الايام..؟؟!!..في تهدّل اكمامها يكمن السراب..... كم توخّت من غدرها ولم تستطع.....وكم آلت الى السقوط بعد كل شموخ.....العمر فانٍ.....والصبر فان....وعقارب الساعة في نطفها ينحدر هول يسبغ عليها برونق الأرق المضني.. الذي رغم ألمه يمنحها هالة الارتقاء..لتسامرَ نجوماً سرّبتها لها الذاكرة تمخر عباب الحنين لما مضى....كم بقي من الوقت.......حتى تخلق روحاً من سراب....؟... همست لنفسها وهي تحدق في اللامرئي على شاطئ البحر بحرقة نضحت بها المقلة وألفها القلب..ماذا سأفعل؟...الصباح كالمساء يروح ويجيء وأنا منتصبة في دائرة الهذيان".. سمعت صوتاً يأتيها من الوراء يقول ببشاشة:"البحر مدهش"...التفتت فوجدت أمامها رجلا طويل القامة اسمر الملامح مستدير الوجه تشع منه عينان فيروزيتان.. يشخص اليها بنظرات الفضول... سألت نفسها وهي تهم أن تبتعد.. لماذا أصبحت تجفل من أي ايماءة او كلمة تأتيها من رجل وتصاب بشيء من الدوار؟.. هل بعثرتها الصدمة من من خالته حبيبها حدّ أن رمتها في مدينة فارغة هجرها كل شيء إلا أشباح الظلام؟..!!! لقد قال جبران خليل جبران"الحب دمعة وابتسامة"..لكنها منذ أن أحبت إلى أن غُدرتْ لم تجتث من الحب إلا رحيق الدموع!!.. هناك قول لسيروس حضر الى ذهنها يقول فيه ليس هناك امرأة تكره الحب . . سوى امراة شقيت من الحب . ." هذا الفيلسوف الفينيقي استاذ سقراط الذي ارتوى من نبع عشتار سواقي من السحر..عرف كيف يصيب بحجر كلماته صميم النفوس الذائبة حسرة ومرارة!... سارت بخطوات صامتة بسكون.. تجتر ألمها وترسم ابتسامة واهية على ثغرها حتى لا يلمس الآخرون خيبتها ومرارتها.. فوجئت بتتبع ذاك الرجل لها.. أحست بخطواته تقترب منها من جديد ... يهزها من أعماقها بصوت رقيق:"صباحك ورد سيدتي"... ضحكت في سرها وهي تذكر ما قالته لقاتلها ذات مرة:"صباحك ألم ومساؤك ألم .. أيها الغريب"!.......... (مقطع من روايتي الجديدة التي بدأت بكتابتها منذ شهر )