كانت رحلة جميلة وحلوة خلال زيارتي الأخيرة الى رام الله رافقت بها شقيقي جهاد الى أطراف بلدة دير السودان، هذه القرية الجميلة من محافظة رام الله والبيرة والتي ما زالت تحوي اثارا قديمة وبيوت تراثية وتروى عنها حكايات وتقع على بعد 18كم من رام الله، حيث مزرعة هادئة يتضمنها مجموعة من الأصدقاء، وحيث الطبيعة الجميلة والجبال المزروعة بالزيتون عبر مدرجات ومصاطب تاريخية ابدع فيها الفلاح الفلسطيني لكي يحافظ على التربة من الانجراف، وفي الوادي تجلى ابداع الخالق من خلال عملية الحت المائي اثناء جريان الأودية بموسم الشتاء، فتركت المياه لوحات جميلة على المصاطب الصخرية في أسفل الوادي، وبين الأشجار على الجهة المقابلة بيت من الحجارة والتي كان الناس يستخدمونها في مواسم قطاف الزيتون حين لم تكن المواصلات متوفرة، فتذكرت الكثير من هذه البيوتات التراثية والتي كنا نسميها “القصر” في طفولتنا. كان لقاء طيبا مع الأصدقاء وغداء من المشاوي الشهية على الفحم والشاي والقهوة على الحطب، وفرصة جميلة لعدستي لتوثيق هذا الجمال الطبيعي، وقبل أن نغادر كان القمر رغم ضوء النهار مقتربا والجو صافٍ، فالتقطت عدستي بعض اللقطات لقمر دير السودان أيضا قبل أن نغادر عائدين الى رام الله.