تصريحات لوبان ضد الحجاب والقلنسوة (كيبا) تثير حفيظة اليهود والمسلمين في فرنسا أثارت اقتراحات زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، أمس، حفيظة يهود فرنسا ومسلميها، وهذا بعد أن دعت إلى حظر الحجاب والقلنسوة (كيبا) اليهودية في فرنسا. وعقّب زعماء من المجتمعين، اليهودي والإسلامي، على اقتراحات لوبان بأنها "تطرف مرفوض". واقترحت لوبان خلال مقابلة مع التلفزيون الفرنسي، حظر غطاء الرأس الإسلامي من الحيز العام كليا، وحين سئلت عن القلنسوة (كيبا) اليهودية، قالت: "ماذا سيقولون عني في حال دعوت إلى حظر الزي الإسلامي فقط؟ سيحرقونني بحجة انني أكره الإسلام". وطلبت لوبان من يهود فرنسا "تقديم تضحية صغيرة" وهي التخلي عن وضع القلنسوة، معتبرة التضحية من أجل المساواة في فرنسا. وأوضحت الزعيمة المتطرفة، سياسيا، موقفها قائلة: "نظرتي على العلمانية أوسع مما يحوي القانون في فرنسا"، وأضافت "علينا أن نمنع القلنسوة اليهودية كذلك باسم المساواة، رغم أنها لا تشكل مشكلة في بلادنا". وقال رئيس المنظمات اليهودية في فرنسا، ريشار فرسكيا، "إن تصريح لوبان شأنه أن يثير النزاعات في الدولة"، وأضاف قائلا " هي علمانية متطرفة بالضبط مثل المتدينين المتشددين (الأصوليين)، وأنا أعارض تطرف الجهتين". وانتقد حاخام فرنسا الأكبر، الرابي جيل برنهيم، أقوال لوبان، وهذا لأجل ربطها بين القلنسوة اليهودية والحجاب الإسلامي. وقال الحاخام : "لم يفرض اليهود أبدا على أي شخص، أن يلبس القلنسوة. لا أدري لماذا تتحدث (لوبان) عن صلة كهذه، وتضلل الناس. كلامها مؤسف للغاية". ورد كذلك زعماء من المجتمع الإسلامي في فرنسا، إذ قال رئيس المنظمات الإسلامية في فرنسا، محمد مساوي، "من يقترح حظر الحجاب والقلنسوة اليهودية، يقترح عمليا أن تتحول فرنسا إلى دكتاتورية". وقالت زعيمة اليمين المتطرف في المقابلة: "الحال تغيّرت في فرنسا. في السابق، ساد توازن دقيق بين الأديان، ولكن الهجرة غيّرت الأوضاع". وأسهبت لوبان الكلام: "الزي التقليدي والحجاب الإسلامييْن يثيران التوتر في فرنسا. لقد باتت فرنسا ضحية لجماعات سياسية متطرفة، وهذا لعجز الأحزاب الحاكمة في التعاطي مع هذه المشكلة". وقال مراقبون في فرنسا إن لوبان انتهزت التوتر الراهن بين المسلمين في فرنسا وبين الحكومة التي منعت كثيرين منهم التظاهر، إثر الفيلم المسيء للإسلام "براءة المسلمين"، وكذلك بعد رسم الكاريكاتور الساخر من النبي محمد، في مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية. وسبق أن أقرّ البرلمان الفرنسي قانونا يحظر إبراز "رموز دينية " مثل القلنسوة والحجاب في المدارس الحكومية، وكذلك في المرافق الحكومية. ولكن السياسيين في فرنسا يظنون بأن لوبان تهاجم الديانات، بدل أن تدافع عن العلمانية في فرنسا. "الدفاع عن العلمانية لا يعني إلغاء الدين من المجتمع"، قال عضو البرلمان، جان مري كوبه، حول تصريحات لوبان، وذكر أن حزبه كان من المساهمين في حظر الحجاب (برقع) عن المؤسسات الحكومية، في إشارة إلى أن اقتراحات لوبان متطرفة للغاية. وتحاول لوبان ان تظهر صورة مختلفة لحزبها، وتركز جُل هجماتها على الإسلام المتطرف، بعد أن اتهمها كثيرون بالتطرف، وأن حزبها معاد للسامية. وعلّقت منظمات تناهض العنصرية في فرنسا، على تصريحات لوبان، قائلة إن الأخيرة لا تتوقف بتاتا عن الوعظ للكراهية ولتفوق المسيحية. "إنها لا تؤمن بالمساواة. بل تريد ان يسيطر المسيحيون الكاثوليك على الآخرين. هذه ليست علمانية"، قال رئيس الحركة الفرنسية المناهضة للعنصرية