تنطلق أهمية فيلم (الجلد الذي أعيش فيه) أحدث إنتاجات المخرج الاسباني العالمي بيدرو المودوفار من استثنائية الفكرة التي تدور حولها كل أحداث الفيلم وتواترات السرد بين الواقعي والفلاش باك. وتبدو بصمة المخرج واضحة في كل التفاصيل رغم أن السيناريو مقتبس عن رواية تارا نتولا ل تيري جونكيت من حيث أن أسلوبية الطرح تجعل إشارات الاستفهام المباغتة مواجهة للمشاهد على مدار الفيلم والتعقيدات تتزايد إلى أن يتم حل كل التساؤلات بصور صادمة وحكائية بالغة الإبداع. وفي الفيلم الذي عرض مساء أمس ضمن تظاهرة مهرجان المهرجانات في كندي دمشق وكندي دمر يتخلى المخرج عن أسلوبيته المعتادة في أفلامه السابقة من حيث تناول مجال اجتماعي معين يعبر عن المجتمع ككل ويتمسك بالصخب الفردي الإنساني الذي يحتوي إبداعا ما ولو بالاتجاه السلبي فعلاقة الحب بين الطبيب والمريضة في البداية هي جزء من علاقة حب تربط ذات الطبيب بزوجته المتوفاة ثم ابنته المغتصبة ثم تتمحور مجمل العلاقات في الغرفة التي تحتضن المريضة ذات البشرة الرقيقة والتي كونها الطبيب من ذكر أراد الانتقام منه لأنه اغتصب ابنته. الإبداع الطبي الذي يظهره البطل خاصة بنظرية زراعة جلد مستمد من جينات حيوانية مضاد للحروق ولسعات الحشرات والملاريا ما هو إلا هوس عاطفي مستمد من الماضي كلما تقدم الفيلم في شرحه ووضع أسسه ازدادت الصدمات المتتالية للمتلقي باستثنائية الفكرة وتقنيات الطرح والصورة. ويتنقل الفيلم بين مكونات سينمائية فنية من الهوس إلى الجريمة والحب والقدر والمفارقات ضمن طقس يشوبه تضاد صورة وتراكب قيم حيث الطبيب العاشق والمجرم.. الشاب الضحية والمغتصب.. الأخ الضائع المقتول.. مجتمع علمي عاطفي تجاوز فيه العلم جدليات القيم والإنسان ما زال متقوقعا داخل جلده ذلك الجلد الذي بالإمكان تغييره. ويعود المخرج المودوفار بشريطه الجديد ليجتمع مع مواطنه بطل الفيلم انطونيو بانديراس بعد عشرين عاما من فيلمهما الأخير تاي مي اب00تاي مي داون ليكون الفيلم الجديد شريطا من الرعب ولكن دون صراخ حسبما وصفه مخرجه. ترى جوليا وهي خريجة إعلام أن الفيلم يغوص في الروائية متكئا على الغموض والمفاجأة في بعض تفاصيله كما أن أداء البطل هو الأيقونة الأساسية التي تجعله أقرب إلى الواقع والتجربة الإنسانية. بينما يلفت علي موظف في وزارة الثقافة إلى أن الفيلم يقترب من أفلام الخيال العلمي بما يقدمه من طروحات طبية وأبحاث جديدة على الطب في أغلبها وأن أهم ما يعتمد عليه الفيلم هو التفاصيل الدقيقة التي بحث ضمنها. المصدر : سانا