في ظل الأنظمة الفاسدة الطاغية كل شيء مباح من قتلٍ وإزهاق للأرواح وانتهاك واغتصاب للأعراض وتشويه لسمعة الأبرياء والتعريض بهم وتشريد الآمنين فلا قيمة لآدمي ولا حرمة للإنسانية في سبيل تحقيق مآرب السلطة وإزالة كل ما يقف عقبة في طريقها قد كان رضا هلال يشكل إرهاصات مبكرة لمعارضة التوريث وقيل أنه امتلك أدلة تدين جمال مبارك وفساده مما شكل هاجساً لذلك الحلم الرئيس أو الرئيس الحلم الذي بدأ يرسم ويخطط لذلك وهو واثق من تحقيق حلمه فكان لزاماً عليه تصفية كل من يفكر مجرد التفكير في عرقلة هذا المشروع أو الوقوف ضد نزوته العارمة في السلطة ، وأنا لا أستبعد ما قيل عن تذويب " رضا هلال " في حامض الكبريتيك كما تواتر وبعدما تكشف لدينا كمية الفساد والإفساد التي عصفت بالبلاد إبان حكم الرئيس المخلوع ما عدت استغرب أن أسمع أن هناك من تم نفيه للمريخ أو من أرسل إلى الماضي ليقضي عقوبة على جرم ربما كان سيقترفه في المستقبل حسب الرؤية الأمنية النافذة لأجهزة النظام العبقرية وأجزم بأن هناك العشرات إن لم يكن المئات من القصص على شاكلة قصة " رضا هلال " وقد تكون أبشع وكثيراً ما أجلس مع نفسي أتدبر وأعمل الفكر في تلك الحقبة التي حكم فيها الرئيس الغير مبارك واكتشف كم كنا أغبياء بل يصل الأمر إلى حد احتقاري لنفسي بما ارتضيناه لأنفسنا حاكماً يسومنا سؤء العذاب بل وكنا ندافع عنه أحياناً وهو يستعبدنا ولا عذر لنا في ذلك فقد جعلنا منه طاغية وجباراً مفسداً في الأرض وكنا متواطئين معه في ذلك والمثل يقول " السكوت علامة الرضا " وظللنا نرسل هذه العلامة للنظام طوال 30 عاماً متصلة ما وجد النظام منا إشارة غيرها ، فلما كان الخامس والعشرون من يناير وأرسلنا إشارة غير تلك التي تعود النظام عليها لم يفهم النظام الإشارة الجديدة وظل متشبثاً بموقفه ظناً منه أن الشعب أخطأ الإشارة وأنه سيعود ولما تأكد أن ذلك لن يحدث ولما لم يستطع فهم الإشارة وقع الصدام المحتوم وأطلق اليد لمجرميه ليقتلوا شعبة بالرصاص الحي مما جعل الشعب يستميت في التمسك بالإشارة الجديدة والتي لم يعهدها من قبل. وهكذا رحل مبارك غير مأسوف عليه يلعنه الناس ويلعنه اللاعنون إلى مزبلة التاريخ وأصبحنا هكذا مرة أخرى آدميين.