القوة الناعمة Soft power هو مفهوم صاغه جوزيف ناي من جامعة هارفارد لوصف القدرة على الجذب والضم دون الاكراه أو استخدام القوة كوسيلة للاقناع. في الآونة الأخيرة، تم استخدام المصطلح للتأثير على الرأي الاجتماعي والعام وتغييره من خلال قنوات أقل شفافية نسبياً والضغط من خلال المنظمات السياسية وغير السياسية. إذ قال جوزيف ناي أنه مع القوة الناعمة ” أفضل الدعايات ليست دعاية”، موضحاً أنه وفي عصر المعلومات، تعد “المصداقية أندر الموارد”. صاغ جوزيف ناي هذا المصطلح في كتابه الصادر عام 1990 بعنوان “مُقدرة للقيادة: الطبيعة المتغيرة للقوة الأميركية”. قام بتطوير المفهوم في كتابه الصادر عام 2004 بعنوان “القوة الناعمة: وسائل النجاح في السياسة الدولية”، يستخدم المصطلح حالياً على نطاق واسع في الشؤون الدولية من قبل المحللين والسياسيين. القوة الناعمة تعني أن يكون للدولة قوة روحية ومعنوية من خلال ما تجسده من أفكار ومبادئ وأخلاق ومن خلال الدعم في مجالات حقوق الإنسان والبنية التحتية والثقافة والفن، مما يؤدي بالآخرين إلى احترام هذا الأسلوب والإعجاب به ثم اتباع مصادره. وفى المجال الثقافى والفنى احتضنت القاهرة أهم صناعة للسينما في المنطقة العربية، وأصبحت محط أنظار الرواد الأُوائل في فنون التمثيل والإخراج والإنتاج والتصوير، حتي صارت اللهجة المصرية هي الأكثر شعبية وانتشارا بين الجماهير العربية، بما يجعل السينما المصرية وتراثها الزاخر أحد أهم أدوات القوة الناعمة المصرية التي أوصلت تأثير مصر الثقافي والفني والفكري إلي كل بيت عربي. ومن أبرز الأفلام التي سطرت تاريخ السينما المصرية فيلم (أولاد الذوات) الذى عرض في 14 مارس 1932، وكان أول فيلم مصري وعربي ناطق في تاريخ السينما المصرية والعربية وشارك في بطولته يوسف وهبي، دولت أبيض، سراج منير، أمينة رزق، أنور وجدى، إخراج محمد كريم. والواقع أن صناعة السينما في مصر تبدأ منذ عام 1917، ففي هذا التاريخ تألفت بمدينة الإسكندرية شركة لصناعة الأفلام وعرضها وكان مؤسس هذه الشركة، ومن أفرادها محمد كريّم… واستطاعت هذه الشركة أن تقوم بإخراج فيلمين في تلك الفترة ….هي ” الأزهار المميتة ” و” شرف البدوي ” وقد عرض هذان الفيلمان بمدينة الإسكندرية في أوائل عام 1918. وهذان الفيلمان هما بداية صناعة السينما في مصر … وبداية التفكير في خلق هذه الصناعة وتطورها بعد ذلك، وقيل أن ينتهي عام 1918 جاء بعض الأجانب واستعانوا ببعض هواة الفن بحي سيدنا الحسين في القاهرة لإخراج أفلام سينمائية. وفي عام 1921-1922 ظهر فصل سينمائي من إنتاج وتمثيل ” فوزي منيب ” مكّون من فصلين تحت أسم ” الخالة الأمريكانية ” لجورج بنيت. كانت هذه هي محاولات السينما المصرية حتى عام 1923 وبالتحديد ظهور ممثلين مصريين في أفلام تعرض أمام الجمهور المصري… أما ظهور الفيلم المصري، الفيلم الذي يقوم على القصة ذات الحبكة السينمائية، فكان فيلم ليلى الذي قامت ببطولته ” عزيزة أمير ” . وقد عرض هذا الفيلم بالقاهرة عام 1927 وتعتبر ” عزيزة ” هي الرائدة الحقيقية للسينما المصرية. وفي عام 1928 ظهر فيلم ” سعاد الغجرية ” ثم فيلم ” فاجعة فوق الهرم ” ل فاطمة رشدي من إخراج ” إبراهيم لاما ” وظهر أيضاً فيلم ” غادة الصحراء ” للسيدة آسيا. وفي أواخر عام 1928 ظهر الفيلم المصري الأول للدكتور محمد حسين هيكل … بعنوان ” زينب ” من إخراج محمد كريّم، ثم جاء الفيلم الغنائي الثاني ” الوردة البيضاء ” للموسيقار محمد عبد الوهاب وإخراج محمد كريّم … وقد قام محمد عبد الوهاب بدور البطولة في هذا الفيلم مع ” سميرة خلوصي ” ، وهنا تتوطد علاقة الحب بين رجاء ابنة إسماعيل بك وجلال الذي كان يعمل لدى أبيها، وهو لم يكمل تعليمه، وعندما يعلم إسماعيل بك بهذه العلاقة، يفصل جلال من العمل، تعاني رجاء من زوجة أبيها. يحترف جلال الغناء في الوقت الذي تمارس فيه دولت زوجة إسماعيل بك الضغوط والحيل على رجاء للزواج من أخيها شفيق. وكان هذان الفيلمان هما بداية السينما الناطقة بعد فيلم ” أولاد الذوات “.