هذه .. ألواني هذه .. ريشتي وهذه لوحتي .. أضع الاصفر فيأخده الحنين الى البرتقالي .. أرسم خيوطا متشابكة بالأزرق أراها بنفسجية يا لغرابة هذه الالوان كحال حروفي تعشق التمرد و تخرج عن طوع بناني *** أراها كطفل جائع يملأ المكان صراخا و بصبو الى دفء حضن . كأم حائرة ....قلقة يمتلكها خوف عميق من غدر الزمان . . و من المجهول . تتصارع أفكارها مع متاهات الزمن تتعالى الأهات بأعماقها ولا من مجيب الا الصدى . كمتيمة تتردد على مقهى العشاق تنتظر بزوغ ضوء القمر .. مقهورة بخفقان الحنين و صدع الوجدان جثة هامدة ترطمها ريح النسيان . و فؤاد يشجيه و يشجنه فراغات المكان .. و العزلة الحائرة . الة موسيقية بين ركام اثات قديم اختنقت ركودا و مللا عزاؤها نشيد قديم مطمور بين ثنايا الصمت . كأنامل كهل حزين يسطر جملة .. ويمسح عشرة يكتب حرفا ويتردد بنسج اخر كأنما يختم على وثيقة اعدامه .. هذا هو حال الحروف .. كم تعجز عن قولنا حين نصبو للبوح في مرايا اللغة كم .. متاهات لها و خرائط من اللغز و السر و الكتمان و الهروب .. حين نحتاجها رفيقا و أنيسا .