كان جسدها اللامع يعكس أنوارا أضيئت لها خصيصا0 نزل منها فارعا مهيبا لم تتبق في راسه سوي خصلات هزيلة بعد معركة طويلة مع الزمن عرك أنفه ثم تقدم ورفع يده محييا 0 جلس في المواجهة 0غمره شلال من الأنوار فبدا علي غير مارأه الناس0 أخذ يتحدث عن كل شيء وبدأ حديثه مليئا بالأحلام المزهرة 0 الناس في صمت وعيونهم تأبي الإفصاح 0 كان يجلس بعيدا شاردا كعادته دائما 0 نظر حوله يطمئن علي وحدته وسط هذا الحشد 0 كانت عيناه معلقتين بأعلي ، بذلك الشيء الذي يعلو رأس صاحب العربة الجميلة 0 كانت تتراقص في الهواء وتتراقص معها الوعود البراقة 0 كان كل همه منذ الصباح ينتظر الليل لينفذ خطته 0 كان صاحب العربة يتحدث عن الأمس واليوم والغد وعن عصاه السحرية التي سيغير بها كل شيء حينما يجلس علي الكرسي0 كانت الكلمات تخترق اذنيه توخذه كما يوخذ البارد القارص جسده بسياطة0 أصطدمت به يد ما فانتبه 0 الناس صامتون كعادتهم دائما 0 تحدث آخر وآخر نفس العبارات كأنها مسرحية تعرض للسنة الرابعة 0 دوي تصفيق حاد فلقد أنهي صاحب الوعود ومن معه أحاديثهم0 هو الأن يتجه الي عربته الفارهة ليعود من حيث اتي 0000000 لحظات وابتلعها الظلام 0 انتظر في الساحة حتي انتصف ليل القرية ، قرصه البرد وغزا جسده بضراوة ، تذكر اطفاله العرايا ، نظر الي" اليافطة" ثم مصص شفتيه وضحك ضحكة المنتصر 0 تسلق القائم الخشبي بعد أن نظر يمنة ويسرة ثم قطع" اليافطة" بأسنانه وبنفس المهارة فعل مع القائم الأخر 0 طواها ثم مضي في جنح الليل قاصدا بيته في أطراف القرية0 وصل البيت قرع الباب 0جاء صوتها خافتا -" مين ؟" - أنا 0 عرفته وفتحت له الباب 0ما إن دخل حتي ألقي اليها بلفة القماش وقال لها غدا اصنعي منه شيئا تستري بها أطفالنا فالشتاء قارص0 تذكر صاحب العربة الفارهة ثم نظر لاطفاله وأبتسم0 تمدد دون غطاء علي أريكة خشبية بالية وأغمض عينيه ونام 0 *******************************