أثار صوت البنات الفرحات بخطوبه زميلتهن غضب مشرفة دار الطالبات المغتربات وهن يهنئن زميلتهن اقتحمت الغرفة عليهن وجدت من ترقص ومن تغني ومن يتفرجن على الصور ويعلقن على جمال ووجاهة العريس فصرخت فيهن - إيه يا بنات ماكنتش خطوبه دي امال لو جواز ها تعملوا إيه ؟ مالت عليها اخرى وهمست - يعنى مش نفسك فى عريس زيه يا أبله ؟ نظرت إلى الصورة وهي تتصنع الإشمئزاز قائله : - وإيه يعني ده شبه خطيبي رقم تلاته ضحكت البنات وقالت إحداهن : - ليه يا أبله انتي اتخطبتي كم مره ؟ وقع عليها السؤال كالصاعقة لاحظت البنات إحراجها فلزموا الصمت توجهت الى المرآه المثبته على الحائط وتحسست تجاعيد وجهها الذي مازال يحمل بقايا جمالها لاحظت ترقب البنات لها جلست على الكرسي باسمة وقطعت الصمت قائلة - أنا اتخطبت خمسة مرات ومحصلش نصيب فى الجواز قالت احداهن -انتي جميله يا أبله ..... قاطعتها قائله : - جمالي كان سبب تعاستي - ازاى اجابت فى اسى وتحسر - كنت أجمل أخوتي أمي لاحظت جمالي خافت مني أن أكون عقبه لزواج أخوتي البستني أمي دبلة خطوبه وهمية رغم اعتراض والدى المغلوب على أمره ولايملك قرار لأن أمي هي من تعمل وتتحمل مصاريف علاجه لانه عاجز سقط مريضا من القهر بعد اجباره على الخروج من المصنع معاش مبكر كثيراً سمعته يكلم نفسه بأن المصنع , كان بيربح مش بيخسر ليه يتخصص كنت اشعر به كم يبذل مجهودا شاقاً حتى يستطيع ان يحرك لسانه الثقيل . كان عمري 18 عام عندما دق باب بيتنا أول عريس أمي تعلن اني مخطوبه أمي تواسيني بأني جميله ولن تعطيني إلا لمن يقدر وزني بالذهب تخبرني عن بنت الجيران تزوجت ثري عربي وأغدق عليهم بالمال والعز أصبح عمري 25 عام وتزوجت كل أخوتي كانت أمي يوم أجازتها تطلب مني أن البس أحلى ثيابي تذهب بي الى الحدائق العامه بجوار الأحياء الراقية أو بالقرب من السفارات العربيه كنت افهم قصدها وكنت أتغابى بالفعل أعجب بي أحد الأثرياء أصر أن تكون الخطبه بعد التعارف. وفضلت اخرج اتفسح معاه سنه والآخر قال لى لما يحب يتجوز يختار غنية زيه مش واحدة امها عاوزة تبيعها اتجهت نحو حافة سرير احدى البنات وجلست البنات يستمعن اليها فاستكملت قائلة - وبعدين استلمت وظيفتى وقتها كان عندى 28 سنه واتخطبت لواحد فضلت معه خمس سنين وبرضه محصلش نصيب رددن البنات فى صوت واحد - لييييييييه - كان على قدة كل ما يحوش ثمن الشقه الاسعار تغلى كمان الموبيليا تغلى قررنا نسيب بعض. - اتعرفت على ضابط شرطه اقتربت منها احدى البنات وقالت متنهدة - ضابط ياحلاوة اها الخطيب التالت علقت المشرفه بأنه كان أجمل من الصورة اللي معاهم دي - اتخطبت له سنه وبعدها استشهد فى مأمورية تنهدت وترحمت عليه كما ترحمت كل البنات ثم استطردت قائله - جرى بيا العمر ولقيتنى وصلت لسن 38 سنه وقتها اتقدم لى راجل توفت زوجتة وعاوزنى اخدمه هو وعياله قلت افكر وفضلت افكر ولما اخدت قرار انى اتجوزه كان هو اتجوز خرجت المشرفه من دار الطالبات وقد بلغ بها العمر الان الأربعين عام متجهه الى الشارع الرئيسى ولكنها توقفت امام المزلقان المغلق بسلسة لمنع المارة تنتظر كغيرها مرور القطار لم يطل انتظارها فتحت السلسله تحرك المارة لفت انتباهها ضابط يتجه نحوها مر عكس اتجاهها راحت تنظر عليه وتتلفت خلفها تلاحقه بنظراتها صدمتها دراجه وقعت على الأرض لمست التراب بيديها لم تستطع القيام نظرت متحسرة الى القطار وهو يتلاشى الى ان اختفى عن الانظار