لماذا خرجنا ..؟ رأيت سؤالا يتكرر في طبقة الأثرياء في مصر وبالطبع يعلم الكثير من أبناء الطبقة الوسطى والطبقة الفقيرة الجواب . لماذا خرجنا ؟ لماذا خرج أبناء مصر من الشباب أولا ومن ثم خرج الشعب في الشوارع بجميع طوائفه وأحزابه واتجاهاته ؟ يا له من سؤال عميق وإن بدا بسيطا هل خرج الشعب بسبب الفقر الذي طال أكثر من 40% من أبناء شعبي الحبيب ؟ أم من اجل البطالة التي نهشت في أوقات ومستقبل وأحلام شبابنا ؟ أم من أجل الفساد الذي طال كل منافذ التعليم والسياسة والاقتصاد ؟ أم من اجل مصادرة الرأي واعتقال كل فكرة معارضة أو مخالفة ؟ أم خرجنا من أجل حبس حرية الاعتقاد وصنع فزاعات وتشويه الالتزام بالدين وجعل كل ملتزم كأنه إرهابي متطرف ؟ أم من أجل وضع مصري الإقلمى والدولي الذي أصبح في أواخر الدول من حيث المشاركة والإنتاج ؟ أم من أجل إيقاف مخطط التوريث ؟ والجواب وبكل بساطه مزيجا من كل ما أسلفت . إن الشعب المصري تحمل مالا يمكن لأي مجتمع أخر على وجه الكرة الأرضية وبدون مبالغة من نهب ممنهج لثرواته وعمليات تغييب وتجريف سياسي بمساعدة الإعلام من جهة ومن خلال المنافقين سياسيا من جهة أخرى . حبس صوت الحرية لأكثر من 30 عاما خلف القضبان . فالذي رأيناه ثورة وليست مظاهرات واحتجاجات والفرق شاسع . فالحالة التي وصلت إليها بلدنا الحبيب قبل الثورة كانت بلا شك تنذر على انفجار قادم لكن متى وكيف هذا ما كان كل مصري يقف أمامه عاجزا مهما كانت لديه حس سياسي قوى فعلم الغيب عند الله سبحانه . تراكمت كل هذه العوامل لتصنع شعبا متعطش للحرية الحقيقية وليست الحرية المعلبة التي تخرج فقط في الخطب واللقاءات الدبلوماسية لتلطيف الجو العام . كيف لي أن أرى دولا تقدمت على بلدي وهى كانت بالأمس القريب أسوأ حالا منا كماليزيا والهند وكوريا الجنوبية وغيرها كثير تقدموا في مجالات عدة ونحن نتقاتل على رغيف رغيف العيش ؟ مصر التي تحمل موارد طبيعية وصناعية تؤهلها وبلا أدنى شك أن تصبح على خارطة الدول المنتجة وبقوة نراها تسبح في بحار الفقر والفساد والأمية القاتلة ؟ تجرع هذا الشعب الأبي الذي افخر أن أكون جزء منه مرارة الإقصاء والديكتاتورية القاتمة . كنا نمشى في شوارع مصر كأننا أغراب نبحث عن القليل من الكرامة فلا نجدها في بلدنا نهاجر فنجد ما هو أصعب أن الغير يعاملنا بمنتهى المهانة فقط لأننا مصريين . كان لابد لنا أن نخرج ونصرخ حتى يعلم العالم بأسره أننا لم نمت ولم تمت كرامتنا . شعب لو كتبت فيه ألاف الكتب لن توفيه حقه . في الشجاعة والمروءة والصبر الصبر ...! يا لها من كلمه يعرف معناها كل من ذاق طعم الابتلاء . صبر هذا الشعب كثيرا والآن نرى الروح قد ردت لنا نحن المصريين نرى الكثير من أحلامنا على أرض الواقع تتحقق بإذن الله . ها هم من قتلونا تسلطا خلف القضبان ها هي مصر الحبيبة تحاسب بأيدي قواتها المسلحة كل من خرب وسرق هذا البلد الطيب . هذا البلد الذي لطالما رضي بالقليل فقط القليل أن ينام الفقير مطمئنا وان يجد قوت يومه في كرامة . أن يتعلم ابني وابنك بمناهج تفيده في المستقبل وليست مناهج لكوكب أخر . أن يعالج والدي ووالدك في مستشفيات أدمية أن نقول لا وان نجد من يسمعنا بعيدا عن ثقافة قل ما تريد ونحن سنفعل ما نريد . أن يجد المصري كرامته في بلاده أولا دون إذلال وتسلط . لا أنكر أن هناك تفاؤل مقصود في كلماتي وهذا من حقي لأننا أخذنا خطوة رائعة نحو المستقبل ولكن لا يجب أبدا أن نتوقف فالعالم يراقب مصر من يوم 25 يناير حتى هذه اللحظة وسيظل يراقبها بشده في الفترة القادمة ليرى ماذا سيفعل المصريين وكيف سيبدءون البناء بناء الوطن ومتى وكم من الوقت سيأخذونه . أسئلة تريد الإجابات وهذا بالطبع لأهمية مصر جغرافيا واستراتيجيا ولذلك يجب علينا نحن المصريين أن نعلم أن الوقت القادم هو اختبار حقيقيا لكل مصري يجب عليه تحمل مسؤوليته في بناء هذا الوطن الوطن الذي فقد الكثير الكثير في الجوانب الصحية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية يريد الآن قبل غدا يد أبنائه ليبدءون البناء دون الالتفات إلى المصالح الشخصية والمطالب الفئوية فلابد لنا أن نضع هذه القاعدة نصب أعيننا " مصر أولا قبل أي شيء " المشوار طويل لكنه ليس بالجديد فكم من الدول بدأت بعد عواصف جارفة من الحروب وكان اقتصادها ووضعها أقل من وضعنا بمراحل والآن نرى هذه الدول وفى بضع سنوات تقف على قدمها بكل ما تحمل الكلمة من معنى نحن لم نخرج لإزالة الظلم والفساد عن بلدنا وفقط !! نحن خرجنا لنرفع الظلم والفساد ونبنى العدل والعدالة والديمقراطية الحقيقية لماذا خرجنا ؟ لهذا خرجنا