في تلك اللحظة المشتعلة إقليميا وعالميا والتي لا تحتمل المواربة أو التعامل مع الأمور بمنطق التسويف أو الوقوف على الحياد؛ فإن وزارة الثقافة المصرية تعرب بكل الضيق والاستهجان عن رفضها القاطع لكل الممارسات المؤدية إلى أي شكل من أشكال الإساءة للأديان والمعتقدات والرسل والأنبياء. وفي هذا السياق، فإن وزارة الثقافة المصرية بكل قياداتها وعامليها، تعلن عن رفضها واشمئزازها واستنكارها لما قامت به مجموعة من المشبوهين والموتورين (والمدفوعين بأياد مريبة ونوايا خبيثة) من إخراج فيلم رديء ومسيء للتاريخ والدين الإسلامي ولشخص الرسول الكريم سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، بل وللقيم الإنسانية التي عرفتها الثقافات والحضارات الإنسانية على مدار التاريخ؛ وترى وزارة الثقافة أن هذه المحاولة إنما تستهدف، بشكل لا يدع مجالاً للشك، إثارة الفتن وزعزعة السلم والأمن العالمي، وأنها تتجاوز مجرد محاولة مجموعة من المتطرفين الجهلاء وكارهي الإسلام، إلى مخططات أبعد غورا تخدم مصالح جماعات عالمية معينة. ذلك أن اختيار توقيت عرض الفيلم بالتزامن مع ذكرى الحادي عشر من سبتمبر، ومع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية، ومع تبدل الخريطة السياسية للحكم في بلدان الربيع العربي؛ هذا الاختيار يكشف ما يكمن خلف هذا الحدث الإجرامي الوضيع. ولذلك فإننا ندين هذا الحدث المشبوه، والخارج عن الشرعية والقانون والأخلاق، بل الخارج عن كل القوانين الدولية التي تجرِّم ازدراء الأديان، كما تهيب الوزارة بالمجتمع الدولي والمنظمات العالمية الحقوقية، إلى أن تتصدى بالمسؤولية الواجبة، لهذه المحاولة المسيئة، وإلى أن تسارع بمحاسبة مرتكبيها، وتعمل على منع تكرارها. إن الوطن يمر بمنعطف خطير، وإن كثيرا من التحديات التي تواجهه تستهدف النيل من ثورة 25 يناير؛ لذا فإننا نناشد جموع المثقفين والمواطنين كافة؛ ألا يُستدرَجوا إلى حالة من العنف المضاد، وأن يعبروا عن مشاعرهم المتأججة بكل السبل الحضارية، التي تحول دون تحقيق أهداف المتربصين بهذا الوطن وبثورته العظيمة. والله والوطن من وراء القصد...