نظمت البعثتان الدائمتان لجمهورية مصر العربية والإمارات العربية في الأممالمتحدة، بالشراكة مع تحالف الأممالمتحدة للحضارات، وبرعاية اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، احتفالية افتراضية و ذلك تأسيسا على تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 ديسمبر 2020، القرار A/75/200 بإعلان الرابع من فبراير يوما دوليا للأخوة الإنسانية من أجل تعزيز الوئام والحوار والاحترام المتبادل بين الأديان حول العالم. وفي كلمة وجهها إلى الاحتفالية، أشاد السيد غوتيريش بشكل خاص بجهود مصر والإمارات لمشاركتهما في تيسير الاحتفال باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، كما نوه بأهمية نشر الإعلان المعنون "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" الصادر في عام 2019. وكان القرار الذي جرى تقديمه برعاية كل من جمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة، بمثابة رد على تنامي الكراهية الدينية والتمييز والوصم، وتعزيزا للجهود والمبادرات الهادفة إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات بما في ذلك "وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" التاريخية، التي أصدرها ووقع عليها كل من قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب. وقال الأمين العام إن "هذا الإعلان، الصادر عن كل من قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب، هو نموذج للوئام بين الأديان والتضامن الإنساني. وأشكر كلا القائدين الدينيين على استخدامهما لصوتهما من أجل تعزيز الحوار بين الأديان والاحترام المتبادل والتفاهم بين مختلف الأديان." كما أكد غوتيريش أن الحاجة إلى هذه الروح باتت أقوى من أي وقت مضى، خاصة في هذه الأوقات العصيبة التي نمر بها. وفي كلمة مسجلة بالفيديو إلى الفعالية، تعهد فضيلة الإمام الأكبر، الشيخ أحمد الطيب، بمواصلة العمل مع قداسة البابا فرانسيس الذي وصفه ب"الصديق الدائم والشجاع على درب الأخوة والسلام"، وذلك "من أجل أن نجعل مبادئ الأخوة الإنسانية وأهدافها واقعا ملموسا." وقال الإمام الأكبر شيخ الأزهر: "إنني ليحدوني الأمل في أن يُمثل الرابع من فبراير من كل عام جرس إنذار وتنبيه يوقظ العالم وينبه قادته ويلفت أنظارهم إلى ضرورة ترسيخ مبادئ الإنسانية." ويُعد الاحتفال بأول يوم عالمي للأخوة الإنسانية في سياق الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان، فرصة لتسليط الضوء على المبادئ والقيم المتضمنة في وثيقة الأخوة الإنسانية واستعراض الممارسات الجيدة نحو تنفيذها كمسار إلى المستقبل بينما نُعيد بناء عالم أفضل. وقد عبر قداسة البابا فرانسيس عن هذا المعنى، بقوله في كلمته إلى الاحتفالية إنه "حان الوقت لأن نعترف بأن عالما من دون أخوة هو عالم من الأعداء." وتأتي الاحتفالية في توقيت وضعت فيه جائحة كوفيد-19 القيم الإنسانية المشتركة في اختبار صعب، حيث كشفت الجائحة عن أوجه عدم المساواة المتعمقة في المجتمعات. كذلك تشهد المجتمعات حول العالم انقسامات دينية وإثنية وثقافية، وسط تنام للكراهية الدينية والوصم والتمييز. وقال السفير محمد فتحي إدريس، مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة إن "العالم بات في حاجة متزايدة إلى حل يستند إلى الوحدة والتضامن وتعاون أكثر قوة على صعيد العمل متعدد الأطراف،" مضيفا، "لعلنا جميعا متفقون على أن المجتمع الدولي في أمس الحاجة إلى تعزيز التسامح والتعايش السلمي وحوار الأديان بين المجتمعات." وبدوره نوه السيد ميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي لتحالف الأممالمتحدة للحضارات بأهمية الاحتفال بيوم الأخوة الإنسانية في مواجهة مشهد عالمي منقسم. وقال: "لسنا بصدد مواجهة تبعات جائحة فحسب، وإنما نحن نواجه كذلك تفشيا لفيروس الكراهية والتمييز والتعصب."