أوضح بطريرك انطاكية وسائر المشرق الماروني بشارة الراعي يوم الخميس، ان "المسيحيين في سوريا ليسوا مع النظام الحاكم في بلدهم بل مع الاستقرار". وقال الراعي في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية (ا ف ب) إنني "أحب أقول للغربيين، الذين يقولون لنا انتم المسيحيين مع النظام السوري او مع نظام صدام حسين، ان المسحيين مع السلطة وليسوا مع الانظمة"، مضيفا "المسيحيون ليسوا مع النظام بل مع السلطة وهناك فارق كبير بين السلطة والنظام". واوضح الراعي أنه "عندما اطيح بصدام حسين خسرنا مليون مسيحي ليس لان النظام سقط، بل لان السلطة ذهبت ووقع فراغ، وفي سوريا الامر ذاته حيث انه لا يهمهم النظام بل انهم خائفون من اي سلطة تأتي بعد ذلك". وكان البطريرك الماروني قال آذار الماضي، إن سورية هي الأقرب إلى الديمقراطية في العالم العربي وهي ككل البلدان بحاجة إلى إصلاحات يطالب بها الشعب وأعلنها الرئيس بشار الأسد منذ آذار 2011، مشددا على أنه لا يمكن تحقيق إصلاحات بالسلاح. واعتبر الراعي ان "الاضطرابات في المنطقة على قدم المساواة المسلمين والمسيحيين، الا ان اثرها يبدو جليا اكثر على المسيحيين بسبب عددهم القليل"، مشيرا إلى أنه "مع الاسف يتعرض المسيحيون لاعتداءات في اماكن مختلفة في المنطقة مثل مصر والعراق، وفي سوريا لقوا نفس المصير"، مضيفا انه "في حمص وحلب حين يكون هناك قصف يغادرون". وتابع البطريرك الماروني ان "من يعتدي علينا ليس الاسلام المعتدل، والاسلام المعتدل هو الاغلبية، من يعتدي علينا هم الاصوليون". وكان الراعي حذر مؤخرا، مما أسماه سيطرة "الأصولية الإسلامية" على الحكم في سوريا حال رحيل النظام الحالي ما يشكل، وفقا للراعي، "خطرا على مسيحي سوريا"، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة لدى زعماء دول غربية. كما قال في مقابلة مع إذاعة مونت كارلو، خلال زيارته فرنسا العام الماضي، فيما يتعلق بتأثير النظام في سورية على الأقلية المسيحية إن الكنيسة لا تتلون بأي نظام، بل تريد أن تكون الأنظمة السياسية حامية لحقوق المواطنين، ونسأل إذا النظام يصنع عدالة اجتماعية، ويعطي المواطنين حقوقهم الأساسية ويحترم التعددية في المجتمعات، فإذا كان متشدد ومتعصب دينيا، وديكتاتوري، فنحن نرفضه، وإذا كان نظام تفتيت وحرب أهلية، نرفضه أيضا. ويأتي هذا التصريح قبل ايام قليلة من زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر للبنان المقررة الى هذا البلد بين 14 و16 ايلول الجاري. وتتصاعد وتيرة المواجهات المسلحة في سوريا منذ بداية الأزمة السورية في آذار من العام الماضي، بين الجيش السوري وعناصر "الجيش الحر"، الأمر الذي أدى إلى سقوط آلاف الضحايا, وتشريد مئات آلاف آخرين، في حين ينقسم المجتمع الدولي في إيجاد حل للأزمة في سوريا. سيريانيوز