سأعشقك دوما يا وطني, و لو كبلوا في فؤادي الشعور, و لو قيدوني بكل القيود, سأظل إليك أحث المسير, و لو أبعدوني و لو هجروني, و لو قتلوا في كياني الضمير, و لو طال ليل السهاد علينا, و لو أخذوا من حياتي الكثير, و لو أرغموني البكاء طويلا, فلن يقتلوا في عيوني السرور, سأعشقك دوما يا وطني, و لو أبعدتني عنك الحدود, سأظل طفل هواك و ابن هذا الشوق البعيد, في أرضك كل العصافير تغني, و حتى الحجارة تلقي القصيد, و حتى البراءة في عين الطفولة, تروض كل فؤاد عنيد, حتى الصباح ذو طلة أخرى, حتى المساء في ثوب جديد, حتى الذكريات لها أنس و معنى, إذا ما نسيناها إلينا تعود, يا قبلة كل من لا قبلة له, يا وردة من حسنها غارت كل الورود, يا حسنك...هل حسنك صنع مخيلتي؟ تالله هو صنع العلي الودود, لتونس مجد كنا قد عرفناه, و عز أبى إلا الخلود, و دفئ عميق يمس القلوب, و سلم و أمن و حب يسود, سأعشقك دوما يا بلدي.. لأن هواك يأبى إلا الخلود !!!