قمت بدراسة بنفسي لتخفيف الحدة من أسعار المواد الغذائية فى مصر وخاصة بعد ما حدث من مستجدات سياسية على الصعيد القومى من أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير فى مصر والتى تشهدها أشهر ميادين القاهرة الكبرى وهو ميدان التحرير . فلقد شغلنى ما هو أهم من الإنقلاب السياسي الذى حدث بمصر من دعاوى الفساد ومحاكمة أشهر الشخصيات الهامة فى حكومة مصر السابقة ، حيث قمت بالتفكير ملياً فى محاكمة جديدة من نوعها وهى محاكمة الأسعار بينى وبين نفسي للأسعار التى تعلو ولا توافق أن تهبط إلا بالقدر اليسير الذى لا يروق للغالبية العظمى من أبناء الشعب العظيم ، وهو شعب مصر . وبينما أنا أحاكم هذه المتهمة القاسية ( الأسعار ) وهى أمامى فى قفص الإتهام ، قام الدفاع الموكل للدفاع عنها ( إجراءات الدراسة ) بذكر الأسباب التى أدت لإرتفاعها وشموخها الغريب والتعالى علينا بما ليس فى مقدورنا ، حيث قال :- يا حضرات المستشارين ( أعضاء المناقشة العلمية ) إن هذه المتهمة الماثلة أمامكم ( الأسعار ) ليس لها أى ذنب فى هذا الشموخ الذى ينتابها ، حيث له من الأسباب والدواعى التى أستعرضها على حضراتكم حتى تنظرون لها بعين العطف والرحمة ، وهذه الأسباب هى :- 1- توقف عجلة الإنتاج لمدة غير قصيرة من الزمن ، مما دعا لعدم توفر السلع والخدمات بالسوق ، مما أدى لقلة المعروض منها ، وبالتالى لزيادة الطلب ، حيث يتصفان بالعلاقة العكسية بينهما ، وبالتالى لظهور الإحتكارات ، مما ساعد فى إرتفاع الأسعار . 2- قلة إنتاج السماد الكيماوى للمحاصيل الزراعية ، ( مع مراعاة أن تكلفة إنتاجه رخيصة بعض الشيء ، حيث يصنع من المواد والمخلفات الصناعية والكيماوية للإنسان ، وهو يعتبر سعره زهيد ) وهذه القلة فى هذا المنتج الرهيب ، يؤدى بالتالى لقلة رمى المحاصيل الزراعية بالنسبة للفدان الواحد مثلا ، أى الفدان الذى يأخذ عدد شيكارة سماد كيماوى للمحصول يختلف فى نسبة إنتاجه من الفدان الذى يأخذ شيكارتين من نفس السماد الكيماوى ، فبالطبع يزيد الثانى عن الأول بمقدار الضعف تقريبا ، مما يساهم فى زيادة المحصول الزراعى بالنسبة للفدان الواحد . 3- عندما يزرع الفلاح محصوله الزراعى ، فهو يربي بعض الماشية ، وهذه الماشية بمختلف أنواعها تتغذى على مخلفات المحصول الذى زرعه هذا الفلاح فى أرضه ، ولاسيما إن كان يزرع أيضا بجانب محصوله الأساسي قطعة أرض مخصصة لزراعة البرسيم لغذاء هذه الماشية التى يربيها ، ولذلك فإن كان السماد الكيماوى غالى الثمن ، فلا يزرع أجزاء لتغذية مثل هذه الحيوانات فى أرضه حيث يفضلها لزراعة المحصول الأساسي بدلا من تغذية الماشية ، وذلك لتعويض النفقات التى أفقها على هذه الزراعة الأصلية ، مما يعمل على رفع سعر تربية الماشية . 4- غلو ثمن الماشية متعلق مباشرة بسعر اللحوم ، مما يعمل على غلاء سعر اللحوم فى السوق ، وبالتالى يلجأ المواطن للمنتجات البديلة وهى الفراخ والأسماك ، مما يساهم فى ظهور الإحتكارات وبالتالى لزيادة الأسعار مرة أخرى حتى للسلع البديلة . 5- وإن عاد المواطن للإستغناء عن منتجات اللحوم الأساسية والبديلة كلها إستغناءاً تاماً ، قيواجه مواجهة مباشرة مع السلع المكملة ، وهى السلع الزراعية غير اللحوم مثل الفول والعدس التى يتغذى عليها المواطن البسيط عندما يسلم أمره إلى الله فى عدم مقدرته فى شراء أى نوع من أنواع اللحوم ، سواء الحيوانية أو الفراخ أو الأسماك ، وهذه المواجهة المباشرة تتمثل أيضا فى أسعارها المرتفعة لأن المزارع قد زرعها بتكلفة مرتفعة نظرا ً لأن السماد الكيماوى باهظ الثمن . 6- وإن إقتنع المواطن بعدم شراء أى نوع من أنواع الغذاء ( وهذا بالطبع المغلوب على أمره كالغالبية العظمة من أبناء الوطن ) فسيكتفى بشراء الخبز فقط ، ويواجه بإرتفاع سعره نتيجة لأن القمح أصلا باهظ الثمن ، وذلك لأن المزارع يتكلف فى زراعته نظرا لإرتفاع تكلفة السماد الكيماوى أيضا ً . إذن فلا محالة فى إرتفاع الأسعار أبدا إلا الحل الوحيد فقط ، وهو تقليل تكلفة إنتاج السماد الكيماوى ، مما يقلل سعره ، وبالتالى فى شراء المزارع لكميات أكبر منه لزراعته ،و بالتالى لزيادة نسبة المحاصيل الزراعية بالنسبة للفدان الواحد من الأراضى المزروعة ، وبالتالى تشجيعا ً لتربية الماشية ، وبالتالى لزيادة إنتاج اللحوم فى مصر ، وبالتالى لخفض أسعار اللحوم ، وبالتالى لخفض أسعار المواد الغذائية بالكامل ، مما يعود بالنفع على جميع المواطنين . والله أسأل أن يجازينى خيرا عما قمنا به من عمل هذه الدراسة . أشكركم ، وتحياتى *** دكتور / مصطفى محمود عيسى قنا - مصر موبيل / 0108346917 أمين حزب شباب مصر - محافظة قنا .