محاضرات وندوات وأمسيات وورش عمل طوال العام أعلنت دار الآثار الإسلامية عن انتهاء فعاليات موسمها الثقافي السابع عشر وأقامت بهذه المناسبة احتفالية ثقافية دعت فيها نخبة من مثقفي الكويت متذوقي الفنون وأصدقاء الدار. دار الآثار الإسلامية مؤسسة ثقافية غير هادفة للربح فتحت أبوابها أمام الجمهور في 23 فبراير عام 1983، اختارت مقرا لها في متحف الكويت الوطني لتعرض فيه بعضا من مجموعة الصباح الأثرية التي يتملكها الشيخ ناصر صباح الأحمد والشيخة حصة صباح السالم الصباح التي تشغل منصب المشرف العام على الدار. وكل عام تقدم الدار موسما ثقافيا تبدأ فعالياته من سبتمبر الى مايو من العام الذي يليه، تستضيف الدار خلاله نخبة من العلماء والمفكرين والباحثين في مجال الفنون الإسلامية والتراث، وتحرص الدار على تنوع المحاضرين والموضوعات التي تقدم في كل محاضرة. وتضيف الدار خلال موسمها الثقافي أمسيات موسيقية بإشراف جماعة الموسيقى في الدار والتي تقدم تنوعا جماليا زاخرا بالموسيقى الكلاسيكية العالمية وموسيقى التراث الكويتي الى جانب بعض من موسيقى الشعوب. دار الآثار الإسلامية هي إحدى قطاعات المجلس الوطني للفنون والثقافة والآداب وهي الجهة الراعية للثقافة في الكويت، وتقدم الدار تعاونا ثقافيا مع المجلس إضافة الى التعاون القائم مع بعض السفارات الأجنبية والعربية في الكويت. الموسم الثقافي يقام في مركز الميدان الثقافي الذي يحتضن الفعاليات الأسبوعية إضافة الى مركز الأمريكاني الثقافي الذي يستضيف أيضا بعض الفعاليات،والمركز افتتحه منذ عام صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح خلال شهر نوفمبر الماضي. يحتوي المركز الذي عكفت الدار على إنشائه وتجهيزه على متحف مجموعة الدار من الهند المغولية الإسلامية، والتي طافت لمدة عشرة أعوام في متاحف العالم المختلفة قبل أن تستقر في المركز، بالإضافة الى احتوائه على عرض دائم سمعي وبصري، وللعلم فإن المركز شيد في أقدم مبنى معماري والذي كان أول مستشفى للإرسالية الأمريكية في الكويت خلال القرن الماضي. أما محاضرات الموسم السابع عشر 2011- 2012 فلقد ناقشت الاهتمامات الفنية والمعمارية والقضايا الحضارية والتراثية والتاريخية، الى جانب الأمسيات التي قدمت وقفات مع الموسيقى الكويتية والأصالة العربية والكلاسيكيات العالمية. والجدير بالذكر أن محاضرات الدار في موسمها السابع عشر انطلقت بمحاضرة الدكتور زياد طارق رجب من متحف طارق رجب الذي ألقى الضوء على كسوة الكعبة المشرفة في متحف طارق رجب. وناقش أسلوب صناعتها وتنوعاته خلال قرون مضت. وذهبت محاضرات الدار بعيدا قليلا لتلقي الضوء على المشهد الموسيقي في الحجاز، الدكتورة ليزا أوركوفتش كان لها وقفة مع الموسيقى التقليدية في غرب المملكة العربية السعودية. أما المرأة ودورها في الإسلام، وأهميته كمحور هام لشرح قيم المساواة في القرآن الكريم فلقد ألقت الضوء عليه الدكتورة سعاد علي وناقشت أهمية القيم واحدث الدراسات التي قدمتها عالمات مسلمات. لقد شمل الموسم الماضي محاضرين من جهات مختلفة منها الجامعات والمتاحف ومن مختلف الدول وأكثر من 18 جهة، فعلى سبيل المثال شارك في الموسم جامعة لندن، جامعة سراييفو، جامعة ميتشاجن، جامعة الكويت، مكتبة الإسكندرية، هيئة التنقيب الألمانية ومتحف جوجنهام. وعن التوجه العام لفعاليات الموسم القادم فسوف لن تكون أقل من ذلك، حتى الآن ادخل ضمن البرنامج ثمان جهات منها، متحف مسجار في الدانمارك، مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، جامعة هارفرد، متحف لوس انجلوس، جامعة وارسو وغيرها. كما وسيكون كذلك للموسيقى حضورها وللأطفال والمسرح برامجهم المتنوعة. وقال السيد بدر البعيجان، رئيس اللجنة التأسيسية لأصدقاء دار الآثار الإسلامية أن الخطوط العريضة قد وضعت لدعوة نخبة من علماء التاريخ والفنون لإلقاء محاضرات من مختلف جامعات العالم وأضاف أن الموسم المقبل سيهتم بأنماط فنية جديدة ستضاف الى الفعاليات الأسبوعية التي تقدمها الدار خلال موسمها الثقافي، فضلا عن ورش عمل ستقدم العديد من البرامج التعليمية للأطفال وسيزخر الموسم المقبل بعروض مسرحية تقدم للمرة الثانية بعد نجاح العروض الفائزة بمهرجان المسرح الكويتي إيمانا من الدار بأهمية المسرح ودورها التثقيفي والمجتمعي في إثراء حركة الفكر في المجتمع الكويتي. كما أفاد السيد البعيجان بأن نادي الكتاب سيكون كأحد الروافد التي تقدم للعام الرابع على التوالي ويناقش مجموعة من الإصدارات العالمية الحديثة بالشرح والتحليل. وأشار الى ان المشرف العام الشيخة حصة الصباح قد بدأت بالفعل بالتحضيرات الأساسية للموسم المقبل الذي سيبدأ من سبتمبر 2012 وحتى شهر مايو من العام القادم 2013، وستكون للأمسيات الموسيقية ودعوة الفرق العالمية الكلاسيكية نصيب في الموسم القادم من الإضافات الجديدة من الموسيقي المختلفة والتراثية التي تهتم بالموسيقى الكويتية وتاريخها.