كانت خالتي ووالدتي متقاربتين لدرجة كبيرة ،قد يرجع ذلك لتقارب سنهما،أو لوجود البيتين مواجهين لبعضهما،فضلاً عن صداقة والدي لزوج خالتي،وقد رزقت خالتي بطفل جميل كنت أكبره بعامين وكان الجميع فرح به وبمرور الوقت لاحظنا أن ابن خالتي سلوكه مختلف بعض الشىء عن غيره من الاطفال،فهو كثير الحركة ضعيف التواصل مع غيره،يتصرف تصرفات لا إرادية تزعج الآخرين مما جعل الأهل يتوجهون به للمختصين وإذ بهم يفاجؤون بأن لديه اضطراب التوحد بما يسمي بمتلازمة اسبرجر. انزعجنا جميعاً من تشخيص المتخصصين لحالة ابن خالتي وخيم الحزن على الأسرتين ولم يزيل هذا الحزن إلا تقارب ابن خالتي مني وتجاوبه وتواصله معي وهو ما أعطى بريق أمل للأسرة في علاج ابن خالتي. ومرت الأيام وأحاول زيادة التواصل مع ابن خالتي وتدريبه على القيام ببعض الأشياء والمواقف الاجتماعية وضبط السلوك،وقد كانت لديه خصال طيبة أهمها الصدق والطيبة كما كانت لديه سمات عقلية متميزة أهمها القدرة على حفظ الارقام والإجادة في مادة الرياضيات وشيئاً فشيئاً ظهرت عبقريته الرياضية وقدرته الفائقة في حل مسائل الرياضيات. وقد تعاوننا جميعاً لتدريب ابن خالتي على التصرف اللائق في المواقف الاجتماعية المختلفة بما لا يسبب الاحراج لأحد،فضلاً عن تدريبه على الاعتماد على نفسه في بعض الاشياء التى لا يمكن الاستغناء عنها. وقد تفوق ابن خالتي في الرياضيات وأظهر مهارة فائقة في استخدام الارقام الحسابية وأصبح محل تقدير من الجميع بخصاله الطيبة التي يتمتع بها مما أكسبه احترام الجميع. طارق عبدالمجيد كامل