يواجه العالم أزمة غير مسبوقة ناجمة عن جائحة مرض فيروس كورونا (كوفيد – 19)، التي تتطلب اتخاذ تدابير عالمية تقوم على الوحدة والتضامن وتجديد التعاون المتعدد الأطراف فقد اصابت الجائحة الجميع من مختلف بقاع الارض ،ولم تفرق بين ابيض او اسود وبين رجل و امراة ،صغيرا شابا او كهلا ، اصبح الجميع يتقاسم نفس الاعراض ،ونفس المخاوف بالفقد او اليتم او الترمل ، او الفقر ،في كل يوم نجد صفحات التواصل الاجتماعي تزدحم فيها الاحزان والالوان القاتمة ، فاصبح الجميع في هم واحد يتقاسمون نفس الكاس ،واصبحت دعاوى التوعية ضد الفيرس اللعين واجبة للجميع، فلم تفرق بين ثقافة واخرى او ديانة واخرى ، واصبح واجبا علي التعليم ان يعزز المناهج التعليمية باهمية نبذ العنصرية والتمييز ونشر روح التسامح والسلام . يجب علينا جميعا أن نسلم بأن التسامح والتعددية والاحترام المتبادل وتنوع الأديان والمعتقدات عوامل تعزز الأخوة الإنسانية. كما أن علينا أن نشجع الأنشطة المعززة للحوار بين الأديان ،والثقافات من أجل تعزيز السلام والاستقرار الاجتماعي ، واحترام التنوع وتوخي الاحترام المتبادل، وتهيئة بيئة مواتية لتحقيق السلام والتفاهم المتبادل على الصعيد العالمي وأيضا على الصعد الإقليمي والوطني والمحلي . وفي هذا الإطار، أحاطت الجمعية العامة للامم المتحدة علما بجميع المبادرات الدولية والإقليمية والوطنية والمحلية، حسب الاقتضاء، وبجهود الزعماء الدينيين، الرامية إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، كما أنها أحاطت علما كذلك باللقاء الذي جمع بين البابا فرنسيس والإمام الأكبر للأزهر، أحمد الطيب، في 4 فبراير 2019 في أبو ظبي، وأسفر عن توقيع الوثيقة بعنوان الاخوة الانسانية من اجل السلام العالمي والعيش المشترك توقيع الوثيقة المعنونة "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك وهي وثيقة ذات بنود تضئ الطريق للانسانية نحو السلام والتعايش السلمي بين الانسانية واختتمت بهذه الكلمات تَكُنْ وثيقتُنا نِداءً لكلِّ ضَمِيرٍ حيٍّ يَنبذُ العُنْفَ البَغِيضَ والتطرُّفَ الأعمى، ولِكُلِّ مُحِبٍّ لمَبادئِ التسامُحِ والإخاءِ التي تدعو لها الأديانُ وتُشجِّعُ عليها؛لتكن وثيقتُنا شِهادةً لعَظَمةِ الإيمانِ باللهِ الذي يُوحِّدُ القُلوبَ المُتفرِّقةَ ويَسمُو بالإنسانِ؛لتكن رمزا للعناق بين الشرق والغرب ، والشمال والجنوب ، وبين من يؤمن بان الله خالقنا لنتعارف هذا ما نامله ونسعي الى تحقيقه ؛ بغية الوصول الى السلام عالمي ينعم به ونتعاون ونتعايش كاخوة متحدين متحابين الجميع في هذه الحياة وقدِختمت الوثيقة باسماء الاجلاء الشيخ الاكبر للازهر الشريف احمد الطيب وقداسة بابا الفاتيكان فرنسيسي هذا العام ، وللمرة الأولى ، نحتفل باليوم الدولي للأخوة الإنسانية في سياق اسبوع الوئام العالمي بين الاديان ، مما يتيح الفرصة لتسليط الضوء على المبادئ والقيم الواردة في وثيقة الأخوة الإنسانية واستكشاف أفضل الممارسات لتنفيذها بوصفها طريق إلى المستقبل في أثناء عملية إعادة بناء العالم بشكل أفضل بعد جائحة كوفيد – 19. وينظم تحالف الأممالمتحدة للحضارات، بالشراكة مع البعثتين الدائمتين لمصر والإمارات العربية المتحدة لدى الأممالمتحدة وبالتعاون كذلك مع اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، فعالية معنونة ''طريق إلى المستقبل‘‘ للاحتفال بهذا اليوم الدولي في اثناء تلك الجائحة اتجه العالم نحو وسائل التواصل الاجتماعي ،في مقابل العزل وتوقف حركة الطيران بين الدول وتوقف الانشطة الثقافية من ندوات ومعارض فن تشكيلي وعروض السينما والمسرح والموسيقى ، نجد ان الجميع اجتمع يبث ثقافته من وراء الشاشات المختلفة واصبح التنوع الثقافي سيد الموقف بل ويسيطر عليه قلبا وقالبا فالجميع يبث ثقافته والجميع يتلقاها ،ومع هذا الزخم الثقافي تنوعت اذواق السلع والوانها وكيفية استخدام الاشياء، عند كل ثقافة وكيفية صنع الاطعمة ،ونصائح من هنا وهناك فهناك من تحكي طريقة صنع حلوى صحية واخر يحكي هزيمته للمرض ، واخرى تتحدث عن اخر ابحاثها الاجتماعية والعلمية ،واخرى تلخص كتابا واخر يترجمه ، وفي اثناء بث كل هذا الكم من المحتوى الانساني تقبل الجميع الاخر، بشكل انساني ولم يفكر من اخترع مصل الجائحة ، لمن يهبها وعن من يمنعها بل هي اختراعات تنقذ الانسانية ، وتعمل على صنع رفاهيتها مثل اختراع الموبايل وادماج الاجهزة المختلفة به فالجميع يستخدم تلك الاختراعات فلا فرق بين من يحملها ويستخدمها ويتمتع بها سواء كان جنوبيا او شماليا . وقد اوصت الجمعية العامة للامم المتحدة بضرورة تعزيز المناهج الدراسية بثقافة السلام وهي مجموعة من القيم والمواقف والتقاليد وأنماط السلوك وأساليب الحياة تستند إلى ما يلي: احترام الحياة وإنهاء العنف وترويج وممارسة اللاعنف من خلال التعليم والحوار والتعاون؛ الاحترام الكامل لمبادئ السيادة والسلامة الإقليمية والاستقلال السياسي للدول وعدم التدخل في المسائل التي تعد أساسا ضمن الاختصاص المحلي لأي دولة، وفقا لميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي الاحترام الكامل لجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية وتعزيزها؛ والالتزام بتسوية الصراعات بالوسائل السلمية؛ بذل الجهود للوفاء بالاحتياجات الإنمائية والبيئية للأجيال الحاضرة والمقبلة؛احترام وتعزيز الحق في التنمية؛ احترام وتعزيز المساواة في الحقوق والفرص بين المرأة والرجل؛ الاعتراف بحق كل فرد في حرية التعبير والرأي والحصول على المعلومات؛ التمسك بمبادئ الحرية والعدل والديمقراطية والتسامح والتضامن والتعاون والتعددية والتنوع الثقافي والحوار والتفاهم على مستويات المجتمع كافة وفيما بين الأمم .