رواية {مشاوير} تقترب إلى حد ما من قوالب كتابة السير الذاتية , ولكنها لا تعد من كتب التاريخ , أوالتأريخ كما عرفناه عند الكتاب المتخصصين فى هذا النمط , ولكنها رواية فى قالب إجتماعى .. يبرز أحوال المجتمع المصرى ككل .. سواء كان فى الريف المصرى أو الحضر فى خطين متوازين : الخط الأول .. ما بين عا م 1936 حتى 1956م يتعرض لأحوال أهل الريف فى هذه الفترة وما قبلها . الخط الثانى .. ما بعد تأميم قناة السويس , وحتى اللحظة الآنية لأحوال أهل الريف والحضر وإن كانت ممتدة للجزء الثانى . من خلالل ثلاث شخصيات رئيسة تدور حولها الأحداث فى بناء روائى إجتماعى كالمتعارف عليه عند التصدى لمثل هذا المجال من الكتابة . الشخصية الأولى هو {الرواى} والذى ينتمى لذات {العزبة} التى تدور فيها معظم أحداث الرواية , وإن كان قد هجرها للإقامة بالقاهرة فى سن المراهقة بحثاً عن لقمة العيش بالرغم من إرتباطة النفسى والأخلاقى بها , والذى يعرض كل أحداث الرواية ليصبح جزء منها , وتتطور شخصيته الدرامية مع الأحداث الطبيعية للرواية . أما الشخصية الثانية فهى شخصية {الأم} التى تروى {مشاوير} أيامها التى عاشتها عبر تاريخها , ومنذ دخولها وسط هذه العائلة .. بداية من ثلاثينيات القرن الماضى .. هذه العائلة التى هاجرت من المنطقة المتاخمة لشق القنال {قناة السويس} فى منتصف القرن التاسع عشر ما بين عام 1859\ 1862م لتقيم ب {عزبة} بوسط الدلتا هرباً من حياة السخرة أنذاك للحظة الآنية .. أما الشخصية الثالثة فهى شخصية {الصديق} الذى لم يبرح ديار {العزبة} والذى بدء مشوار حياته مع إنطلاقة حركة الضباط الأحرار {ثورة يوليو} , والتغيرات التى طرأت على المجتمع الريفى المصرى , وهو محور الصراعات والاحادث في الرواية من خلال أسرته الصغيرة , ومن ثم تنسحب هذه الاحداث على المجتمع المصرى ككل . ***