يجب علينا جميعا أن ندرك بأن هناك ايدى خفيه خارجية تتآمر وتتربص لتعبث بمقدرات هذا الوطن لبث الفتنة والوقيعة بين رمزى الشعب المصرى لتلقى به الى براثن الدمار المادى والمعنوي مستغلة الظروف العصيبة التي تمر بها البلد وهى نفس الايدى التى عبثت من قبل لتفتيت وحدة السودان والوصول به الى ما هو عليه الآن " دولة مسيحية فى الجنوب وأخرى مسلمة فى الشمال " وقد جاء الدور على مصر وهذا يؤكده الاعتراف الذى جاء على لسان رئيس الموساد السابق عندما قال.....لقد أحدثنا اختراقات سياسية وأمنية واقتصادية في أكثر من موقع، ونجحنا في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً ومنقسمة إلى أكثر من شطر، لتعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية .. هذا الكلام يؤكد أن هناك مصلحة صهيونية في زحزحة استقرار مصر وخلق فتنة طائفية في أكبر بلد عربي . الشعب المصري الذي طالما عاش فى ارض الكنانة جنبا الى جنب فى انتصاراته وانكساراته وكانت السماحة وستظل هى الشعار والدرس الذى تعلمناه وتوارثناه جيلا بعد جيل .ولم يذكر التاريخ ان الشعب المصرى يعرف التعصب الدينى او العرقى حين دخل الاسلام مصر حرر المسيحيين من الاضطهاد الروماني وكان لذلك أثره فى قبول المسلمين والاقباط ترسيخ قيم التعايش والمواطنة فتحدثوا بلغة واحدة ، ولا شك أن هذا صنع نوع من الوعي والتفكير المشترك وأصبحت مصر نموذج لوحدة الاديان .وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الفتنة عندما قال :" أن الفتنة راتعة فى بلاد الله تطأ فى خطامها لا يحل لاحد ان يوقظها ويل لمن اخذ بخطامها "وعلى مر التاريخ وفى اصعب المواقف والازمات التى مر بها الشعب المصرى كان تحالف ابناء الشعب الواحد وتعانق الهلال مع الصليب والعمل تحت شعار الدين لله والوطن للجميع بمثابة حائط صد لكل من سولت له نفسه المساس بامن ووحدة مصر ذات النسيج الواحد .ولكن فى السنوات الاخيرة تغيرت النفوس وتوترت العلاقة بين ابناءالشعب الواحد ربما تكمن الاسباب فى تراجع دور المؤسسة التعليمية فى مصر التى ادت الى تراجع المستوى الفكرى والسلوكى للمواطن واختفاء لغة الحوار التى تعتبر من اهم وسائل الاقناع ولكن نستطيع بالوعى والخطاب الدينى ولغة الحوار وترسيخ مفهوم المواطنة ان نتجاوز هذه الاذمة بتضافر الجهود ومشاركة الجميع على المستوي الفردى و الاجتماعى للعبور بمصر من هذا المنعطف الخطير لنقطع السبيل على كل من تسول له نفسه المساس بوحدة واستقرار مصر و قطع الأيدي الخفية التي تسعى لبث الفتنة وذلك من خلال تشابك الأيادي الواحدة التي تصافحت لتقود ثورة مصر البيضاء وإظهار المشاعر المتبادلة للود بين المثقفين والواعين من كلا الطرفين بشكل عام وأهمية دور رجال الدين الواعين ضروري في هذه المرحلة حتى نخرج من النفق المظلم .