استقرار أسعار الدواجن رغم زيادة البنزين.. وتوقعات بارتفاع طفيف خلال الشتاء    وزير الشؤون النيابية: البرلمانات العربية والآسيوية تتحمل مسؤولية مراجعة منظوماتها التشريعية    الرقابة المالية تستعد لتطبيق المشتقات بالبورصة المصرية في 2026    24 أكتوبر 2025.. أسعار الذهب تهبط 25 جنيها إضافيا وعيار 21 يسجل 5500 جنيها    روبيو: الضم الإسرائيلي للضفة الغربية يهدد عملية السلام برمتها    مبعوث بوتين يجري مباحثات مع إدارة ترامب في واشنطن    ترامب: لن نطلب موافقة الكونجرس لشن هجمات على عصابات المخدرات    مواعيد مباريات الجمعة 24 أكتوبر 2025.. الزمالك وميلان وكلاسيكو السعودية ومصطفى محمد    آس: رافينيا خارج الكلاسيكو ومدة غيابه تمتد لشهر    محمد وهبي - مُعلم خجول أصبح بطلا للعالم.. ورحلة خاصة ل فهم اللعبة واكتشاف المواهب    بالفيديو.. هدف بن شرقي ينافس على الأفضل في الجولة ال11 للدوري    مصرع 4 عناصر جنائية شديدة الخطورة عقب تبادل إطلاق النيران مع الشرطة    مصرع ربة منزل على يد زوجها بشبرا الخيمة إثر خلافات أسرية    لأول مرة.. مهرجان الموسيقى العربية يعزز نجاحه المحلي وينطلق دوليًا بثلاث حفلات بالإمارات    تعرف على الفئات المعفاة من رسوم دخول المتحف المصري الكبير وأسعار التذاكر    الجدل يتجدد في أمريكا حول إلغاء التوقيت الصيفي واعتماد توقيت دائم    نائب أردني سابق: الخلافات الفلسطينية ليست جديدة لكنها اليوم أمام مفترق تاريخي حاسم    انتخابات مجلس النواب 2025.. تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تعلن أسماء مرشحيها    انطلاق القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء المصرية إلى شمال سيناء    تداول 13 ألف طن و604 شاحنات بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    قناة كان الإسرائيلية: الشرطة تستعد لاحتمال تسليم حماس جثتي أسرى إسرائيليين    قطر: نجاح اتفاق إنهاء الحرب في قطاع غزة مسئولية جماعية    محافظ أسيوط يشدد على إزالة الإشغالات والتعديات لتحقيق الانضباط    جمارك مطار أسيوط تضبط تهريب كمية من مستحضرات التجميل    أمن القاهرة يوجه ضربات حاسمة لعصابات السرقة    فيديو.. مُسيّرة إسرائيلية تستهدف سيارة في جنوب لبنان    "سنودس النيل الإنجيلي" في مؤتمر مجلس الكنائس العالمي: مصر أرض الإيمان والسلام    فيلم "فيها إيه يعني" يتراجع ويحتل المركز الثاني في شباك التذاكر    وزارة الصحة تعلن محاور المؤتمر العالمي للسكان والتنمية البشرية    نائب وزير الصحة يوجه بإحالة مدير مستشفى حلوان العام إلى الشئون القانونية    «التأمين الشامل» يواصل تسجيل وتحديث بيانات المواطنين في أسوان لضمان وصول الخدمات لكافة الأسر    إصابة شاب في تصادم سيارة بسور استراحة محافظ مطروح    عالم أزهري: أكثر اسمين من أسماء الله الحسنى تكرارًا في القرآن هما الرحمن والرحيم    إعدام 187 كيلو مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك خلال حملات تموينية في أسوان    جذوره تعود لآل البيت.. من هو إبراهيم الدسوقي بعد تعليق الدراسة أسبوعًا بسبب مولده؟    من العدم إلى الخلود.. الداعية مصطفى حسني من جامعة القاهرة: الإنسان يمر ب4 مراحل (تفاصيل)    بعثات أثرية فرنسية وإيطالية تواصل أعمالها فى مناطق آثار الفيوم    أبراج تشارك حياتها الخاصة مع متابعيها على السوشيال ميديا.. أبرزهم برج الحمل    أشعل سيجارة أثناء تفريغ البنزين.. حريق ورشة بالعجوزة يودي بحياة سيدة وابنتها ويصيب الزوج بحروق    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. وحكم الاستماع إليها من الهاتف    سر ساعة الإجابة يوم الجمعة وفضل الدعاء في هذا الوقت المبارك    أفضل الأدعية والأذكار المستحبة في يوم الجمعة وفضائل هذا اليوم المبارك    وزيرة التنمية المحلية: إزالة أدوار مخالفة في حي الزيتون بالقاهرة واتخاذ إجراءات قانونية حازمة تجاه المخالفين    أوسكار رويز يطير للإمارات 4 نوفمبر لحضور مباريات السوبر المصرى    الوزير: افتتاح مصنع جديد في صناعة الضفائر الكهربائية للمركبات قريبا    مجلة فوربس: رئيس الرعاية الصحية ضمن أبرز 10 قادة حكوميين بالشرق الأوسط لعام 2025    الأزهر يجيب.. ما حكم صلاة المرأة بالبنطلون ؟    «النيابة الإدارية» تشرف على انتخابات «الزهور» بالتصويت الإلكتروني    خطة مانشستر يونايتد لضم نجم نوتنجهام فورست    وزير الدفاع ورئيس الأركان يلتقيان رئيس أركان القوات البرية الباكستانية    هل تم دعوة محمد سلام لمهرجان الجونة؟.. نجيب ساويرس يحسم الجدل    فرق سلامة المرضى تواصل جولاتها الميدانية داخل الوحدات الصحية ببني سويف    آخر فرصة للتقديم لوظائف بشركة في السويس برواتب تصل ل 17 ألف جنيه    هنادي مهنا: «أوسكار عودة الماموث» يصعب تصنيفه وصورناه خلال 3 سنوات بنفس الملابس    فردوس عبدالحميد: كنت خجولة طول عمري والقدر قادني لدخول عالم التمثيل    «مبحبش أشوف الكبير يستدرج للحتة دي».. شريف إكرامي يفاجئ مسؤولي الأهلي برسائل خاصة    المشهراوي: لا بد من إطلاق إعمار غزة سريعًا لتثبيت صمود الشعب    «طال الانتظار».. الوداد يعلن التعاقد مع حكيم زياش رسميا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تم أستحمار العرب و لكن رغم الألم يبقي الامل
نشر في شباب مصر يوم 22 - 07 - 2014


الدكتور عادل رضا
تتحرك المسائل في العالم نحو بناء نظام جديد ويترقب العالم، أغلب العالم، ما ستؤول إليه الأمور وخاصة مع اجتماع جنيف الايراني الأمريكي المشترك لحل المسائل العالقة بما يختص بالملف النووي لنظام الجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران.
إلى الان تحركت مسألة التمديد وظهر عامل إعطاء الجمهورية الإسلامية مسالة القطرة قطرة بما يتعلق بفك تجميد الأموال الإيرانية العالقة بالبنوك الامريكية منذ تأسيس الجمهورية على ارض ايران، والتي كانت أنذاك تقدر بأربعين الف مليون دولار وعلى المراقب ان يحسب حجم الفائدة المتراكمة منذ أكثر من ثلاثين عاما على مبلغ كهذا بحوزة الامريكان، والان يتم تحريك مبالغ يتم ارسالها الى الجمهورية الإسلامية بالقطارة وواضح انها قطارة حياة لكي لا ينهار الوضع الاقتصادي داخل الجمهورية، وواضح ان الامريكان يماطلون الان لتمديد مسألة الاتفاق النهائي الذي تسعى الجمهورية الإسلامية الى تثبيته على ارض الواقع لتنطلق منه لتكون هي شرطي المنطقة الجديد الذي يركز اللعبة ويمسك خيوط النفوذ فيها بعد الانسحاب الأمريكي ونقل بؤرة اهتمامهم إلى مكان أخر.
في هذه المفاوضات هناك ما يعتقده الإيرانيون وما يريده الامريكان؟
ما يعتقده الإيرانيون هو أن الامريكان في مشكلة عجز مالي كبير بعد ما قامت به إدارة جورج بوش الصغير بتوريط الولايات المتحدة الامريكية بالمستنقع الافغاني من ناحية والمستنقع العراقي من ناحية اخرى. و هذان المستنقعان بطبيعة ما آلت اليه الأمور لم يفضِ الى تحقيق شيء مفيد للأمريكان الا سقوطهم الاقتصادي واستمرار وجود وتواجد تنظيم القاعدة وخروج تفريعات اخرى عنه زادت ما اعتقده الامريكان انه مشكلة الى مشاكل اكبر وحتى عملية تصفية أسامة بن لادن السينمائية الإخراج لم تضف شيئا لفائدة الامريكان الا الإخراج السينمائي!!
من كل هذا يتصور الإيرانيون أن هناك دوراً لهم كشرطي للمنطقة قادم مع نقل الاهتمام الأمريكي الى الشرق الاقصى، وتتمنى الجمهورية الاسلامية قيادة المنطقة إقليميا بما يحفط نظامها من السقوط من خلال تقوية دورها الخارجي! و لكن مع كل هذه التمنيات التي قد تكون الجمهورية الإسلامية المقامة على ارض ايران قد نجحت بصناعة فقاعة من الوهم بهذا الخصوص، وهذا ما نلاحظه في استمرار الضخ الاعلامي حوله وبخصوصه من خلال الشبكة الاعلامية المحسوبة على الجمهورية من فضائيات وشلل ردح كلامي تتكلم بالإيجار كما يريده الممول ودافع الرواتب لكن أرض الواقع تخالف التمنيات الوهمية ولعل المراقب يذكر ان الدولة في تركيا وهي التي تم إخراجها على صورة عصرية للإسلام "الأمريكي" قد فشلت بقيادة المنطقة رغم عناوينها المذهبية المتوافقة مع المنطقة العربية فكيف ذلك مع جمهورية إسلامية تمت شيطنتها اعلاميا واستخباراتيا وعلى اكثر من صعيد، فإنها من الطبيعي انها ستواجه حالة رفض وعدم قبول من المجتمعات العربية والأنظمة الرسمية كذلك، ناهيك عن ان الامريكان استثمروا بسقوط نظام الجمهورية الاسلامية على مدى سنوات طوال، فتاريخ الحرب المفتوحة بينهم وبين الجمهورية طويل ويشمل كل المجالات ووصول الجمهورية الاسلامية الى مرحلة اقتصادية ومعيشية تشابه ما وصل اليه الاتحاد السوفياتي قبل سقوطه، وهو ما يفتح شهية الامريكان على الصبر بانتظار السقوط كما فعلوا مع الاتحاد السوفياتي ومن هذه النقطة نستطيع ان نفهم لماذا التمديد الامريكي لمفاوضات النووي ولماذا تحولوا الى صابرين بانتظار السقوط بدل من استعجالهم التوقيع، ناهيك عن انهم بالفعل لديهم شرطي بالمنطقة استثمروا فيه على مدى سنوات وسنوات وهو الكيان الصهيوني. وكل المشاريع الى الان تشير نحو تقلد هذا الكيان زعامة المنطقة بنجاحه من خلق لنفسه القوة الاعظم وسط محيط عربي ضعيف مفكك تم استحماره بحروب طائفية وتقسيم مجتمعي وانهيار لجيوش تحفظ تماسك الدول العربية من حول الكيان الصهيوني.
ما يريده الامريكان هو اسقاط نظام الجمهورية الإسلامية المقامة على ارض ايران وافشال أي مشروع نهضة في الشرق لديه استقلال سياسي وإرادة حقيقية، واخضاع كل من يريد ان يتكلم خارج إرادة السيد الأمريكي، وعقاب كل من يريد ان يكون مستقلا بقراره وصاحب نهضة لذلك تم ما تم ضد الجمهورية على مدى السنوات الماضية وهي تحت نيران العقاب منذ التأسيس الى يومنا هذا ولكن مع الرغبة بالعقاب والاسقاط الأمريكي هناك رغبة مماثلة باسقاط النظام و لكن من دون تفكيك الدولة لكونها عقدة خطوط الغاز والنفط الى الصين فهي مفتاح التحكم اذا صح التعبير لذلك نقول ان هناك رغبة أمريكية باستبدال النظام الحاكم وليس تفكيك البلد.
إن هناك نقلاً لاهتمام أمريكي خارج المنطقة العربية الى الشرق الأقصى ولعل هذا ما فتح شهية البعض من هنا وخوف البعض الاخر من هناك من تحول إقليمي لمناطق النفوذ الدولي، وبمعنى أخر ان هناك ترقباً لإعادة رسم خرائط المنطقة شبيهة بما حدث عند الانسحاب البريطاني من منطقة الخليج في السبعينيات من القرن الماضي.
وسط هذا النقل تتداخل ويتشابك أكثر من خط وتتشكل أكثر من عقدة وسط طوفان من الاحداث المتتالية والمتعاقبة.
وهنا العقدة الأكبر لهذا الترتيب وهي الدولة السورية حيث بداية خط النفط والغاز المستقبلي على سواحل الشام ناهيك عن دخول صهيوني نجح باستحمار العرب بمشروع ايتان شارون واستكباري لصناعة فوضي خلاقة يكون معها الكيان الصهيوني هو السيد في المنطقة وسط حالة من تطبيق مقررات مؤتمر هيرتلسيا الذي نص على العمل لنشر الفتنة المذهبية بين المسلمين الشيعة والمسلمين السنة وخلق حالة حرب بينهم ناهيك عن صناعة عدو وهمي للعرب وشيطنة الجمهورية الإسلامية المقامة علي ارض إيران.
ولعل من يراقب يلاحظ ان ما ذكرناه بالأعلى يتم تنفيذه على ارض الواقع وتتحرك الآليات الإعلامية من فضائيات مشبوهة ساقطة تنشر الكراهية وشخصيات تحت مسميات مشايخ ودعاة تحرض على الفتنة بين المسلمين وضمن مسلسل التحريض يتم صناعة فيديوهات تحريضية طائفية متقابلة والعمل على ربط ما يجري في سوريا بحالة من القداسة الوهمية غير الصحيحة عند كل من المسلمين السنة والمسلمين الشيعة. على سبيل المثال يتم صناعة قداسة وهمية المرتبطة بهذا المذهب الإسلامي الشيعي الجعفري حيث يتحرك تنظيم الحجتية المنحرف بتصوير الامر بسوريا على انه تحضير لخروج الامام المهدي!
والعكس صحيح حيث يتم تصوير ان الحرب على ارض سوريا هي جهاد إسلامي "سني" مقدس لحماية الدين الإسلامي!! من الذين يتم اعتبارهم أسوأ من الصهاينة وهم منتوج تأمر مجوسي يهودي مستمر منذ أكثر من ألف سنة!
وطبعا كل هذا وذاك من صناعة تقديس مزيف وغير حقيقي ومضحك للصراع في سوريا، كله يدخل في خانة "الاستحمار" الذي يعيشه العرب ذاتيا او استهلاكا لما قرره الصهاينة بمؤتمرهم المعلن والمنشور مقرراته وقراراته والتي تمثل امتدادا للاستراتيجية الصهيونية المنشورة والمعروفة بمشروع ايتان شارون.
للأسف نجح الصهاينة باستحمار العرب وجزء من المسلمين بنجاح وسقطت المنطقة بفوضى خلاقة وحروب طائفية سخيفة تافهة لا معني لها الا خدمة من هو صهيوني.
إذن هي هزيمة عربية ساحقة وماحقة سقط معها المثقف العربي المخلص محبطاً من شعوب عربية تم استحمارها بعيداً عن نباهة مطلوبة تكشف الممحي وتقرأ ما وراء اللعبة.
أحد الاحداث الجديدة لما يجري داخل سوريا هو خطاب القسم للرئيس السوري الدكتور بشار الأسد والذي تمت قراءته على أكثر من صعيد من الذين يساندون النظام ومن الذين يسعون لإسقاطه.
ولكن ما لاحظناه هو الاتي:
هو ان الخطاب الأخير محاولة صناعة لصورة قوة ضمن استعراض عاطفي، وهناك من شدد على انه استعراض سينمائي لإعطاء صورة عن واقع مختلف، ولكن للأمانة هناك من يقرأ ما حدث على انه نقل حقيقي لواقع قوة موجود؟ فأين الحقيقة؟
كان هناك هجوم على دول عربية وهي محاولة نقل المشكل الداخلي الى الخارج من خلال شيطنة دولة من هنا وهناك تم تثبيت ما ذكرناه بموقع أخر سابقا من ان مؤتمر جنيف هو إعادة تعويم دولة أكثر من كونه محاولة للوصول الي حل سياسي .
على المستوي الرسمي هناك قادم جديد يتحرك مع الحل العسكري الذي هو سيد الموقف حاليا في سوريا وهو المصالحات الداخلية التي تجري على قدم وساق شبيهة بما تم في حمص وأيضاً واضح وجود ورش إعادة الاعمار التي تدعم الحركة الي هذا النوع من المصالحات.
رغم كل هذا تقف سوريا بين نقطتين اثنتين: الاولى هي تفكك المعارضة والثانية عدم قدرة النظام على الحسم.
قد يربط البعض مسألة بقاء الأسد كشخص بوجود النظام ولكن المسألة هي نظام حاكم صاحب قاعدة اجتماعية مساندة ممتدة على مدى ارض سوريا تشمل جميع الطوائف الدينية والمكونات الاجتماعية ويخطئ الكثير من الناس حين يخلطون بين الوضع السوري وما حدث في ليبيا ومصر؟
ففي الحالة الليبية لم يكن هناك جيش حقيقي يدافع عن النظام من السقوط، وبالحالة المصرية لم يسقط النظام كانت المسألة ان الجيش لم يدعم "شخص" الرئيس حسني مبارك والنظام نفسه أعاد إنتاج فرعون آخر من جديد وما حدث هو استبدال يافطة النظام المستمر في الوجود الي اليوم.
إذن الجيش العربي السوري نجح في قلب الميزان العسكري وسيطر على خط ممتد يحاول الدخول من خلاله على المدن الرئيسية، ويلاحظ ان هناك ترك لمناطق الرقة ودير الزور التي تأكلها الجماعات التكفيرية المتحاربة فيما بينها فهي تعمل كما يقول المثل كالفخار الذي يكسر بعضه وهي تؤدي العملية المطلوبة من الجيش العربي السوري بنفسها ولعل هذا ما أسهم بصناعة دعم شعبي يريد عودة الدولة السورية.
ولعل ترك الجماعات التكفيرية تأكل بعضها البعض وتحرق كروتها ذكاء من الدولة السورية إذا صح التعبير امام من يمكن ان يساندها في تلك المناطق.
وسط كل هذا دخل العامل الفلسطيني وسط كل هذه المعممة بقوة من خلال العدوان الصهيوني المتجدد على قطاع غزة والذي حمل أكثر من دلالة ومنها:
انه لا يوجد سبب واضح للعدوان الصهيوني على القطاع فهناك من يربط ذلك بمقتل ثلاثة صهاينة بصورة غامضة والاخر يربط ذلك لفك لهيب انفجار مجتمعي لانتفاضة ثالثة وأيضا يوجد من يربط العدوان لمشكل سياسي داخلي خاص بالسياسة الداخلية لما يجري بين الأحزاب الصهيونية.
فالحرب الحالية ضد غزة اعتبرها البعض نقلا لمشكلة سياسة داخلية لدى الصهاينة الى صراع مع غزة والذي تحول الى مستنقع لا يعرف الصهاينة كيفية الخروج منه، حيث ان ردة الفعل الفلسطيني المتمثلة بمجمل الفصائل الفلسطينية المسلحة فاجأت الجميع.
ما نتج عنه العدوان الى الان هو مفاجأة مقدار الرد المقاومة الفلسطينية حيث استطاعت بناء منظومة متكاملة عسكرية ثابتة رغم الحصار المحكم القاتل وهنا يظهر الابداع الاستخباراتي للدولة في سوريا والجمهورية الإسلامية فما تمت صناعته يشبه المعجزة، حيث الان يتم قصف كل مكان في الكيان الصهيوني باستمرارية وكثافة وهذا ما لم يحصل طوال فترات الصراع مع الصهاينة.
كل هذا تناغم مع اعلام مقاوم نجح في نقل معركته الى العالم واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي لكسر الاحتكار استكباري الصهيوني للأعلام وهنا نستطيع ان نكتشف مقدار هيستيريا الاستكبار العالمي، حيث تم إغلاق مواقع المقاومة الفلسطينية بتويتر على سبيل المثال، بحجج سخيفة مع ان مواقع الاجرام وقطع الرؤوس لتنظيمات القاعدة وداعش وجبهة النصرة لم يتم إغلاقها او ازالتها على الرغم من كمية التحريض على القتل وصور البشاعة الاجرامية التي تضخها على العالم. وهنا فليفكر من يريد ان يفكر بعقله عن سبب التناقض الذي تقوم به إدارة تويتر نحو المقاومة الفلسطينية وبين جماعات الاجرام الوحشي لتنظيمات القاعدة والنصرة وداعش؟!
يبرز كذلك انكشاف حركة حماس التي عاشت "الحول" السياسي الفلسطيني كما عاشته بالسابق منظمة التحرير الفلسطينية ضد دولة الكويت ولبنان فيما قامت به من تدخل بالشأن الداخلي السوري، وهنا نحن نشدد ونقول ان هذا الغباء لاتجاه البوصلة ليس مبرراً لدعم الصهاينة أو السكوت عن جرائمهم هذا أمر أكيد و مؤكد، فالمشروع الصهيوني يستهدف الجميع، وواضح ما يحدث في المنطقة من تفتيت لدول وتكسير لمجتمعات، وهو نتيجة لنجاح الاجندات الصهيونية بالمنطقة، والان جزء من هذه الاجندات وجود منظمة إرهابية خارجة عن السيطرة او منتوج ترتيب استخباراتي بغض النظر عمن وراءها. ولكن الواقع يقول انها الان على بعد مائة كيلومتر من الخليج أي ساعة قيادة بالسيارة؟!
تلك المنظمة الاجرامية المشبوهة نفسها التي تتفنن بقتل المسلمين والمسيحيين وكل ما هو انسان خرج علينا خليفتها يتكلم بكل شيء الا الكيان الصهيوني لم يذكره بأي أمر او ملاحظة في خطابه الأول كخليفة على كل المسلمين!! وهو الخطاب الأول الذي يفترض فيه ان يذكر السياسات العامة لما هو المفترض فيها انها دولة الإسلام والخلافة الإسلامية الراشدة ان تكون دولة الإسلام والخلافة الراشدة السادسة! التي إن تميزت في شيء ببداياتها فهي انها حاربت المسلمين ونسيت اعداءهم من الصهاينة ولبس فيها الخليفة "السادس الراشد" ساعة رولكس مرصعة بالمجوهرات!
ان "الحول" السياسي الفلسطيني يصنع "الألم" عند من دعمهم وساندهم من العرب كالسوريين والكويتيين واللبنانيين، ولكن للأمانة نقول فيما يخص الوضع السوري كان هناك جزء فلسطيني مخلص وملتزم مع سوريا كحركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية الفلسطينية.
ومن ضياع البوصلة تحرك حماس ضمن رغبة تنظيم الاخوان المسلمين الدولي بصناعة حركة دومينو إسقاط لأنظمة المنطقة ومنها أنظمة الخليج، مما صنع حالة تناقض خليجي مع الاخوان المسلمين ككل ومنها حركة حماس، مما ضاعف الضغط على حماس، وهذا دليل آخر متكرر على سوء وخطأ الاختيارات الفلسطينية وتعاملها مع ما يحدث في العالم العربي.
تم استحمار العرب بامتياز طائفيا ولمن رغم ليس لدى المواطن العربي الا العمل نحو غد افضل او الاستسلام، ولكن حتى الاستسلام لن يوفر حياة أحد او هدوء معيشي لمجتمع عربي. فالفوضى الخلاقة والتنظيمات التكفيرية التي تقتل كل ما هو انسان وحضارة تتحرك وستصل الى رقاب الجميع. فهنا حتى الاستسلام لن يفيد أحداً وليس للعرب من طريق الا المواجهة فالمعركة مستمرة رغم انف الجميع حتى الذين لا يريدون المشاركة فيها.
الدكتور عادل رضا
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.