أصدرت مجلة الرافد الإماراتية مع عدد سبتمبر 2012 المجموعة القصصية الأولى (نشيد الخلاص) للكاتب خليل الجيزاوي بكتاب الرافد رقم 33، وهو كتاب يصدر مجانًا مع مجلة الرافد الثقافية الشهرية التي تصدر عن دائرة الثقافة والإعلام بإمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وجاء الكتاب في 164 صفحة من القطع المتوسط، وكتاب الرافد "نشيد الخلاص" هو مجموعة من القصص القصيرة تضمنت 19 قصة وهم: (نشيد الخلاص، حلم النهار، مواسم العشق، مسعود الطحان، لغة العيون، أيام العز، خبز الأحبة، الآخر، الحدود، عصفور، أحلام، لهفة، اغتراب، توقيعات على دفتر العشق، بيت العنكبوت، صباح الحزن النبيل، الخيول، فيضان، حلم) . وعن المجموعة القصصية كتب الكاتب علاء البربري قائلا: لا يعرف الشوق والصبابة إلا من يقرأ نشيد الخلاص للكاتب خليل الجيزاوي فهنا ومنذ القصة الأولي حالة من الحب كلما قرأنا عن تفاصيل لوعتها الذكورية من شوق لدفء المعشوق إلي تبريد ذاتي لحمي الجسد (تحت الدش): (تشكو حالك.. تطلب العودة للنوم في غرفتك، إيه شغل المراهقين ده، شعرك شاب.. اكبر بقي... تلمسها مازحًا، وهي تقف في المطبخ، أنت جاي منين كده سخن قوي! ادخل الحمام خد دش عشان تعرف تنام!) ويمضي الراوي بضمير المخاطب ممزقًا بين إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان في تجربة طلاق صامت مبتور تنتهي بالاستسلام إلي الدفء, والإمساك بمعروف، ولكن ما يهم هنا هو الصراع الذي ينقله كاتبنا ببساطة مرئيات يشاهدها من باعة ينادون الوداع يا بطيخ, مشمش العمار يا مشمش، أو قائدي الميكروباصات السيدة جيزة السيدة، أو ببساطة حوار تقول فيه الزوجة التقليدية ساخرة للزوج المغامر هاوي الأدب, قراءة وكتابة: (الخدامة تعبت يا سيدي, هات لك خدامة تانية تقف لك زنهار وراء الباب!)، ولكن ما الذي يجعل الكاتب خليل الجيزاوي ينساق وراء قوالب لغوية تشكل مطبات اصطناعية في مسيرة السرد السهل/ الممتنع؟ هنا في ص16يقول: (يا لقسوة الحياة! إن العيش بجوار بناتك جنة رغم العناد...)،وفي ص39: (كاد النهار أن ينتصف!) والأمثلة عديدة!، ومع هذا فثمة واصف من الطراز الأول ينقل تفاصيل المشهد بأمانة معايش وفنية قاص محترف، ففي قصة مسعود الطحان ص47 يقول واصفًا بطلها مسعود: (يتكئ عم مسعود بظهره المقوس وعمره السبعيني للحائط الطيني الكالح, ترتعش يده اليمني النافرة العروق, تسوي الأرض, تزيح الحصوات الصغيرة, بوهن وضعف يقعد متربعًا, يلم جلبابه الممزق, يكبس طاقيته المبرومة الحواف, المعروقة في رأسه الخالية من الشعر) أي صورة هذه تستعصي علي الفن السابع غازي السرديات. الجدير بالذكر أن قصص (نشيد الخلاص) حازت جائزة الكاتب محمود تيمور بالمسابقة التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة عام 2002 عند صدور طبعتها الأولى عام 2000 عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة.