أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في أول اجتماع وزاري لحكومته الجديدة عن تخفيض راتبه الشهري ورواتب وزراء حكومته بنسبة 30% في إجراء رمزي يهدف للقطع مع سياسة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي رفع راتبه عندما تسلم السلطة في 2007 بنسبة 170%. قرر الرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند الخميس خفض راتبه ورواتب وزرائه 30%، في اجراء رمزي يرمي الى احداث قطيعة فعلية مع نهج سلفه نيكولا ساركوزي. وقد ترأس الرئيس الاشتراكي للمرة الاولى اجتماعا لمجلس الوزراء في قصر الاليزيه، غداة تشكيل حكومته التي تضم بالتساوي 17 امرأة و17 رجلا. وطلب رئيس الوزراء جان-مارك ايرولت من اعضاء حكومته توقيع "ميثاق شرف". فهم لن يستطيعوا ان يجمعوا مع منصبهم الوزاري منصب رئيس بلدية او رئيس منطقة على سبيل المثال، على ان يجنبوا انفسهم اي نزاع مصالح. ولدى الخروج من الاجتماع، شدد الوزراء على ضرورة ان تشكل الحكومة "قدوة" وعلى علانية هذا الاجتماع الاول. وقالت المتحدثة باسم الحكومة، الوزيرة نجاة فالو-بلقاسم (34 عاما) التي تحمل الجنسيتين الفرنسية والمغربية، ان "الفعالية والقدوة الحسنة هما شعار هذه الحكومة". وبعد اسابيع على انتخاب نيكولا ساركوزي في 2007، ارتفع راتب رئيس الدولة 17% لمطابقته مع راتب رئيس الوزراء. وتعتبر السلطة الجديدة ان الازمة تتطلب تضحيات من اجل الفرنسيين، لذلك يتعين على الوزراء خفض رواتبهم. وبات راتب فرنسوا هولاند الشهري 14الف و910 يورو (قبل الضرائب والضمان الاجتماعي) بدلا من 21 الفا و300. ويتقاضى رئيس الوزراء راتبا مماثلا للرئيس. وباتت رواتب الاعضاء الاخرين في الحكومة 9940 يورو، بدلا من 14200 يورو في عهد ساركوزي. في هذه الاثناء، اكد رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الخميس في نيويورك ان على بلدان الاتحاد الاوروبي "التمسك" بسياسة التقشف على ان تترافق مع "استثمارات واضحة" لتحفيز الانتعاش. واعرب من جهة اخرى عن "ثقته التامة" في قدرة بلدان منطقة اليورو والبنك المركزي الاوروبي على "القيام بكل ما هو ضروري لتجاوز التحديات الراهنة". وخفض الرواتب الذي يعد التدبير الاول لفرنسوا هولاند، على غرار معظم اولى خطواته في السلطة، يندرج في اطار القطيعة مع سلفه. فراتب الرئيس "العادي" سيكون ادنى من راتب سلفه، وسيواصل السكن في شقته الباريسية التي يستأجرها في غرب باريس مع صديقته فاليري تريوريلر بدلا من الاليزيه. واعتبر رئيس الحزب اليميني الاتحاد من اجل حركة شعبية جان-فرنسوا كوبيه ان خفض الرواتب "خديعة" لان هذه الحكومة تضم "14 عضوا" اكثر من الحكومة الاولى لساركوزي في 2007 والتي ازداد اعضاؤها بعد اسابيع. وتوالت مراسم التسلم والتسليم صباحا في الوزارات وشهدت دعوات الى اعادة توجيه السياسة الاوروبية التي عليها بحسب السلطة الفرنسية الجديدة التركيز على النمو وانشاء الوظائف. وشدد وزيران مهمان في الحكومة الاشتراكية هما لوران فابيوس الذي تولى الخارجية وبيار موسكوفيسي الذي تولى المالية على هذه الاولوية. المصدر : فرانس 24 .