إنكسا ر.. قصة قصيرة جدا

أفاق قبل مطلع الفجر رفض ان يؤذن تمرد , لن أظل ديكا , هكذا حسم امره. لطالما راقب الطواويس بالوانها الخلابه ومشيتها المتباهيه ملؤها الكبر والخيلاء , لابد ان اكون مثلهم طاووسا .
لاحظ اقرانه من الديوك عزوفه عن الاذان والحديث معهم . وإن تكلم فبغرور ودونيه يود ان يشعرهم بعظمته رغم عدم اقتناعهم به كديك مميز بل انه فى واقع الامر يشوبه الكثير من المثالب فى الشكل والمضمون , والوان ذيله ليست جميله مثلهم وعرفه متدلى على جانب رأسه باهت الحمره , ولكن المسكين أصابته جنون العظمه (( بارانويا )) كل من بالمزرعه يعلم رغبته فى الطوسنه ولكن كيف يتحول ديك لطاووس كيف يسلخ جسده ويرتدى عباءة الطاووس,
فرخته بدأت تضج بالشكوى لاقرانها من الدجاج لايهتم بى دائما شارد يحدثنى اما زاجرا او ناهرا او موبخا , بيضى يذهب سدى دون تخصيب فهو لايقترب منى لكم اود ان يكون لدى كتكوتا يملاء على العشه ,
تجمعت الديوك ينظرون فى امره , علاقته ليست جيده معهم ولن يقبل نصحهم البارانويا متفشيه ومتمكنه منه ولكنها المحاوله الاخيره
وجدوه فى ركن قصى من المزرعه يراقب الطواويس غارقا فى احلام يقظته ,
قال له شيخ الديوك:-
- هل ماسمعته عنك صحيح ؟؟
- وماوجه الغر ابه بالامر ساكون طاووسا
- يابنى الديك ايضا جميلا وله حياته التى لاتخلومن المتع هذا قدرك وتلك امكانيتك وكينونتك التى خلقكك الله عليها
- أنا ارنو للافضل . أنظر لطعامنا اين هو من طعام الطاووس وجمال وانتصاب ذيله كالمروحه ؟؟
- الهذا السبب تذهب دائما وتقضى الليل بمزرعتهم؟؟ هل تظن ان تحولك لطاووس يتأتى من معاشرتهم أنت واهم , ولقد ترامى لمسامعى انهم يستغلون فرصةة تقربك منهم باستغلا لك فى تنظيف مزرعتهم والرعايه بصغارهم , أتظن أن بوسعهم ان يحولوك لطاووس؟؟؟
- هم وعدونى بهذا رأيت بأم عينى زجاجة الاكسير أكسير الطاووس ووعدونىبذلك
- وحتى لو صدقت أمر الزجاجه , هل تظن انهم سيسمحون لك ان تكون مثلهم وفى درجة جمالهم وتباهيهم على سائر دواجن المزوعه هيهات
- تلك مسألة مصير بالنسبه لى حياه او موت انا اكون , الم ترى صاحب المزرعه يتناوب على تقليص عددنا بانتظام يجمع إناثنا وذكورنا الى المجهول محبوسين فى اقفاص ضيقه ولانراهم بعد ذلك لالالااريد ان يكون هذا مصيرى والطاووس يرتع فى رغد العيش وينال كل الرعايه من مأكل ومشرب وعلاج ايضا الم ترى الطبيب يزورهم بانتظام
- هذا قدرنا منذ الاذل وهو قانون الهى نعلمه فور خروجنا من البيضه وبالمناسبه دجاجتك تشكو من جفوتك معها
- لن يكون لى كتاكيت تعانى وتتألم وتذهب الى المجهول
- الحديث معك لايجدى , رغم انى مشفق عليك من نفسك
ذهب شيخ الديوك لعشته ونظر صاحبنا للسماء يرقب ظهور نهار جديد لم يشارك فى الابلاغ عنه , القى نظرة حسره وحزن على مزرعة الطواويس ودلف لعشته لينام.
أستيقظ على جلبه وضوضاء سرت لكل العشش , دخل صاحب المزرعه ومعه 4 أشخاص قائلا لهم :-
- إجمعوا كل الاناث الدجاجات فقط واوضعوهم بالاقفاص والقوهم بالسياره ثم نظر لصاحبنا والتقت اعينهما
- خذوا هذا الديك أيضا كسول ولايؤذن ودائم السكون.