بدأ حياته موظفًا بصندوق دعم الغزل وبراتب شهري قدره 18 جنيها مصرياً ثم إلتحق بسلاح الطيران المصري ليشارك في حروب مصر ضد إسرائيل ، ولكنه استقال من سلاح الطيران بسبب رفضه لسياسة الزعيم جمال عبدالناصر المناهضة لإسرائيل . ومن هنا كانت بداية علاقته بالفساد ، شيئا فشيئا ليقوى ويصبح الصديق الحميم للرئيس المخلوع حسنى مبارك ، إنه رجل الأعمال المعروف حسين سالم والذي تحوم حوله العديد من الشبهات والمرتبط بالعديد من قضايا الفساد ، وقد كان أول ظهور له كرجل أعمال مع إتفاقية " كامب ديفيد " وبوعود الرئيس الامريكى " ( كارتر ) بدعم مصر بمليارات الدولارات ، كون سالم شركة شحن بحري مقرها " بنما " وحصلت هذه الشركة وفى ظروف غامضة على تفويض لتكون الوكيل الوحيد لنقل المعدات العسكرية القادمة من أمريكا وفق اتفاقية المعونة الامريكيه لمصر. وتبعتها شركة الأجنحة البيضاء التي تم تسجيلها في فرنسا بأربعة مؤسسين هم ( منير ثابت شقيق سوزان ثابت زوجة مبارك - حسين سالم – عبدالحليم أبو غزالة وزير دفاع مصر السابق – محمد حسنى مبارك ) والتي كانت الوسيط في جميع صفقات السلاح التي يحتاجها الجيش المصري وذلك مقابل عمولات باهظة وفروق أسعار كبيره عن أسعار السوق . ثم كون شركة ( EMG ) والمعروفة - بشرق المتوسط للغاز – وهى الشركة التي كانت بمثابة الدجاجة التي باضت بيضًا من الذهب الخالص لحسين سالم ومن معه فقد كان يحصل على الغاز الطبيعي من الحكومة المصرية بدولار واحد بينما يقوم بتصديره لإسرائيل 2.5دولار . ولم يقف طموحة عند هذا الحد ، بل اتجه إلى شرم الشيخ بعد تحريرها من الصهاينة وكأنها إرثه الذي ورثه عن أبيه فأخذ يصول فيها ويجول ، ويقيم المشروع تلو الأخر من ( فنادق وكافيتريات وبازارات ومنتجعات وكان أشهرها منتجع "موفينبيك جولي فيل " والذي أوصى حسين سالم عند إنشاءه بإقامة قصر على أطرافه مصمم على احدث مستوى من التكنولوجيا ، ليهديه إلى صديقه مبارك ويكون بمثابة رد لجميل صديقه وتقديرًا لمواقفه المساندة له ، وكأنها كانت علاقة من الجليد سرعان ما تبدلت ، وانقلب وتخلى حسين سالم عن صديقه وحامية في أول موقف صعب يتعرض له ، ففي يوم 25 يناير وهو اليوم الأول لثورة شباب مصر ، حزم حسين سالم حقائبه وهرب خارج مصر لأنه يعرف مدى الفساد الذي قاما به هو وصديقه ، وكانت قبلته الأولى إمارة دبي والذي وصلها وبحوذته 500 مليون دولار من الأموال السائلة وذلك حسب تقارير إخبارية أمريكية ، ليتنقل بعدها بين سويسرا واسبانيا لتكون الاخيره هي أخر محطاته حيث هو الآن في قبضة الشرطة الأسبانية ليحاكم بتهم غسيل الأموال ، ويبقى حسين سالم وملياراته 350 والتي تخطى بها ثروات أغنى أغنياء العالم رهن المحاكم الاسبانية . والسؤال الذي يتبادر للأذهان هو هل تستطيع مصر استعادة حسين سالم ومحاكمته في مصر والوصل لحل لغز أين ذهبت ثروة مبارك وعائلته التي مازالت غامضة حتى الآن ؟