التحرش..الجنسى..فعل مؤثم يجرمه قانون العقوبات المصرى منذ صدوره بالقانون رقم 58 لسنة 1937 وتنص المادة رقم 306 منه.. بأن.. يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن شهر كل من تعرض لانثى على وجه يخدش حياءها..بالقول او الفعل فى طريق عام او مكان مطروق.. ونصت الفقرة الثانية على تشديد العقوبة فى حالة العود..بان تكون العقوبة الحبس لمدة لاتزيد على ستة اشهر وبغرامة لا تزيد على خمسين جنيها... وقد اصدر الرئيس عدلى منصور قبل ان يسلم السلطة.. قرارا بقانون بتعديل العقوبة المنصوص عليها فى المادة 306 من قانون العقوبات المصرى لتكون العقوبة على الفعل المجرم هى الحبس مدة لا تقل عن 6اشهر وحتى خمسة سنوات..وضاعف الغرامة لتكون ثلاثة الاف جنيه..وحتى خمسين الف جنيه..بالاضافة الى انه عدل من تعريفها..بحيث شمل كل الامور والايحاءات والتليميحات الجنسية او الاباحية..سواء بالاشارة او بالقول او بالفعل باية وسيلة يما فى ذلك وسائل الاتصالات السلكية واللاسلكية.......الخ.. كل ذلك دون ان يتعرض الجانى لجسد الانثى ولو. باللمس....اما اذا ما امتدت يده او اى عضو فيه لجسد الانثى..خرجت الواقعة من نطاق التحرش الى جريمة اخرى...وهى هتك العرض.. اذن التحرش..هى جريمة يرتكبها فى العادة..الشباب..بحق السيدات والفتيات .اللائى .يتواجدن..فى الميادين والشوارع والاماكن العامة ..والحافلات..بل وفى بعض المدارس المشتركة والجامعات.فى القاهرة وفى عواصمالمحافظات..باقوال وافعال يتأذين منها وتجرح حيائهن وقد انتشرت هذه الجريمة.. خلال السنوات القليلة الماضية خاصة فى اوقات الانفلات الامنى..عقب ثورة يناير سنة 2011..نتيجة ما تعرضت له وزارة الداخلية من هجمات على معظم اقسامها الشرطية ومنشئاتها وضباطها وافرادها..افقدتها هذه الفترة القدرة على التواج فى الشارع و مزاولة عملها فى حفظ الامن.. ولذلك انتشرت هذه الجريمة الخطيرة... وبلغت..حد.الظاهرة..فى بعض المدن مثل القاهرة..حيث..صارت هاجس مرعب لكل اسرة بها سيدة تعمل او بنت تدرس فى المدرسة او الجامعة..تحتاج الى احد افراد اسرتها لتوصيلها فى الذهاب والمجيئ.. لكن هذه الجريمة لم تصبح ظاهرة.سيئة اجتماعية بسبب غياب الامن فقط...نعم كان تواجد رجال الامن فى الشارع..كان بمثابة رادع ..عام لكل من..تحدثه نفسه على ارتكاب هذا الفعل..وفى نفس الوقت كان يمثل حالة امن واطمئنان.. لكل من يمشى فى الشارع من السيدات والفتيات والرجال ايضا.. وبالتالى فان غياب الشرطة.. عن الشارع..جعل الجريمة تقع..ويتكرر ارتكابها مرات عديدة..وربما بصورة جماعية.. اى يشترك مجموعة من الشباب.. فى التحرش بفتاة او سيدة..او اكثر..دون ان يكون من بينهم من يمنعهم عن ذلك..او يوجد من يتدخل ليحمى المجنى عليها..اختفاء ليس فقط الاخلاق بل والمروءة...مثل ما حدث فى ميدان التحرير مؤخرا..وتم القبض على بعض..المتحرشين..بمعرفة الشرطة وجارى التحقيق معهم.... وان كان ما حدث فى ميدان التحرير..وفقا لما نقلته الاخبار..قد بدأ بالتحرش وانتهى بارتكاب جناية هتك العرض..والاغتصاب او الشروع فيه...مع احترامنا للتكييف القانونى للفعل.. بمعرفة جهات التحقيق المختصة.. غير ان اسباب هذه الجريمة.. والدوافع النفسية لارتكابها.. ليس لها اى علاقة بتواجد رجال الامن.. فى الشارع او عدم تواجدهم..لأنها تتعلق بالمخزون الثقافى السيئ والسلبى.. الذى ترسب وتراكم فى وجدان الشباب..نتيجة العوامل الاتية.... اولا... اقتصار دور وزارة التربية والتعليم..على تدريسالمناهج التعليمية فقط..واهمالها..او.اغفالها تربية القيم .لدى التلاميذ..فى المراحل التعليمية المختلفة...الامر الذى يستدعى اعادة النظر. فى مناهج التربية والتعليم خاصة للمراحل الابتدائية والاعدادية..للاهتمام..بترسيخ قيم التربية السوية فى سلوك التلاميذ..والشباب.. ثانيا...غياب الاسوة الحسنة..لدى هؤلاء الشباب..من مدرس الفصل الذى تدنى ..للحصول على مقابل الدروس الخصوصية..الى نجوم السينما الذين تعاطوا المكيفات وارتكبوا الرزيلة..فى الكثير من الادوار والمشاهد فى افلام العرى والاثارة الجسدية وافلام المخدرات..وقبلها افلام المقاولات التى انتجتها السينما المصرية..خلال العقود الماضية...الى رجال السياسة الكبار..الذين اتهموا فى قضايا الفساد..... ثالثا...غياب المشروع الثقافى الذى يحي الامل لدى الشباب..ويساعد على فتج مجالات جديدة للعمل والانتاج باعادة تأهيل هؤلاء الشباب مهنيا او حرفيا..على الصناعات.اليدوية..او الميكانيكية..التى تساعده على كسب نفسه اولا قبل كسب قوته وعيشه الحلال..خاصة فى مثل هذه الظروف التى انتشرت فيها البطالة وما ترتب عليها من مشاكل اجتماعية متعددة.. رابعا... غياب وزارة الثقافة عن متابعة ومعالجة هذا التقصير0ومنها هذه الظاهرة وانشغالها طول السنة بتنظيم مجموعة من المهرجانات العالمية.. ..بداية من مهرجان الرقص.الشعبى..الى مهرجان المسرح التجريبى...الى مهرجان الفلكلور الشعبى..الى..مهرجان الاغنية..والسينما....و....الخ والذى ثبت ان ليس لهذه المهرجانات. اى اثر ايجابى على الشباب رغم تنظيمها لعشرات السنوات..وان مردودها هو ما نراه..واقعا..وفعلا..فى الشوارع والاماكن العامة..بحيث لا امان لسيدة او فتاه.. . من هذا..السلوك السيئ..المتزايد.. خامسا...انشغال وزارة الاعلام وبرامج الشو فى القنوات الفضائية يوميا باستضافة..النخب السياسية والثقافية ..من الاحزاب ورجال القانون واساتذة الجامعات..فى المسائل الجدلية او الخلافية.. سواء بالنسبة لبعض مواد الدستور او القانون..مثل قانون الانتخابات..والدوائر الانتخابية..وازدواج الجنسية للمرشحين ..وقانون تنظيم المظاهرات.....الخ...الامر الذى ليس له مردود ايجابي على الشباب...لانه نقاش و وجدل اكاديمي..ليس لها علاقة مباشرة بالشارع وبما يحدث فى الشارع..ولذا فعلى وزارة الاعلام ان تخصص لهذه الظاهرة.. البرامج التى تهدف بطريقة مباشرة.. او بطريقة ضمنية.. الى علاجها.. وبالتالى..فان..هذه الظاهرة..السيئة..سهل التخلص منها..ومحوها تماما من المجتمع.. . لانها من وجهة نظرى.. نتجت..من تقصير واهمال..بعض الهيئات..والمؤسسات..فى رعاية..الطفولة والشباب ولذلك. ارى وجوب اعادة النظر..من جانب الدولة..فى المنتج الثقافى..والتربوى والتعليمى.. الذى تنتجه كل القطاعات سواء الخاص او العام...وخاصة ما يتعلق بالفنون.وما يخاطب.الضمير والوجدان. سواء فى السينما او المسرح او التليفزيون..وحتى يمكن اعادة بناء الشخصية المصرية..لدى هؤلاء الشباب وفقا لما تمليه.. الاخلاق والاداب..والمثل العليا والاعراف.. وحتى يمكن..اصلاح ما افسدته..افلام الاثارة والعرى..وسينما المقاولات والمخدرات..من قبل.. اظن ذلك اجدى بكثير جدا.. من تشديد العقوبات.. او تكييف الفعل.. باعتباره جناية...او حتى تكثيف التواجد الامنى.. فى الشارع.. وان كنت لا اعارض..ذلك.. وانما فقط علاج القلب..والروح يؤدى حتما.. الى علاج الفكر..والخواطر.. وذلك يحدث بفعل .الثقافة الطيبة..التى تضبط.. النوازع والجوارح.. دون ما حاجة.. الى اى تدخل. من الخارج... وبالتالى تتحقق نتائجها..المرجوة..فى انتشار.. السلوك السوى.. بدون الاخلال..بمبادئ..حرية الفكر..او..الابداع.. كلماتى.وبقلمى.. محمد جادالله محمد الفحل