ارتبطت مهنة المسحراتي بشهر رمضان الكريم والمسحراتي لقب يُطلق على الشخص الذي يأخذ على عاتقه إيقاظ المسلمين في ليالي شهر رمضان لتناول وجبة السحور. كان أول من تولي هذه المهمة الصحابي الجليل بلال بن رباح أول مؤذّن في الإسلام فكان يظل يجوب بالطرقات مناديًا بصوته الجميل حتي يحين أذان الفجر فيؤذن بالصلاة و كان ابن أم مكتوم يساعده في التسحير فكانت مهمته الإمساك عن تناول الطعام فيتبعه الناس في ذلك. منذ ذلك الحين أصبحت مهنة المسحراتي مهنة رمضانية متعارف عليها مارسها العديد من المسلمين الأوائل كان أشهرهم الزمزمي في مكة الذي تولي مهمة إيقاظ المسلمين لتناول السحورفكان يصعد إلي المئذنة معلنًا من فوقها بدء السحور، وفي كل مرة يكرر فيها النداء ،كان يدلي بقنديلين كبيرين معلقين في طرفي حبل يمسكه في يده حتي يشاهدهما من لا يسمع النداء.و أول من نادى بالتسحير في مصر عنبسة ابن إسحاق عام 228 ه /842م وكان يذهب ماشيًا من مدينة العسكر إلى جامع عمرو بن العاص وينادي النّاس بالسحور. ومنذ تلك الفترة أصبحت مهنة المسحراتي في مصر تلقي احترامًا وتقديرًا بعد أن قام بها الوالي بنفسه. ًوفي عهد الدولة الفاطميَّة كانت الجنود تتولى الأمر وبعدها عينوا رجلًا أصبح يعرف بالمسحراتي كان يدق الأبواب بعصا يحملها قائلًا :يا أهل الله قوموا تسحروا فأول من أيقظ النّاس على الطّبلة هم أهل مصرفكان المسحراتي يجوب شوراع القاهرة وهو يحمل طبلة ويدق عليها بقطعة من الجلد أو الخشب وغالبًا ما كان يصاحبه طفل صغير ممسك بمصباح ليضئ له الطريق فأصبح المشهور عن المسحراتي هو حمله للطبل أو المزمار ودقها أو العزف عليها بهدف إيقاظ الناس قبل صلاة الفجر. ومن أشهرعبارات المسحراتي يانايم وحّد الدّايم يا غافي وحّد الله يا نايم وحّد مولاك اللي خلقك ما ينساك قوموا إلى سحوركم جاء رمضان يزوركم ومنها أيضًا أصحي يا نايم وحد الدايموقول نويت بكرة إن حييت الشهر صايم والفجر قايم ورمضان كريم. وقول نويت بكرة إن حييت الشهر صايم والفجر قايماصحي يا نايم واحد الرازق رمضان كريم مسحراتي علي طريقة منقراتي ورا الحقيقة ستين دقيقة فكل ساعةما هيش براعة لو فن دام في كل كلمة من الكلام اصحي يا نايم وحد الدايم السحور يا عباد الله يا نايم أذكر الله يا نايم واحد الله.