لا يختلف اثنان على أن الشعب الفلسطيني ، هو رأس الحربة المتقدم في ظل الهجمة الصهيونية ، التي أكلت الأخضر واليابس من ارض فلسطين التاريخية ولم يبقى لنا غير الفتات القليل الذي نفاوض عليه إسرائيل والتي بدورها تشترط أن نبقى نقاتل بعضنا البعض لكي يستمر مسلسل التفاوض العبثي ، وان مسرحية الكونغرس الأمريكي ما هي إلا حلقة من حلقات السقوط الأخلاقي لدولة التحضر والتقدم والديمقراطية الأولي في العالم ، لقد تجاوز عدد دول العالم أكثر من 200 دولة مابين ممالك ودول ودويلات وجزر ومشابه وإلا اخذ اعترافا من الأممالمتحدة ، ولم يبقى في هذا الكون إلا الشعب الفلسطيني الذي تجاوزه زمن الاعترافات وزمن المعاهدات وكأن الأممالمتحدة أنشئت وشرطها الوحيد أن لا اعتراف بالدولة الفلسطينية ، لقد عشنا في هذه الدنيا ونحن نرى إسرائيل تجثم على أرضنا وتسلبنا إرادتنا ولم نعرف حتى اللحظة أين الخلل ! أهو في قيادتنا على مدار السنين، أم في امتنا العربية على مدار الأيام، أم في الشعب الفلسطيني على مدار اللحظة. أنا اعتقد أن كل هذه المكنونات كان لها دور فعال في عدم اخذ حقوقنا من هذا العالم الظالم ، وإلا لماذا زاد الحديث عن حقوق الشعب الفلسطيني في ظل انهيار المنظومة العربية الحاكمة ،، ولماذا تصالحت فتح مع حماس بعد هذا الربيع العربي الجديد ، وأخيرا عندما تحرك الشعب ولم يركن لأوامر قيادته وزحف إلي حدود فلسطين التاريخية في يوم النكبة وتجاوز كل الحدود التي كانت مقدسة بالنسبة لإسرائيل وحكام العرب بعد أن تزحزح الكرسي من تحتهم وأنا هنا اقترح أن يقوم الشباب الفلسطيني بدون ايدولوجيا ولا صراعات ولا أحزاب، على العمل من اليوم على كيفية رجوعنا إلي أرضنا المقدسة والطرق السليمة التي تسمح لنا بالتوجه مباشرة في يوم الذكري القادم ، على أساس علمي تواصلي بين شرائح الشباب في الوطن والشتات حيث لابد من تتويج هذا المجهود بأقل الوسائل واستغلال الإعلام بطريقة مهنية ناجعة تسمح للشعب أن يقول كلمته ، فحينها لن يدعي العالم الظالم أن هذا الشعب إرهابي ولا يريد السلام بتوجهه إلي ارض الأجداد فحدود الأردن مع مصر مع سوريا مع غزة تواصلا مع الضفة الفلسطينية كلً في توقيت واحد :ارضي حيفا ارضي عكا ارضي بئر السبع والقدس تاج رؤوسنا ، بالمقابل فلندع القادة يقومون بواجبهم الذي مارسوه منذ ستون عاما خلت ، ولنرى الفارق بين القادة والشباب المتعلم الذي يريد أن يعيش بعزة وكرامه عكس القادة الذين تفرش لهم كل الطرق ورودا ولا يمنعون من السفر ولا تغلق في وجوههم الأبواب . نريد أن نرى دولة فلسطين تزهو بين الأمم وتغرد في أجواء الحرية ولندوس على كل القوانين التي أعجزت هذا الشباب وهبطت من عزيمته بقرارات عشوائية من وزير مهووس بالمال و استغرابه من كثرة طالبي العلم ، ومسئول يتصور نفسه وكأنه يعيش في السويد وبريطانيا العظمي ، ويمارس كل أنواع التلذذ السادي على أبناء شعبه بهدف كبح جماح حريتهم وعلمهم والتخبط المقصود والغير المقصود في القرارات التعسفية ضد أبناء هذا الوطن الذين مورست عليهم كل نواميس وقوانين الدول العربية البائدة . فعلى الشباب الفلسطيني أن يتقدم خطوة إلي الأمام لأخذ زمام الأمور والمبادرة وأنا على يقين بان شعبا متعلما متمرسا أجدر من شعب خامل متردد غير مبالي استمرأ الذل والهوان عبر الحدود والأزمان، وإلا فالهلاك قادم والاندثار سيلازمنا وحتى لا يتجاوزنا الزمن ويمر علينا مرور الكرام بمقولته المشهورة كان هنا شعب يدعى شعب فلسطين.