هناك أشياء لم تفهمها، لحظات لا تهتم لما يحدث حولها، كلمات يكون وقعها سبباً لسعادتها، وأحياناً أخرى تصبح بمثابة كل الأذى والألم. أحلام لا يمكن أن تنساها. أغانِ عندما تسمعها لا يتوقف إصبعها عن ضغط ذلك الزر الذى يرمز إلى “إعادة التشغيل” . وعلى النقيض هناك أغانِ لا تريد أبداً الإقتراب منها. أماكن عندما تمر بجوارها تتذكر في ثوانٍ كل التجارب، والخبرات التي مَرت بها، تلك الخبرات التى أكتسبتها وساهمت في تكوين شخصيتها، وتساعدها الأن فى إكمال مسيرة حياتها. هناك أناس تفتقدهم كثيراً، لكنها لا تعلم إن كانوا يفتقدونها، أم أنهم كانوا مجرد دروساً لها حتى تعيِ أهمية مُصطلح “الإكتفاء” .تتذكر المشاعر التي لم تتمكن يوماً من السيطرة عليها والتى بسببها تجد نفسها متغيرة المزاج . تلك الصرخة الغريبة التى تكمنُ بداخلها، ليست تلك التى تعني “فلينتهي هذا الأمر”، بل تلك التى تدل على، “أريد أن أفهم ما يحدث لي ،”. هناك أيام ظنَ فيها الجميع أنهم يعرفونها حق المعرفة، ظنوا أنها قريبة منهم، ولكن الواقع كان مُختلف، فلم يعرفها أحد، لم يفهمها يوماً أحد، ذلك لأنها لم تقترب البتةِ من أحد، كانت هناك ساعات تشعر فيها بعدم الوجود، تعطى لنفسها بضع دقائق لتدرك فيها ما فاتها، وثوانيِ تتمنى لو يوماً يعود بها الزمن حتى تصحح ما ارتكبته من أخطاء فى حق “رُوحِها”. كانت ترى أن مقولة “الوقت يشفي جميع الجروح مقولة ” خاطئة. لم تكن على وفاق تام مع هذه المقولة، لأنها كانت على إقتناع بأن الإنسان يتعلم فقط كيفية التعايش معها. ففي حياة كل شخص لحظات تتوقف فيها الأرض عن الدوران، لأنها عندما تدور تجد أن لا شيء يكون كما كان من قبل.