل من دعاء أو استغفار هل من توسط أو شفيع يطاع يأتيان بك سريعا من وراء الأستار ويخنقا حبا عنق الانتظار