تقيم اللجنة الثقافية باتحاد الكتاب فى السابعة مساء السبت القادم 21 يناير ب 11 حسن صبرى بالزمالك ندوة لمناقشة رواية ""وشم وحيد "" للروائى سعد القرش الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية و يناقشة النقاد الاستاذة الدكتور محمد حافظ دياب و الدكتور يسرى عبدالله و الدكتورة فاتن حسين و الدكتورة سامية حبيب يدير اللقاء الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف .. و رواية وشم وحيد هى الرواية الرواية الخامسة للقرش و الجزء الثالث من ثلاثية بدأت بأول النهار ثم ليل أوزير و أختتمت بشم وحيد .. كما صدرت له من قبل حديث الجنود و باب السفينة و سبق للقرش الفوز بعدة جوائز مهمة مثل الطيب صالح فى الرواية و ابن بطوطة فى أدب الرحلات. في كلمة الناشر نقرأ : تمضي الرواية في المراوحة بين عوالم كثيرة أرضية وروحية ، أرضية من معالمها القهر ، والموت والجثث التي تدفن تحت فحت «القناة» ، جراء استبداد «أفندينا» ، وروحية نقطة إشعاعها المرأة دائمًا ، كما يجري تداخل في الأزمنة ، يقترب من حد الهذيان في لحظات اليأس . يذهب سعد القرش إلى التاريخ القريب . وقت حفر قناة السويس ، وموت أبيه بين يديه فيها ، ليرصد إصرار الشخصية المصرية متمثلة في عائلة «عمران» . وفي هذه الرواية الجديدة «وشم وحيد» يرسخ سعد القرش ، طريقته الهادئة والمتأنية في السرد ، يحفر وراء شخصياته بدأب ، ولا يتعجل الوصول إلى هدفه ، حيث لا تتخفى الرواية وراء مقولات كبيرة ، ولا يؤطرها رأي مسبق ، ولا تحاول حتى أن تكون استعارة لواقع ، أو عن واقع ، يمكن تلمس تفاصيله ، وردها إلى أصولها الوقائعية ، أو ودوافعها النفسية . تنأى الرواية عن فخ التوثيق للشخصيات وأنماطها الحياتية ، التي تكاد تكون معروفة ، بل إنها - في الأساس - تأتي كرواية خبرة إنسانية ، كتبت بهذه الخبرة ، ولم تكتب الخبرة ذاتها ، وهذا ما فرض عليها أداء جماليًّا شكليًّا وموضوعيًّا محددًا . والرواية تستسلم لصيرورة الحياة وامتداداتها، لا تتوقف أمام شخص أو حدث باعتباره مركز الكون وحده ، حوله تدور الوقائع وإليه ترتد، بمفهوم الدّراما اليونانية الموروثة ، دراما البطل القدري ، الخالي من الشوائب ، فكل شخص وكل حدث جزء من نهر كبير متدفق اسمه : الحياة . «وشم وحيد» رواية إعادة البعث ، وتجدّد الخلق ، في الموت تولد الحياة ، وفي قلب الحريق يلمع النور ، وهي تيمة متكررة في عمل سعد القرش الروائي ، تُكون القوة في أعلى ذروة لها ، لحظة الضعف والإشراف على الموت ، والمشهد الذي يتذكره وحيد (بطل الرواية) لأبيه يحيى وأمه لحظة حريق أوزير في بداية الرواية (ص 8) يصلح كمفتاح لاختبار هذه الآلية في الرواية ففي لحظة الحريق الذي أتى على القرية ، ونجا منه يحيى وزوجته ، وهما في قمة الإنهاك والإشراف على الموت ، تصر الحياة على المقاومة. حياة وحيد في هذه الرواية ، عبارة عن رحلة طويلة تحلم بالعودة إلى المكان الأم «أوزير» لدفن جثة الأب الذي مات في حفر القناة ، رحلة البحث عن الجذور والتمسك بها ، «أوزير» تشكل حلمًا يدنو ليبتعد ، ويظل يراوغ وجدان «وحيد» ، يتكرر احتراقه ، ثم ما يلبث أن يحترق ، وهو خلفية لكل حدث في الرواية . في طريقه للإمساك بهذا الحلم ، يصطدم وحيد بغرائب وشخصيات ، تشكل ملامح رحلة حياة كاملة ، فتستمر الحياة ، ويستمر الألم ، ويخلق وحيد حياة جديدة في مكان جديد ، حتى يصل إلى الانغماس التام فيها ، ليشكل اختفاء أوزير من وجدانه ، نهاية عصور قديمة ، وميلاد حيوات أخرى ، هذه المرة في «مصر المحروسة» مع امرأة غريبة تتجدد بها حياة العائلة. شخصية «هند» إحدى محطات وحيد في الحياة ، هي نقيض شخصيته ، متورطة في الحياة ، لا تبحث عن ماضٍ ، ولا يعنيها ، إنها هنا وفقط ، «قالت إن رجلًا جاء بها إلى مصر المحروسة ، اشتراها أو أخذها مقابل علايق للدواب أو بضاعة ، وكان أبوها هاربًا بها من منسر أو عسكر أغاروا على البلدة وقتلوا كثيرين من أهلها ، ولم يستطع أبوها أن يدفن أمها ، ولا يعرف لها قبرًا ، ثم مات بالطاعون في الطريق ، وطرحوا جثته مع جمع من المرضى الهالكين، وأحرقت الجثث بالجير الحي في حفرة» . انتخابات مصر