العولمة - مصطلح عالمي لم يتداول الا في فترة التسعينيات من القرن الماضي رغم اسسه القديمة التي تكلم عنها كارل ماركس وكان ذلك في بدايات القرن العشرين وهو يعني حرية انتقال الثقافات والافراد والافكار والمعتقدات بين دول العالم بغض النظر عن التكتلات السياسية وربما اعتبره كارل ماركس وقد اسماه الاشتراكية العلمية هو النهاية الحتمية للنظم الاشتراكية التي ابهرت العالم في منتصف القرن الماضي اعقاب الحرب العالمية الثانية وربما قد ادرك ايضا اثر ما سماه بالاشتراكية العلمية واصطلح علي تسميته حديثا بالعولمة فما نراه اليوم من هيمنة ثقافة واحدة في حين تسير باقي الثقافات في طريق الاندثار. كما ازدادت الهيمنة السياسية علي العولمة فقد تساعد علي نشر فكرة واحدة والقاء الضوء عليها من اجل مصلحة كيان منفرد والقاء الضوء علي قضية بعينها وربما من جانب واحد فقط وليس من جميع الجوانب فاذا نظرنا اليها بشئ من الدقة سنجد كيانا جديدا قد حل محل التكتلات التي عرفها العالم في القرن الماضي كيان مسمي بالعولمة نجدنا منصاعية اليه رغم ارادتنا وربما من دون وعي فنجدنا امام قوة عظمي متحكمة في الافكار والمعتقدات وربما مصادر وبواعث هذه الافكار ومن سبل الهيمنة السياسية المتخذة من العولمة الذراع الايمن وحجر زاويتها ايضا تزييف الواقع بالتقليل من شانه او ربما باعطاؤه اكبر من حجمه فما نراه الان يتحقق بالنسبة للقضية الفلسطينية نجد انه حلم التهويد القديم الذى توقف امامه العالم كله عاجزا عن الفهم لان الكيان الدولي المهيمن اراد ذلك حتي ان منظمة الثقافة العالمية اليونسكو وقفت حائرة امام العملية الصهيونية لتهويد القدس وما ظهر حديثا حول ضم الحرم الابراهيمي للتراث اليهودي كنواة لعملية تهويد القدس بالكامل تماما كما توقف مجلس الامن امام عمليات القمع للافراد في فلسطين وراح يهدئ من وطاة الموقف بابرام اتفاقيات هي في الحقيقة لا تسمن ولا تغني من جوع كاتفاقية الخليل واتفاقية اوسلو والسعي لاشاعة مبدا الارض مقابل السلام فان كانت العولمة في نظر كارل ماركس او الاشتراكية العلمية كما سماها هي النهاية الحتمية لنظم الاشتراكية فقد نعقب تعقيبين بهذا الشان الاول وهو ان ما يسمي بالعولمة قد تحقق وشمل جميع دول العالم بصرف النظر عن النظم السياسية او الاقتصادية وبصرف النظر عن اي الثقافات احق بالهيمنة ولاي حد والثاني هو انها ليست النهاية وان هناك ما يسمي بحلم التهويد القديم لدي الصهيوني وهو الباعث الحقيقي والدافع لما يدور امامنا علي الساحة اليوم . فهل هو النهاية الحقيقية التي اغفلها ماركس رغم تحقق نبوءته الاولي ؟